ليبيا.. الانتحار المنظم

TT

* أود أن أعلق على مقال سليمان جودة «طوبى لـ(الثني) والذين معه!»، المنشور بتاريخ 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالقول: إن هناك أطرافا متعددة سعيدة بانهيار دول الشرق الأوسط وتحويلها لدول منكفئة على ذاتها تعانى وحدها فشل الدولة وانتشار الإرهاب واقتتال أهلها دون رحمة أو هدف، وفي الوقت نفسه تزدهر سوق السلاح التي نتعجب من أين يأتي بها هؤلاء الإرهابيون مثل الشلال الذي لا ينضب من عتاد وأسلحة، أما الدولة العظمى الأولى في العالم فتروج آلتها الإعلامية لـ«داعش» وتحويلها إلى «بعبع» لترويع المنطقة دون حل، خصوصا أن القضاء على «داعش» مرتبط ببقاء نظام الأسد، وهو عكس ما كانت ترجوه أميركا عندما أنشأت ورعت «داعش» التي لم تظهر بين عشية وضحاها بهذه القوة وهذا العتاد. أما ليبيا، فقد تعمدت الدول الغربية على تدمير النظام وتحويلها لدولة فاشلة على أمل تقسيمها إلى دويلات صغيرة، فيسهل الاستيلاء على بترولها، وأن يتسلى التيار الديني بحكم بلادها حتى لو حولوها إلى سلخانة بشرية يجري فيها جريان نهر من دماء البشر، على أمل أن ينشغلوا بقتال بعضهم البعض حتى يقضوا على أنفسهم كنوع من الانتحار المنظم لتلك الجماعات، وهي حسبة خاطئة لم ولن نجني منها غير الخراب والدمار وعدم الاستقرار.

د. ماهر حبيب - أميركا [email protected]