إسرائيل: الفلسطينيون خططوا لاغتيال ليبرمان بصاروخ

اعتقال نشطاء في حماس بدعوى التخطيط لانتفاضة مسلحة داخل المدن الإسرائيلية

TT

كشفت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن شبكة مسلحين فلسطينيين، تضم أكثر من مائة عنصر وتمتد على طول الضفة الغربية وعرضها، خططت لانتفاضة مسلحة تنفذ عمليات تفجيرية داخل إسرائيل، وتشمل خطة لاغتيال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بواسطة صاروخ من طراز «آر بي جي».

وقال مصدر أمني رفيع في تل أبيب، أمس، إن معلومات استخبارية من داخل الشبكة أدت إلى اعتقال غالبية أفراد الشبكة، الذين اعترفوا خلال التحقيق بالتنظيم وأهدافه، ورووا تفاصيل تشكيل هذه الشبكة، وأضاف المصدر ذاته أن الخلية التي كلفت باغتيال ليبرمان ضمت 3 شبان فلسطينيين من مدينة بيت لحم، هم زياد سليم الزير (35 عاما)، وعدنان أمين صبيح (31 عاما)، ويوسف إبراهيم الشيخ (50 عاما). وقد جندهم إبراهيم سليم محمود الزير، شقيق زياد، وجميعهم من نشطاء حركة حماس.

وحسب لائحة الاتهام التي وجهت إليهم في محكمة عسكرية إسرائيلية، أمس، فقد جرى اكتشاف الخلية خلال الحرب الأخيرة على غزة في الصيف الماضي، عندما حاول يوسف الشيخ شراء الصاروخ من عصابات إجرامية في إسرائيل، وتبين أن أفراد الخلية رصدوا تحركات الوزير ليبرمان، من بيته في مستعمرة «نوكديم» إلى مكتبه في القدس الغربية، وخططوا لاختيار موقع مرتفع على الطريق، وإطلاق الصاروخ نحو سيارته، وادعت النيابة أن أفراد الخلية اعترفوا بالتهمة وسردوا تفاصيل خطتهم وتنظيمهم.

وفي وقت لاحق أمس، ذكرت أجهزة الأمن الإسرائيلية أنها ألقت القبض على أكثر من مائة عنصر من رجالات حماس في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، خططوا لانتفاضة مسلحة داخل المدن الإسرائيلية. وقالت: إن هذه المجموعة تعمل بإرشاد مباشر من صلاح العاروري، أحد قادة «حماس» الذي كان أسيرا في إسرائيل وتم إطلاق سراحه ضمن صفقة شاليط في سنة 2010. والذي يقيم حاليا في تركيا. وذكرت أن العاروري هو الذي خطط قبل 3 شهور لانقلاب عسكري على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأنه أرسل مبالغ طائلة لتمويل نشاط هذه الشبكة وشراء الأسلحة لأفرادها من الضفة وإسرائيل، مضيفة أنه نجح في تجنيد غالبية الأسرى الذين أطلق سراحهم معه في صفقة شاليط وبقوا في الضفة الغربية.

وزعمت الأجهزة الإسرائيلية أن الشبكتين، اللتين أقامهما العاروري، وضعت خططا مشابهة تشمل تنفيذ عمليات مسلحة بالسكاكين أو بالأسلحة النارية ضد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، أو ضد أهداف عسكرية إسرائيلية. ولكن بعض أفرادها خططوا أيضا لعمليات داخل إسرائيل. وقد جند في حينه عشرات الأفراد في مختلف قرى ومدن ومخيمات الضفة ومدينة القدس، وعندما اعتقلت إسرائيل 93 فردا منهم، تبين أن غالبيتهم قادة ميدانيون في حماس، وبعد التحقيق معهم اعترفوا في حينه بأنهم استهدفوا من هذه العمليات دفع إسرائيل إلى اجتياح البلدات الفلسطينية، ما سيحدث الفوضى فيها، فتستغلها جهات أخرى من «حماس» لاحتلال المقاطعة في رام الله، وغيرها من مؤسسات الحكم وإسقاط حكم محمود عباس، والدخول في مفاوضات مع إسرائيل على هدنة طويلة الأمد من دون اتفاق سلام.

ولم يتوقف نشاط حماس عند هذا الحد، وفقا للمصادر الإسرائيلية، بل سارع العاروري إلى تنظيم شبكة جديدة لتنفيذ العمليات، مستغلا الهبة القائمة حاليا في القدس. وقد اعتقلت الأجهزة الإسرائيلية هذه المرة أكثر من مائة فرد تم تجنيدهم لهذه المهمة، وقالت: إن غالبية المعتقلين اعترفوا بالتهم وكشفوا عن تفاصيل كثيرة حول نشاط حماس وتوجهها. كما كشفت أن السلطة الفلسطينية اعتقلت من جهتها 30 شخصا من حماس للأسباب نفسها.

من جهة ثانية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس عن ضبطها لحاويتين بداخلهما مفرقعات وألعاب نارية، بالإضافة إلى أسلحة كالسكاكين والخناجر والسيوف، التي كانت مرسلة إلى مواطن من بيت حنينا. وفي عملية مشتركة للشرطة الإسرائيلية وسلطات الضرائب والجمارك، تم اعتقال 5 مواطنين عرب من سكان شمال إسرائيل للاشتباه بضلوعهم في عملية التهريب.

وحسب بيان للشرطة الإسرائيلية فإن الحاويتين وصلتا إلى إسرائيل من الصين عبر البحر، وبها أدوات زينة لعيد الميلاد، الذي يحل في 25 ديسمبر (كانون الأول) القادم. ففي الـ12 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري جاء 3 مواطنين عرب إلى ميناء مدينة أشدود من أجل تسلم الحاويتين، مصحوبين بشاحنتين لنقلهما إلى مخزن في مدينة العفولة. فألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على المواطنين الـ3 قبل وصول الشاحنتين إلى المخزن، واعتقلت أيضا مدير المخزن وعاملا هناك على ذمة التحقيق. وبعد التحقيق معهم تم تمديد اعتقال اثنين منهم حتى يوم الأربعاء المقبل.

وتم نقل الحاويتين إلى موقع تابع للشرطة، حيث تم الكشف عن محتوياتهما، فتبين أن الحاويتين تضمنتا كميات كبيرة من المفرقعات القوية، ونحو 18 ألف لعبة نارية بقطر 20 مليمترا. كما تم العثور على أكثر من 5000 سكين، وأكثر من 4000 مصباح يتحول بواسطة زر مخفي إلى صاعق كهربائي، بالإضافة إلى أكثر من 5000 صاعق كهربائي وألف سيف.

وكان وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت قد أصدر مؤخرا أمرا بمنع استيراد المفرقعات والألعاب النارية حتى شهر فبراير (شباط) المقبل، بحجة استعمالها من قبل شباب فلسطينيين في المواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية، بالإضافة إلى استعمالها خلال المواجهات مع بعض المواطنين العرب في إسرائيل مؤخرا خلال الاحتجاجات على مقتل الشاب خير حمدان من قرية كفركنا على يد شرطي إسرائيلي.