إردوغان: نراقب المنظمات الخطيرة المتسللة إلى أفريقيا بقناع «التعليم» أو«الإنساني»

هاجم في قمة «الشراكة الأفريقية التركية» مشاريع جماعة فتح الله كولن

TT

قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان: «نلاحظ وجود بعض المنظمات الخطيرة، التي تتخفى تحت قناع منظمات تعليمية أو منظمات مجتمع مدني، (في إشارة إلى جماعة فتح الله كولن، المتهمة بالتسلل إلى المؤسسات القضائية والأمنية التركية)، وتحاول عبر ذلك التسلل بين تركيا وبعض الدول الأفريقية (في إشارة للمؤسسات التي تديرها الجماعة في بعض الدول الأفريقية، المتهمة بالعمل على توتير العلاقات مع تركيا)، نحن نراقب تحركاتهم بعناية، ونأمل من أصدقائنا رؤساء الدول والحكومات أن يتصرفوا بحساسية تجاه تلك المنظمات، التي أميط اللثام عن بنيتها السرية، ونشاطاتها التجسسية، الحالية في البلدان التي تدخلها». وأضاف قائلا: «باتت تلك المنظمات تشكل مصدر تهديد جاد في كل بلد تمكنت فيه من بناء هيكليتها التنظيمية، تحت مسمى دعم التعليم وتقديم المساعدات الإنسانية، كما جرى في تركيا، ونحن نؤكد استعدادنا للمشاركة في مكافحة تلك التنظيمات وتقاسم جميع أنواع المعلومات الخاصة بها».

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة المخصصة للزعماء بثاني أيام القمة الثانية للشراكة التركية الأفريقية، المنعقدة في مدينة مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، ونقلتها «وكالة الأناضول التركية»، حيث عبر إردوغان خلال كلمته عن استعداد بلاده لاستضافة القمة الثالثة في مدينة إسطنبول، عام 2019 والتي شهدت القمة الأولى عام 2008.

وأضاف إردوغان أنه أولى أهمية كبرى للعلاقات الأفريقية التركية خلال توليه رئاسة الوزراء بين عامي 2002 و2014، مشيرا إلى أن تركيا أطلقت سياسة الانفتاح على أفريقيا مع إعلان عام 2005 «عام أفريقيا».

وأوضح إردوغان أن تركيا لها حاليا 39 سفارة و4 قنصليات عامة تمثلها في أفريقيا، فيما بلغ عدد البعثات الدبلوماسية للدول الأفريقية في أنقرة 32 ممثلية، مشيرا إلى أنه بحلول عام 2009 كان عدد السفارات التركية في القارة الأفريقية 12 سفارة، فيما ضمت أنقرة 10 سفارات أفريقية.

وبين الرئيس التركي أن حجم الاستثمارات التركية في أفريقيا بلغ 6 مليارات دولار، وباتت الخطوط الجوية التركية تسير رحلات منتظمة إلى 40 مدينة أفريقية، تجاوز بفضلها عدد المسافرين بين البلدين 200 ألف شخص، يأتون لأغراض سياحية، وثقافية، وتجارية.

وذكر الرئيس التركي أن الحكومة التركية وفرت للدول الأفريقية بين عامي 1991 - 2013 منحا دراسية جامعية في درجات البكالوريوس والدراسات العليا، والدكتوراه، بلغ عددها 3254 منحة.

وكشف الرئيس التركي عن استعداد تركيا لافتتاح مشفى كامل التجهيزات في الصومال بطاقة 200 سرير ليكون الثاني في أفريقيا بعد المشفى الذي افتتح في السودان بطاقة 150 سريرا، وشدد على أهمية التعاون في المجال الصحي في الوقت الحاضر لمواجهة وباء «إيبولا»، مضيفا: «خصصنا 5 ملايين دولار لأصدقائنا الأفارقة للمساهمة في جهود مكافحة (إيبولا) تضاف إلى ما قدمناه حتى الآن».

وانطلقت في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، أمس، أعمال قمة الشراكة الأفريقية التركية، على مستوى الرؤساء. وأفاد مراسل وكالة الأناضول، أن الجلسة الافتتاحية انطلقت، بحضور الرئيس التركي إردوغان، إلى جانب رئيس غينيا الاستوائية البلد المضيف، تيودورو أوبيانغ نغيما، رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ورؤساء عدد من الدول الأفريقية، فضلا عن رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، بحسب مراسل الأناضول.

وكانت أعمال الدورة الثانية للقمة التركية الأفريقية، افتتحت على مستوى السفراء، الأربعاء، تمهيداً لانطلاق القمة على مستوى الرؤساء أمس.

وبدأت تركيا سياسة الانفتاح على القارة الأفريقية عام 1998، واكتسبت زخما مع إعلان الاتحاد الأفريقي تركيا شريكا استراتيجيا عام 2008، إلى جانب عقد قمة التعاون التركي الأفريقي في العام نفسه بمدينة إسطنبول، لتدخل تركيا عام 2013 كلاعب أساسي في سياسة الشراكة الأفريقية.

وساعدت سياسة الانفتاح التركية على أفريقيا، وهي مبنية على مبدأ «الشراكة المتساوية والمصلحة المتبادلة»، على تحقيق تقدم سريع في كثير من المجالات، ومنها حجم التجارة وآليات الحوار السياسي والأنشطة التربوية والاستثمارات الاقتصادية.

وتعد تركيا ثالث دولة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للقارة السمراء بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث بلغ حجم المساعدات التركية 800 مليون دولار منذ عام 2012.