المنظمة العربية للهلال الأحمر: تأمين الممرات داخل سوريا شرط لدخول المساعدات الطبية

الدكتور عبد الله الهزاع لـ«الشرق الأوسط»: طواقم دمشق لا تزال تتعرض للقصف.. والخليج العربي أكثر الداعمين

TT

قالت المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، إنها على استعداد تام لتقديم المساعدات الطبية داخل سوريا، تنطلق من المخيمات التابعة لها على الحدود التركية - السورية، إلا أنها اشترطت أن يتم تأمين ممرات طبية، ويتم تحديدها بـ«زمن، ومكان» لدخول المساعدات.

وذكر الدكتور عبد الله الهزاع، أمين عام المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنظمة تنادي، مهما كان نوع العمليات العسكرية، بضرورة إعطاء الزمن والجغرافيا لتأمين ممرات يتم من خلالها إدخال المساعدات الطبية للداخل السوري»، مبينا أن «مع وجود الضرب العشوائي الذي يتم بين الفصائل المتنازعة داخل سوريا، لا يمكن للمنظمة أن تقدم خدماتها الطبية وتعريض الطواقم الطبية للخطر».

وتطرق الهزاع، خلال تصريحاته، إلى أن المنظمة العربية تقدم خدماتها لدعم السوريين في 3 مناطق، وهي تركيا، والأردن عبر المخيمات على الحدود معها، فضلا عن تقديم مساعدات داخل لبنان من خلال إقامة المستشفيات، موضحا أن «المنظمة لم تقدم مخيمات على الحدود اللبنانية السورية».

وأبان الدكتور الهزاع، أن المنظمة لا تزال تقدم الدعم الكامل للاجئين السوريين في المخيمات المتواجدة على الحدود السورية - التركية، مفيدا أن المنظمات الخليجية هي الأكثر في تقديم تلك المساعدات للاجئين السوريين.

وأشار أمين عام المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، أن «المنظمة العربية لا تزال تعاني من الدخول لسوريا، نظرا لوجود الخطورة التامة على عناصر الهلال الأحمر العربية»، لافتا إلى أنه «مع وجود قرارات أممية بضرورة تأمين الحماية التامة لعناصر الهلال الأحمر، إلا أن النظام السوري لم يطبق تلك القرارات على أرض الواقع، ولم يوفر الممرات الآمنة لتقديم المساعدات الطبية للداخل»، موضحا أن «الهلال الأحمر السوري فقد ما يقارب 40 من طواقمه بقصف تعرض له من قبل القوات السورية خلال العامين الماضيين».

وبين الدكتور الهزاع أن «المنظمة لديها خطة لتقديم المساعدات الطبية منذ أن وقعت أحداث داخل سوريا، إلا أن انعدام وجود ممرات آمنة داخل البلاد حجب تقديم المساعدات الطبية والإنسانية»، موضحا أنه «بحال توافر تلك العوامل، فإن جميع طواقم الأهلة العربية الطبية، وبالذات المنظمات الخليجية، ستقدم المساعدات الطبية والإنسانية»، مشددا على أن «المنظمات العربية أبدت استعداداتها لتقديم المساعدات الطبية، ومن ذلك إقامة التجمعات والحشود لدعم القضية السورية».

يذكر أن المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر قالت إن «هناك نقصا شديدا وحادا في المواد الطبية والأدوية، إضافة إلى وجود 3.7 مليون لاجئ سوري نزحوا إلى دول الجوار، منهم مليون ونصف المليون لاجئ في لبنان، و1.3 مليون لاجئ في الأردن، و600 ألف لاجئ في تركيا، بينما توزع قرابة 350 ألف لاجئ في العراق، ومصر، وشمال أفريقيا، تؤويهم مخيمات الإيواء الرسمية»، مؤكدا على «الحاجة الماسة للأدوية، وبرامج الدعم النفسي، والإعاشة، والصرف الصحي، والتدفئة».

وأفصحت المنظمة أن «زهاء 4.5 مليون شخص نازح داخل سوريا، وأن نحو 4.1 في المائة يعيشون في مخيمات عشوائية، كما يوجد قرابة 7 ملايين شخص قُدر عدد الأطفال منهم الذين بحاجة إلى مساعدات غذائية وغير غذائية بالإضافة للعلاجية، بنحو 50 في المائة، فضلا عن سقوط أكثر من مائة ألف قتيل وعدد كبير من الجرحى».