تفجيران بالقاهرة يثيران الذعر في محطة قطار رمسيس ومحيط جامعة حلوان

توقيف محمد علي بشر القيادي الإخواني البارز.. والجماعة تصفه بـ«الضربة الكبيرة»

وزير النقل والمواصلات المصري هاني ضاحي أثناء وصوله إلى محطة قطار رمسيس لتفقد الأضرار التي لحقت بأحد القطارات جراء التفجير أمس (رويترز)
TT

شهدت العاصمة المصرية أمس تفجيرين إرهابيين، أحدهما بمحطة القطار الرئيسية بمنطقة رمسيس بوسط العاصمة المصرية، والثاني في محيط جامعة حلوان (جنوب القاهرة)، خلفا إصابات بعدد من رجال الأمن والمواطنين. في وقت ألقت فيه السلطات المصرية القبض على القيادي بجماعة الإخوان المسلمين البارز محمد علي بشر، في ضربة أمنية وصفتها جماعة الإخوان بـ«الكبيرة».

وشغل بشر وزير التنمية المحلية السابق في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وهو أستاذ بجامعة المنوفية، وشغل منصب محافظ المنوفية، ووجهت له السلطات المصرية تهم التحريض على العنف والتظاهر ضد مؤسسات الدولة والانضمام لجماعة إرهابية على خلاف القانون. وأعلنت السلطات في مصر جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا وحملتها مسؤولية أحداث العنف التي شهدتها البلاد منذ عزل مرسي.

من جهة أخرى، انتابت محطة القطار برمسيس حالة من الذعر بين المواطنين، بعد انفجار قنبلة ظهر أمس في قطار متوقف على رصيف 2 بالمحطة. وأصيبت سيدة في تدافع الركاب للخروج من المحطة، كما عثرت قوات الأمن على قنبلة أخرى أعلى الرصيف، تم إبطال مفعولها بواسطة خبراء المفرقعات. وقال المهندس سمير نوار، رئيس هيئة السكك الحديدية، إن الانفجار وقع بالعربة الأخيرة بعد وصوله للمحطة ونزول الركاب منه، مؤكدا أن الانفجار وقع والقطار خال من الركاب، ولم يسفر عن وقوع إصابات، سوى أضرار مادية طفيفة في بعض الكراسي بالعربة. وفي محيط جامعة حلوان، أصيب 3 ضباط شرطة ومجندين، نتيجة إلقاء عبوة ناسفة محلية الصنع على ارتكاز أمني بإحدى الكافيتريات.

وتلقت جماعة الإخوان خبر القبض على القيادي البارز محمد علي بشر بالصدمة، حيث وصفوه بالخسارة «الجديدة والكبيرة» للجماعة في الوقت الراهن؛ لكنه لن يؤثر على خياراتهم ومسارهم، على حد قولهم. فيما سادت حالة من الغضب بين أعضاء الجماعة بمحافظة المنوفية عشية القبض على بشر.

ورغم أن أغلب قيادات الجماعة ومرشدها العام محمد بديع في السجن على ذمة قضايا عنف وقتل؛ فإن بشر ظل مطلق السراح، وكانت أنباء ترددت منذ فترة عن تبنيه مبادرة للصلح بين «الإخوان» والسلطات؛ إلا أنها لم تتم، ومنذ أكثر من شهرين كف بشر عن الرد على أي مكالمات خاصة من جهات الإعلام، علما بأنه ظل يتحدث باسم الجماعة عقب الإطاحة بمرسي، باعتباره أحد قيادتها البارزين الذين يمتعون بحرية الحركة في الداخل، خاصة بعد إلقاء القبض على معظم قيادات الجماعة.

وقالت مصادر أمنية إنه «تم القبض على بشر صباح أمس من داخل منزله بالبر الشرقي بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وإن مباحث قسم شبين الكوم بالاشتراك مع جهاز الأمن الوطني بالمحافظة تمكنا من إلقاء القبض على بشر بعد استخراج إذن من النيابة العامة، لما هو منسوب له من تهمة التحريض على العنف ضد الدولة، والدعوة للفوضى وحمل السلاح يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهى المظاهرات التي دعت إليها الجماعات المتطرفة لبث الفوضى في البلاد. وأكدت المصادر أن «القيادي الإخواني لم يحاول الهروب لحظة القبض عليه، وتم وضعه في سجن شبين الكوم».

من ناحيتها، بدأت نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع القيادي الإخواني، وأسندت له عددا من الاتهامات، في مقدمتها الانضمام إلى جماعة إرهابية مؤسسة على خلاف أحكام الدستور والقانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل القوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتتخذ من الإرهاب وسيلة لتنفيذ أغراضها.

في غضون ذلك، ومنذ أول من أمس تسود محيط شارع محمد محمود (القريب من وزارة الداخلية)، والمتاخم لميدان التحرير بوسط القاهرة، حالة من الكر والفر، بين تجمعات صغيرة من شباب وناشطين سياسيين وبين قوات الأمن، التي تمنع محاولتهم التظاهر بالشارع، إحياء لذكرى مظاهرات دامية خلفت العشرات من القتلى والمصابين شهدها الشارع، إبان فترة تولي المجلس العسكري الحكم في البلاد عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011، وأصبحت تعرف إعلاميا باسم الشارع نفسه، وألقت قوات الأمن القبض على عدد من الشباب أثناء محاولتهم التظاهر في الشارع، وكثفت قوات الأمن من انتشارها بالقرب من ميدان التحرير لفض هذه التجمعات.

ووجهت الداخلية المصرية ضربة استباقية قوية للعناصر الإرهابية أمس، حيث تم القبض 5 من العناصر الإخوانية من ضمن القائمين على الصفحات الإلكترونية التي تقوم بالتحريض ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة والدعوة إلى التظاهر، وتبين أنهم وراء ارتكاب واقعة إشعال النيران بنقطة شرطة أبو زعبل بمحافظة القليوبية القريبة من القاهرة، والتعدي على قسم شرطة الطالبية ونقطة المرور بشارع الملك فيصل بضاحية الهرم بمحافظة الجيزة، فضلا عن حادث إطلاق النيران على أحد الضباط معاوني مباحث قسم شرطة الطالبية بالهرم، وعثر بحوزتهم على أجندة مدون بها خطة لقطع الطرق وعمل شلل مروري وإحراق العديد من المنشآت الحيوية من بينها «محولات كهرباء ومحطة تحلية مياه واقتحام أحد السجون». واعترف المتهمون في تحقيقات النيابة بأنهم من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، وأن دورهم يتمثل في تأمين المسيرات والمظاهرات باستخدام الشماريخ والألعاب النارية في مواجهة قوات الشرطة.