مصر تعلن تطهير الشريط الحدودي مع غزة خلال ساعات

ضبط عائد من سوريا يدرب «عناصر إخوانية» على تصنيع المفرقعات

TT

تستعد القاهرة لإعلان انتهائها من تطهير مسافة 500 متر موازية للشريط الحدودي مع قطاع غزة خلال ساعات، بحسب تأكيدات مسؤولين مصريين لـ«الشرق الأوسط» مساء أمس، في وقت تواصل فيه القوات المسلحة هدم المنازل التي تم إجلاء سكانها في المنطقة العازلة.

وأكدت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» أن القوات المشتركة من الجيش والشرطة، مدعومة بسلاح المهندسين، تسيطر حاليا على الشريط الحدودي بشكل متكامل، موضحة انتهاء القوات من هدم أغلب المنازل في المنطقة العازلة، فيما تقوم السلطات بنقل السكان ومتابعة إجراءات التعويض الخاصة بأصحاب المنازل المتضررة.

كما أشارت المصادر إلى أن هناك توجها، يدرس حاليا من جانب الحكومة المصرية لتوسيع المنطقة العازلة من 500 متر إلى كيلومتر واحد، موضحة أن ذلك يعود إلى أن عددا من فتحات الأنفاق جرى اكتشافها على بعد ما يصل إلى 800 متر بعمق الأراضي المصرية، وهو ما يرجح زيادة مساحة المنطقة العازلة لدواعي الأمن القومي.

وأشار مصدر أمني رفيع إلى استمرار عمليات القوات المسلحة، بما فيها عناصر من الصاعقة، والقوات الخاصة من الشرطة، مدعومة بغطاء جوي من مروحيات الأباتشي القتالية، في استهداف البؤر الإرهابية في منطقة الطوارئ، بالمربع الشمالي الشرقي لمحافظة شمال سيناء، وأن تلك العمليات أسفرت حتى الآن عن القضاء على عدد كبير من تلك البؤر، وتصفية عشرات من قيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، والقبض على مئات المشتبه فيهم بالمنطقة، مشيدا بتعاون السكان في الإرشاد عن أماكن اختباء ونشاط العناصر الإرهابية، والالتزام التام بحظر التجوال المفروض في المنطقة.

من جهة أخرى، أفادت تقارير أمس بمقتل 10 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، في محيط مدينة رفح الحدودية ليلة أول من أمس، بالتزامن مع اشتباك بين القوات العسكرية ومتشددين. وقال المصدر الأمني إن «المنزل الذي يقطن فيه الضحايا تعرض لقصف بقذيفتي هاون أطلقا من قبل العناصر الإرهابية، ويبدو أنها كانت تستهدف نقطة لتمركز القوات، لكنها أخطأت طريقها إلى المنزل، فقتلت الضحايا على الفور»، نافيا بشدة لـ«الشرق الأوسط» أن يكون المنزل جرى قصفه من قبل طائرات دون طيار يستخدمها الجيش المصري في استهداف المتشددين.

وعلى صعيد متصل، قامت قوات تابعة لجهاز الشرطة أمس بإخلاء 4 مدارس في مدينة العريش، بعد ورود بلاغات من الأهالي عن الاشتباه في جسم غريب بمحيطها. وقال المصدر الأمني إن القوات الشرطية اكتشفت أن البلاغات «إيجابية»، وأن الجسم الغريب هو قنبلة شديدة الانفجار وتحتوي على كمية ضخمة من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، وقامت القوات وخبراء المفرقعات بالتعامل معها وإبطالها. كما شهدت مدينة العريش أيضا اغتيال شرطي فجر أمس، حين استهدفه مسلحون ملثمون برصاصات في الرأس والصدر أثناء توجهه للصلاة في نهاية ساعات حظر التجوال.

في غضون ذلك، أكدت الشرطة المصرية أمس القبض على أحد كوادر «جبهة النصرة» في سوريا، وذلك بعد تلقيه تعليمات بالوجود في مصر لتدريب وتلقين عناصر «إخوانية» على تصنيع العبوات الناسفة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف، إنه «في إطار المتابعات الأمنية لتحركات تنظيم الإخوان الإرهابي وتواصله مع مختلف الفصائل التكفيرية داخل البلاد وخارجها، توافرت معلومات لدى قطاع الأمن الوطني بصدور تكليفات من أحد قيادات ما يسمى (كتائب الفرقان) التابعة لـ(جبهة النصرة) بدولة سوريا، ويدعى أبو عمار المصري، لأحد كوادر الجبهة من المصريين الموجودين بدولة سوريا، ويدعى هاني شاهين، بالعودة إلى مصر وتدريب وتلقين العناصر الإخوانية على كيفية تصنيع وتجهيز العبوات الناسفة».

وأشار اللواء عبد اللطيف إلى أن قطاع الأمن الوطني تمكن من ضبط شاهين، حيث اعترف بتدريب العناصر الإخوانية بمحافظة الغربية وعدد من المحافظات الأخرى. كما أوضح أن قطاع الأمن الوطني تمكن من ضبط 5 خلايا إرهابية، ضمت 38 عنصرا من تنظيم الإخوان الإرهابي في نطاق محافظة الغربية من المتورطين في أعمال العنف والتخريب وقطع الطرق وتعطيل المواصلات.