انتحاري يخترق الاستقرار الأمني لأربيل بتفجير أمام مبنى المحافظة

محافظ عاصمة إقليم كردستان: الانفجار تسبب في مقتل 4 أشخاص وإصابة 29 آخرين

عناصر من أجهزة الأمن الكردية يتفحصون بقايا السيارة التي تم تفجيرها من قبل انتحاري عند بوابة محافظة أربيل («الشرق الأوسط»)
TT

اخترق انتحاري يقود سيارة مفخخة أمس الاستقرار الأمني الذي يشهده إقليم كردستان العراق، حين فجر نفسه في بوابة بناية محافظة أربيل، وأدى الانفجار إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 29 شخصا حسب حصيلة رسمية أعلن عنها محافظ عاصمة إقليم كردستان.

وقال نوزاد هادي، محافظ أربيل، في مؤتمر صحافي عقده في المحافظة عقب الانفجار، وحضرته «الشرق الأوسط»: «لقد فجر انتحاري كان يقود سيارة صالون مفخخة نفسه أمس في الساعة 11:49 ظهرا (بتوقيت أربيل)، في البوابة الرئيسية لمبنى محافظة أربيل وسط المدينة، حيث حاول الدخول إلى مبنى المحافظة، لكن حرس البوابة منعه، ففجر نفسه، وأدى الانفجار إلى مقتل 4 أشخاص من بينهم 2 من عناصر شرطة البوابة، أما القتيلان الآخران فكانا من المدنيين، وبلغت الحصيلة النهائية للجرحى 29 جريحا عاد أغلبهم إلى بيوتهم بعد العلاج لأن إصاباتهم كانت طفيفة»، مشيرا إلى أن أحد أفراد حمايته كان من بين الذين قتلوا خلال الانفجار. وتابع هادي: «إن الأجهزة الأمنية بدأت فورا إجراءاتها لمعرفة المسؤولين عن هذه العملية الإرهابية، والتحقيق في ملابساتها»، مبينا أن قوات البيشمركة توجه يوميا ضربات مدمرة لمسلحي «داعش» على جبهات القتال، لذا فاستهداف حكومة وشعب إقليم كردستان هدف من أهداف الإرهابيين، وجزء من مخططاتهم لاستهداف المدنيين وتهديد مؤسسات حكومة الإقليم، مشددا بقوله: «سنواصل النضال ومواجهة (داعش)، وسنستمر في تحقيق أهدافنا ونحمي بلدنا من الإرهابيين وسنعاقب كل الجهات المعتدية». وطمأن هادي مواطني الإقليم بشكل عام وأربيل خاصة، بأن «القوات الأمنية في كردستان تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين». وقال: «الإرهاب لا هوية ولا أرض ولا دين له، وإن شعب إقليم كردستان الآن في الجبهة الأمامية في مواجهة هذا التنظيم (داعش)، وهذه حرب لا بد منها، لكن لحسن الحظ العالم الحر كله يقف مؤيدا لنا في هذه المواجهة».

وأدانت حكومة الإقليم في بيان لها، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، العملية الإرهابية التي استهدفت أربيل. وقال البيان: «تدين حكومة إقليم كردستان بشدة الحادث الإرهابي الذي وقع ظهر اليوم (أمس) أمام مبنى محافظة أربيل، والذي أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وجرح 29 آخرين». ودعت حكومة الإقليم مواطني كردستان إلى اتخاذ الحيطة والحذر وأن يكونوا على مستوى المسؤولية حيال ما تمر به المنطقة من ظروف أمنية. وطمأنت الحكومة مواطنيها بأن المؤسسات الأمنية ستبذل كل ما بوسعها من جهود من أجل حماية أمن واستقرار الإقليم، وأن مسيرة البناء والتقدم لن تتوقف، وأن مثل هذه الأعمال لن تخيف حكومة وشعب كردستان. بدوره، أصدر مجلس أمن إقليم كردستان، بيانا حول الحادث الإرهابي الذي وقع وسط، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، جاء فيه: «هذه العملية كانت متوقعة من عدو مهزوم، قوات البيشمركة توجه يوميا ضربات مدمرة لإرهابيي (داعش) في جبهات القتال، ويدفنون أحلام الإرهابيين بالوصول إلى كردستان، لذا فخيبة أملهم تدفعهم إلى تنفيذ عمليات من هذا النوع».

وتابع البيان: «مع الأسف الشديد، الإرهابيون يستفادون من التسهيلات التي تقدمها حكومة الإقليم في التعامل مع سكان المناطق الأخرى من العراق، فهذه التسهيلات ثغرة وتمثل خطرا كبيرا على أمن الإقليم»، مشيرا إلى أن مجلس أمن الإقليم يرى من الضروري أن يراعي مواطنو وحكومة الإقليم الوضع الأمني في كردستان، داعيا في الوقت ذاته كل الجهات المعنية والمواطنين إلى إزاحة العوائق أمام الإجراءات الأمنية.

