موسكو قلقة إزاء احتمال سعي «الأطلسي» إلى ضم أوكرانيا

لافروف قال إن كيري نصحه بتجاهل ما قاله أوباما بحق روسيا

TT

كشفت مصادر الكرملين عن مخاوف روسيا من احتمالات ضم حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا. وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لشبكة «بي بي سي» البريطانية إن «روسيا بحاجة إلى ضمانات بنسبة مائة في المائة تقول إن أحدا لن يفكر في ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو. إننا نريد أن نسمع أن الناتو سيتوقف عن الاقتراب من الحدود الروسية، وعن محاولات انتهاك التوازن القائم، لكننا للأسف لا نسمع ذلك».

وأثير جدل حول «ترجمة» بعض ما قاله بيسكوف حول «أن ذلك يجعلنا نشعر بالخوف من مثل هذه الاحتمالات» - «it make us feel fear» وهو ما جرت ترجمته على نحو آخر يقول إن «موسكو تعرب عن مخاوفها من مثل هذه الاحتمالات»، فيما أوردته وكالة أنباء «ريا نوفوستي» على نحو يقول: «إن ذلك يسبب القلق لموسكو».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل في الكرملين في وقت متأخر أول من أمس وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير الذي وصل إلى موسكو قادما من كييف لبحث الأزمة الأوكرانية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. ولم ينشر موقع الكرملين على شبكة الإنترنت أي تفاصيل عما دار في اللقاء، مكتفيا بالإشارة إلى خبر اللقاء.

وتناول لافروف هذه القضايا في تقرير ألقاه حول السياسة الخارجية أمس في مجلس الدوما، حيث عاد واتهم الغرب بأنه يحاول تحميل روسيا مسؤولية الأزمة الأوكرانية، متناسيا أن ما جرى هناك انقلاب على الشرعية وانتهاك للاتفاقيات التي جرى التوصل إليها في 21 فبراير (شباط) الماضي بمساعدة 3 من وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا، على حد قوله. وحذر لافروف من استمرار هذه المحاولات التي قال إنها تنذر بوقف التعاون مع موسكو بموجب معاهدة فيينا حول إجراءات الثقة. وشدد على استحالة استثناء ممثلي جنوب شرقي أوكرانيا من أي مباحثات تستهدف تسوية الأزمة في أوكرانيا، مؤكدا ضرورة العودة إلى تنفيذ اتفاقيات مينسك الموقعة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وكان لافروف أشار خلال لقائه مع شتاينماير إلى صعوبة الثقة في القيادة الأوكرانية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك «تجاوز حدود صلاحياته بالحديث في الشؤون الخارجية متجاوزا الرئيس الأوكراني الذي يملك حق رسم سياسة بلاده الخارجية».

وحول العلاقات مع الولايات المتحدة قال لافروف إن نظيره الأميركي جون كيري نصحه خلال لقائهما على هامش قمة رؤساء بلدان آسيا والمحيط الهادي، بألا يعير اهتماما لما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان وضع روسيا في عداد الأخطار الرئيسة التي تهدد استقرار العالم وسلامه، شأنها في ذلك شأن مقاتلي تنظيم داعش ووباء إيبولا. وكان أوباما أشار إلى ذلك في كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، كما كرر الملاحظات نفسها خلال قمة العشرين في بريسبن الأسترالية الأسبوع الماضي. وأضاف لافروف أن كيري قال ذلك رغبة منه في مناقشة ملف البرنامج النووي الإيراني والموقف في شبه الجزيرة الكورية، بما يعني أنه يريد «أن تساعد روسيا بلاده عندما تحتاج الولايات المتحدة إلى من يساعدها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يريد كيري أن يطيع الآخرون الرئيس الأميركي وهو بصدد محاسبتهم». وهو موقف يبدو غير جدي ولا يليق، على حد قول لافروف، الذي أضاف أنه صارح نظيره الأميركي بحقيقة ما يفعله مبعوثو الولايات المتحدة الذين يقومون بزيارة الكثير من البلدان لحث حكوماتها على تأييد ما تتخذه من إجراءات ضد روسيا.