مسؤول أمني: «ولاية كركوك» اسم وهمي اخترعه «داعش»

إعلام محافظة أربيل: تبني التنظيم الإرهابي للتفجير هدفه التشويش على تحقيقاتنا

TT

تبنى تنظيم داعش أول من أمس في بيان نشر على صفحة ما يسمى بـ«الدولة الإسلامية - ولاية كركوك» إحدى الصفحات المرتبطة بالتنظيم في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، التفجير الانتحاري الذي وقع الأربعاء في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وأدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 29 آخرين.

وذكر بيان التنظيم أن إحدى مفارزه تمكنت من الوصول إلى قلب مدينة أربيل، لتنفذ عملية انتحارية، مشيرا إلى أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم يعرف باسم «عبد الرحمن الكردي».

وقال حمزة حامد، مسؤول إعلام محافظة أربيل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «منذ اللحظة الأولى لوقوع العملية الإرهابية، كنا نعلم بتقديراتنا أن تنظيم داعش هو الذي نفذها، وورود اسم ولاية كركوك في بيان التنظيم يعتبر جزءا من لعبتهم السياسية والنفسية التي يلعبها التنظيم للتشويش على الوضع في الإقليم، فإصدار هكذا نوع من البيانات يعتبر نوعا من التشويش، فهم ذكروا في بيانهم أن الانفجار أسفر عن مقتل وإصابة 58 شخصا، وحرق 50 سيارة، وأن الانتحاري الذي نفذ العملية يسمى بعبد الرحمن الكردي، كل هذا يعتبر جزءا من التشويش الذي يمارسه التنظيم، تحقيقات مؤسستنا الأمنية لم تنته لحد الآن، لذا ما أعلن عنه التنظيم لا أساس له وعدد الضحايا الذي نشروه في بيانهم خيالي، يريد به هبط معنويات الموطنين، وكذلك ورود اسم الكردي مع اسم الإرهابي الذي نفذ العملية يعتبر هو الآخر جزءا من اللعبة التي يمارسها التنظيم، نحن في إقليم كردستان ليست لنا أي مشاكل مع أي قومية في العالم، ومشكلتنا الوحيدة هي مع داعش كتنظيم إرهابي».

وتزامنت العملية الانتحارية التي نفذها «داعش» في أربيل مع انتصارات كبيرة حققتها قوات البيشمركة على جبهات القتال في كركوك وديالى، حيث سيطرت البيشمركة بعد معارك ضارية مع داعش على سلسلة مرتفعات استراتيجية في كركوك، تطل على حوض حويجة، فيما تقدمت في ديالى واستطاعت أن تستعيد السيطرة على منطقة إمام ويس الاستراتيجية بالقرب من ناحية السعدية في عملية عسكرية مشتركة مع القوات العراقية.

وفي هذا الإطار يقول حامد: «قوات البيشمركة توجه يوميا ضربات مدمرة للتنظيم على كافة المحاور، وتسجل قواتنا في كل يوم انتصارات جديدة على داعش، خاصة ما تعرض له التنظيم من خسائر كبيرة على يد قوات البيشمركة في كركوك ومرتفعات خراب روت التي تفصل موصل عن كركوك، وكذلك هزيمة داعش في زمار والربيعة على يد البيشمركة، لذا ما نفذوه في أربيل كانمحاولة لرفع معنوياتهم».

وعن ورود اسم ولاية كركوك من قبل «داعش»، وارتباطها بعملية أربيل، قال العميد سرحد قادر مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك، لـ«الشرق الأوسط» إن «داعش ذكر من قبل لعدة مرات اسم ولاية كركوك ووالي كركوك وأسماء أخرى من هذا النوع، في عملياتها الإرهابية، لكن هذه الأسماء التي يذكرها التنظيم وهمية، هؤلاء لا يستطيعون دخول كركوك بأي شكل من الأشكال، صحيح أنه في بعض الأحيان توجد خلايا نائمة أو أشخاص تابعون لهم في كركوك، الذين يتم قتلهم واعتقالهم باستمرار، وكشفت شبكات كبيرة تابعة لهم من قبل، واعتقلت عددا آخر منهم وسيعلن عن ذلك في المستقبل، فهذا شيء اعتيادي أن يطلقوا هكذا أسماء أو يعينوا شخصا في المنفى ويقولوا هذا مسؤول عن كركوك، أو هذه ولاية كركوك».

وتابع قادر: «داعش تسيطر على قضاء حويجة ونواحي رياض ورشاد والعباسية، نحن كقوات البيشمركة والشرطة في كركوك لم ندخل منذ البداية إلى هذه المناطق لأنها مناطق عربية، ولو دخلت قوات البيشمركة إليها لتم تأويل الموضوع بشكل آخر، لذا رأت البيشمركة أنه من الأفضل أن تبقى في الطرف الآخر من مشروع الماء الذي يفصل بين الجانبين، أما الآن فنحن نشعر أن تنظيم داعش يشكل خطرا على كركوك، ويريد في بعض الأحيان ومن خلال قذائف الهاون استهداف بعض الدوائر كدائرة الكهرباء في المدينة وغاز الشمال، لذا سيكون في المستقبل برنامج من قبل القوات العراقية وقوات البيشمركة من أجل إنهاء هذا الخطر وإبعاده عن كركوك».