إطلاق نار يستهدف البعثة الأوروبية المكلفة بمراقبة الهدنة في أوكرانيا

بايدن يصل كييف لإجراء محادثات مع بوروشينكو في الذكرى الأولى لاحتجاجات «الميدان»

TT

أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المكلفة بمراقبة الهدنة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا، أمس، أن مراقبين تابعين لها تعرضوا لإطلاق نار في شرق البلاد في مرحلة جديدة من العنف الذي أودى بحياة ألف شخص منذ وقف إطلاق النار.

ووقع الحادث الذي لم يؤد إلى إصابات في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني على بعد 15 كلم غرب دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، ولم يؤد إلى وقوع ضحايا. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المتحدث باسم بعثة المراقبة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مايكل بوسيوركيف، قوله إنها «المرة الأولى التي يتم استهداف المراقبين فيها بشكل مباشر ومتعمد»، لكنه لم يتمكن من تحديد مصدر إطلاق النار، وأضاف: «نود أن ندرس هذه القضية بعمق»، مؤكدا ضرورة تأمين «وصول آمن وبلا عراقيل» للمراقبين.

وقالت المنظمة في تقريرها اليومي، إن «أحد الجنود وقف وأطلق النار مرتين باتجاه موكب المنظمة، ومر الرصاص على بعد مترين تقريبا من العربة الثانية، وبسبب القلق حول الأمن، غادرت بعثة المراقبة الخاصة في أوكرانيا المكان على الفور»، وأوضحت أن «عربتين تابعتين لها كانتا في طريقهما إلى دونيتسك خلال النهار عندما اقتربت شاحنة كبيرة عليها (صندوق كبير أخضر اللون) على بعد 80 مترا، وقام أحد الرجلين اللذين يرتديان زيا عسكريا بإطلاق النار على المراقبين». وعادة تحمل عربات منظمة الأمن والتعاون إشارات واضحة حول هويتها مثل اسم المنظمة مكتوبا بالأسود على العربات البيضاء اللون. وتنشر المنظمة حاليا 272 مراقبا يتنقلون في هذه العربات، هم مكلفون متابعة وقف إطلاق النار الذي وقع في 5 سبتمبر (أيلول) الماضي بين الجيش الأوكراني والانفصاليين، ورغم التوصل إلى هذه الهدنة تستمر أعمال العنف بشكل يومي.

في غضون ذلك، وصل نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء أمس، إلى كييف، وذلك بهدف إجراء محادثات مع الرئيس بيترو بوروشينكو ورئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك، اليوم (الجمعة)، وتتزامن زيارته مع الذكرى الأولى لبدء الحركة الاحتجاجية في ساحة الاستقلال أو «الميدان» بقيادة التيار الموالي لأوروبا، التي أطاحت بالرئيس فكتور يانوكوفيتش حليف الكرملين.

من جهة أخرى، كشف مكتب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، أن ألف شخص في أوكرانيا قتلوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في شرق البلاد في 5 سبتمبر. وجاء في النسخة السابعة لتقرير حول وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا، أنه منذ 5 سبتمبر وحتى 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، قتل 957 شخصا (838 رجلا و119 امرأة)؛ أي ما معدله 13 قتيلا في اليوم. وسجل عدد النازحين أيضا ارتفاعا كبيرا من 257 ألفا و489 في 18 سبتمبر إلى 466 ألفا و829 في 19 نوفمبر.

ومنذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، أوقع هذا النزاع بين الانفصاليين الموالين لروسيا المدعومين من موسكو والحكومة الأوكرانية 4317 قتيلا بينهم ركاب الطائرة الماليزية الـ298 التي أسقطت فوق شرق أوكرانيا في يوليو (تموز) الماضي، و9921 جريحا. وقال التقرير: «لا يزال يقتل مدنيون ويعتقلون بشكل غير شرعي ويتعرضون للتعذيب أو يعتبرون مفقودين»، منددا «بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان» من قبل القوات المسلحة.

نحو 1200 من القتلى هم جنود في الجيش الأوكراني ونحو 1700 مدني (بينهم 22 طفلا)، وعناصر في مجموعات مسلحة، سقطوا في دونيتسك، ونحو 850 مدنيا ومتمردا في لوغانسك، كما أوضح التقرير الذي أعده 35 مراقبا من الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أوكرانيا. وأكد التقرير أن ذلك يشكل «تقييما حذرا»، لكن «الأرقام الحالية للضحايا قد تكون أعلى». وبين الإفادات التي تم جمعها، إفادة جندي أوكراني قطعت ذراعه بضربة فأس من المتمردين، لأن عليها وشم «المجد لأوكرانيا»، بينما قال آخر إن المتمردين بدأوا بقطع أذنه.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة، أنه «في الأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، المعلنتين من جانب واحد، كانت الانتهاكات منهجية، ويمكن أن تعتبر جرائم ضد الإنسانية». وتحدث المتمردون في دونيتسك، أمس، عن سقوط قتيل و3 جرحى في صفوفهم، خلال 24 ساعة، بينما تحدث الجيش الأوكراني عن إصابة 6 من جنوده بجروح. وفي لوغانسك المعقل الآخر للمتمردين، قتلت ممرضة في الـ58 من العمر، وجرح مدني في قصف لقرية، كما أعلن ناطق باسم السلطات المدنية.