رئيس «فورد» الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: السوق السعودية مهمة.. واستخدام التكنولوجيا في السيارات أمر حتمي

قال إن النموذج الحالي في بيع وإنتاج السيارات بحاجة إلى إعادة نظر

TT

وصف ويليام كلاي فورد، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لدى شركة فورد للسيارات الأميركية، السوق السعودية بالـ«المهمة» لشركته، إضافة إلى أنها من الأسواق الرئيسية للشركة حول العالم، مشيرا إلى أن شركته تسجل مبيعات عالية فيها، في الوقت الذي أكد فيه أن هناك علاقة تاريخية بين الشركة والسعودية.

وقال فورد في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته لمدينة دبي للكشف عن سيارة مسوتانغ الرياضية الجديدة في المنطقة، حول تأثير استخدام التكنولوجيا في السيارات على الجودة، إن «استخدام أي شيء جديد فيه مخاطر، لكن ليست بالمخاطر الكبرى، ولا نرغب أن نكون متأخرين عن المنافسين في استخدام التكنولوجيا»، مشيرا إلى أنهم مستمرون في استخدام التكنولوجيا في السيارات في حال لم تكن هناك مخاطر عالية منها».

والتقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس، ويليام كلاي فورد الرئيس التنفيذي لشركة فورد للسيارات، والتي تأسست في ولاية ميتشيغان الأميركية عام 1903.

وبالعودة إلى فورد الذي قال: «نظرا إلى عشقي الكبير للسيارات، فقد يستغرب البعض حين أقول إنني أرى أن على قطاع السيارات إعادة النظر في التوجهات التي يعتمدها، وقدمت رسالة واضحة قبل مدة تفاجأ البعض من محتواها، حيث أشرت إلى أنه لا يمكننا ببساطة مواصلة إنتاج وبيع السيارات بنفس الطريقة التي اتبعناها دوما، لأن النموذج القائم حاليا في القطاع لا يمكن أن ينجح مستقبلا في كل مكان».

وحول عمليات الشركة في روسيا خاصة مع المعطيات السياسة الحالية بعقوبات دولية على موسكو، قال فورد: «لدينا أعمال جيدة هناك، والوضع الحالي صعب، ولكننا سنمضي».

وأكد أن «فورد» تتطلع لتوظيف التقنيات المتطورة الجديدة، وذلك لتحسين مستوى استهلاك الوقود وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة الصادرة عن المنتجات التي تصنعها، وقال: «أنا على ثقة تامة أننا سنصل قريبا إلى ابتكار حلول نقل نظيفة ودون انبعاثات غازية. نعمل حاليا على تطوير منظومات حركة بديلة تجعل السيارات ميسورة التكلفة من مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية». ولفت إلى وجود المشكلات تواجه العالم اليوم، وذلك بوصول عدد سكان الأرض إلى نحو 7 مليارات نسمة، حيث سيشهد العالم ارتفاع هذا العدد ليصل إلى ما يقارب من 9 مليارات نسمة، سيعيش الناس بشكل أقرب من بعضهم البعض، حيث تتوقع عدة تقارير أنه بحلول عام 2025، سيعيش أكثر من نصف تعداد سكان العالم في المدن الكبرى التي سيبلغ عدد قاطنيها 10 ملايين نسمة فأكثر.

وأضاف: «حين ننظر إلى الزيادة السكانية من حيث عدد المركبات، فإننا سنلاحظ أبعاد المشكلة بشكل أوضح، في اليوم الحاضر، هناك نحو مليار سيارة على الطرقات في شتى أنحاء العالم، ولكن مع ازدياد أعداد البشر وارتقاء مستوى المعيشة العالمي، فهناك توقعات تشير إلى أنه سيتضاعف عدد السيارات على الطرقات، وسيتضاعف مرة أخرى بحلول عام 2050، وعندها سنعاني من ازدحام سير عالمي خانق لم نشهد له مثيلا من قبل».

وبين أن حلول ذلك تكمن في تحقيق قفزة في التفكير الإبداعي للحفاظ على حلول التنقل في أرجاء العالم، إذ لا يتمثل الحل في مد طرقات إضافية، وقد يكون فيما يسمى «السيارات الذكية»، وهي السيارات والشاحنات التي يتم تصنيعها اليوم لتحوي معالجات مصغرة أكثر وبقدرات أعلى في التكنولوجيا. وقال: «لا شك أنكم تلحظون هذه التكنولوجيا ما إن تجلسوا خلف مقود أي سيارة جديدة، حيث إننا نعمل على تزويد تقنيات جديدة ترتقي بتجربة القيادة إلى معايير غير مسبوقة، إذ إنها ترشد السائق إلى وجهته، وتشرف على مهام ووظائف السيارة، وتدير المزايا الترفيهية ليتمتع بها جميع ركاب السيارة».

وتابع فورد: «نحن بحاجة أيضا إلى طرقات ذكية، ومواقف ذكية، وأنظمة نقل عام ذكية، والكثير غيرها، وعلينا أن نربط بينها باستخدام وسائل الاتصالات اللاسلكية، والسبب هو أن ربط السيارة بالعالم المحيط يساهم في التصدي لازدحام السير العالمي الخانق». ولفت إلى أن دبي خصوصا، ومنطقة الشرق الأوسط عموما، تحظى بمكانة بارزة لدى شركة فورد، حيث إن عمليات فورد في الشرق الأوسط وأفريقيا وهو ما يسلط الضوء على أهمية الوجود في المنطقة.