حماية الأرض والعرض

TT

* بخصوص خبر «العبيدي يكشف عن استراتيجية شاملة لتدريب القوات العراقية عشية تحرير مصفى بيجي»، المنشور بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أرى أنه من أولى المهام التي تلقى على أي جيش من جيوش العالم هي حماية الأرض والعرض، ولا يكون ذلك بكلام فضفاض وأساليب تلقين وطروحات نظرية بل لا بد أن يرتكز على معيار واحد وهو الولاء والانتماء للهوية الوطنية والبلد الذي يحميه ذلك الجيش، وجميع هذه المرتكزات غير متوافرة في العراق لأنها فقدت معانيها الحقيقية بمجرد أن وطئت أرجل الطائفية على يد جهات وقادة أحزاب وكتل شيعية وبقية الموالين لإيران. تصور هؤلاء أنه بمجرد أن تسلموا مقاليد الحكم في العراق بعد احتلاله من قبل الأميركيين وبمعاونة من قبلهم، أن الساحة باتت لهم فقط يعبثون بها كيفما يشاءون، فلم يتركوا منفذا للطائفية والفساد دون أن يطرقوه، فوزعوا السلاح على جماعاتهم وميليشياتهم، وخرقوا كل أسس الانتماء للوطن بعد أن صعدوا من جرعات الطائفية في دماء أتباعهم، ولهذا لم يكن هناك جيش ولا قوات أمنية؛ بل مجموعة تابعة إلى نوري المالكي لتصوره أنها ستحميه.. وها هو النظام الآن يبحث عن التدريب لأنه من أول مرتكزات بناء جيش وطني، وعليه أن يبحث أولا في نفسية أفراد الجيش ويختبر ولاءاتهم، هل هي لا تزال تخدم الأجندة الإيرانية أم لا.

د. نمير نجيب - فرنسا [email protected]