من جانبه، قال المواطن محمد حلاق الذي يمتلك محلا للحلاقة بالقرب من موقع الانفجار في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأمن لن يتزعزع لأننا نعرف أن عدونا (داعش)، فنحن نتوقع في أي لحظة حدوث هذه الحوادث، ونحن نثق بمؤسساتنا الأمنية في كردستان وبمؤسسات حكومتنا وقيادة الإقليم، وهذه التفجيرات لن تؤثر على الوضع في كردستان، و(داعش) في تراجع مستمر في كل الجبهات، وقواتنا تنتزع يوما بعد يوم كل المناطق منه، لذا يريد بهذه العمليات الإرهابية إثارة البلبلة، لكنها لن تؤثر على التطور». ووقع آخر هجوم كبير في أربيل قبل أكثر من سنة عندما شن متشددون هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة على مقر جهاز الأمن (الآسايش). ووقع انفجار آخر في أغسطس (آب)، لكن لم يصب فيه أحد.

من جهة أخرى، قالت الشرطة ومصادر طبية عراقية، إن 10 أشخاص قتلوا في 3 تفجيرات منفصلة بقنابل في بغداد أمس.

وهدد تنظيم داعش الذي استولى على مساحات كبيرة في شمال العراق خلال الصيف بشن هجمات على الأكراد الذين يواجهونه على خط جبهة يمتد لأكثر من ألف كيلومتر.

وفي كركوك (250 كم شمال بغداد) أفاد مصدر أمني عراقي مساء أمس، بأن 5 مدنيين أصيبوا بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في أحد الأحياء شرق مدينة كركوك. وقال مصدر في قيادة شرطة كركوك لوكالة الأنباء الألمانية: «إن سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق في حي القادسية شرق مدينة كركوك انفجرت مساء اليوم (أمس) وأدت إلى إصابة 5 مدنيين نقلوا إلى مستشفى كركوك العام لتلقي العلاج».

كما أفادت مصادر أمنية عراقية أمس بأن 39 شخصا غالبيتهم من عناصر تنظيم داعش قتلوا وأصيب 6 من القوات العراقية في حوادث عنف متفرقة شهدتها مناطق بمدينة بعقوبة (400 كم شمال شرقي بغداد). وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن «قوات تابعة لقيادة عمليات دجلة قتلت بعملية أمنية 14 مسلحا من (داعش) في مناطق تابعة لناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة. وتمكنت قوات من قيادة عمليات دجلة وبمشاركة عناصر من متطوعي الحشد الشعبي من قتل 21 مسلحا من عناصر (داعش) في عملية في القرى الشمالية لناحية السعدية شمال شرقي بعقوبة».

وأكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن الأسلحة التي قدمتها دول التحالف لإقليم كردستان في الحرب ضد «داعش» ليست كافية نظرا لاحتياجات الإقليم، وبين أن قوات البيشمركة لم تتلقّ الأسلحة الثقيلة التي طالبت بها لمحاربة «داعش» والانتصار في الحرب.

وقال رئيس الإقليم في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة «فرانس 24» ونقلتها رويترز: «نود أن نشكر الدول الأعضاء في التحالف ضد داعش للدعم الذي قدموه، لكن كل الدعم الذي تلقيناه حتى الآن ليس كافيا؛ نظرا لاحتياجات الإقليم للأسلحة الثقيلة التي نحتاج إليها، خاصة فيما يتعلق بالجودة والكم، على سبيل المثال ناقلات الجنود المدرعة وطائرات الهليكوبتر والمدفعية التي نحتاج إليها لشن معركة حاسمة ضد (داعش)، فنحن لم نتلق هذه الأنواع من الأسلحة».

بدوره قال الفريق جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «رئيس الإقليم لم يقل إن المساعدات العسكرية التي وردت إلى إقليم كردستان ليست في المستوى المطلوب، بل رئيس الإقليم يؤكد مرارا وتكرارا على أن الإقليم وقوات البيشمركة بحاجة إلى أسلحة أفضل من الأسلحة التي قدمت لنا، التي هي أسلحة تقليدية، لأننا نواجه (داعش) في جبهة طويلة تبلغ 1050 كم، لذا يجب على دول العالم تسليح قوات البيشمركة بأسلحة أفضل، لأن عدونا يمتلك تلك الأسلحة، نعم نحن استلمنا أسلحة مضادة للدروع، وذخائر لكل الأسلحة التي نمتلكها».