اللبنانيون انتظروا العاصفة «ميشا» ففوجئوا بوصول «ياسمينا»

تساقط حبات البرد على الساحل والثلوج على ارتفاع 1800 متر كان أبرز نتائجها

الثلوج غطّت الطرقات على ارتفاع 1800 متر
TT

انتهت العاصفة «ميشا» التي وصلت إلى لبنان منذ يومين بأقل ضرر ممكن على الساحل، وبإحداثها السيول وتساقط الثلوج بغزارة على ارتفاع 1800 متر على الجبال.

فاللبنانيون الذين ألغوا مواعيدهم ولا سيما دعوات العشاء والغداء خارج منازلهم، عبروا عن امتنانهم للهدوء الذي اتسمت به «ميشا» الآتية من منطقة اليونان، التي وعلى عكس ما توقعه خبراء الطقس لم تتسبب بأضرار جسيمة، أقله في مناطق الساحل وبيروت.

فصحيح أن كمية الأمطار التي هطلت خلالها بلغت 250 ملم مقابل 50 ملم لهذه الفترة من العام الماضي، وأنها اصطحبت كميات من الثلوج على المرتفعات ما فوق 1800 متر، إلا أنها وصفت بالمنخفض الجوي ليس أكثر، فخلعت عنها صفة العاصفة التي تم إنذار اللبنانيين بشأنها.

وصلت «ميشا» أم ليس بعد؟ وهل هذه «ميشا مزورة»؟ ويا ليت كل العواصف الآتية تكون على هذا المستوى.. تعليقات ساخرة رددها اللبنانيون حول العاصفة «ميشا» التي ضربت لبنان، التي كان لها تأثيرها الأكبر على المرتفعات أكثر من الساحل.

ولكن ما لم يكن يعرفه كثيرون هو أن «ميشا» كانت مجرد زوبعة في فنجان، فحسب مركز الأرصاد الجوي في مطار بيروت فإن هذه الحالة في الطقس تسمى «ياسمينا»، وهي عبارة عن منخفض جوي ليس أكثر يصطحب معه الأمطار الغزيرة والسيول والثلوج في المناطق المرتفعة.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكد وسام أبو خشفة رئيس الفرع المناوب في مركز الأرصاد الجوي أن اختلاط تأويلات عدة تسببت في هذه البلبلة، وأن مركز أرصاد الطقس في مطار بيروت أكد منذ البداية بأن هذه العاصفة ليست كارثية ولا تحمل معها رياحا شديدة تصل إلى حد الـ100 كيلومتر بالساعة والتي تفرض على الطقس تسمية هذه الحالة بالعاصفة. وأضاف: «لم نتوقع إعصارا ولا عاصفة ثلجية، كل ما في الأمر أن المنخفض الجوي الذي أتانا من بين قبرص وتركيا، حمل معه كتلا هوائية باردة ودرجة حرارة متدنية لا نشهدها عادة في هذا الشهر من السنة».

وتابع: «لقد تساقط الثلج في منطقة عكار وفي منطقة عيناتا - الأرز، ولكن لا يمكننا القول إنها عاصفة ثلجية لأنها لم تصب المناطق على ارتفاع الـ1000 أو 1300 متر».

وكانت بلدة اهدن الشمالية قد غطت الثلوج معظم طرقاتها، وسيطر ضباب كثيف عليها، بينما وصلت درجة الحرارة إلى 3 فوق الصفر من بعد ظهر أمس. كما أدت الأمطار الغزيرة إلى سيول في بلدة مرح كفر صغاب الواقعة في قضاء زغرتا، بحيث تجمعت المياه في المناطق المرتفعة في بلدات مزيارة وجوارها، كما فاضت المجاري وجرفت معها الأتربة والحجارة التي غطت بدورها حقول الزيتون والبرتقال وغيرها فتسببت في وقوع ثمارها وانجرافها أيضا مع التربة.

وأفادت شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي بأن طريق عيناتا - الأرز انقطع بسبب تراكم الثلوج، فكان شبه الوحيد الذي تأثر بهذا المنخفض على هذه الصورة.

أما في مدينة طرابلس فقد هطلت الأمطار بشكل كثيف. وشهدت مناطق الضنية والكحالة وعاليه وأوتوسترادات (جل الديب) ومدينة جونية، حوادث انزلاق سيارات كانت حصيلتها سقوط قتيلين و11 جريحا في 7 حوادث سير.

وشهد أهالي طرابلس وغيرها من بلدات الشمال، إضافة إلى مناطق أخرى في قضاء المتن المالي، تساقط حبات برد ضخمة أصدرت خلال وقوعها أصواتا تشبه أصوات قرقعة الحجارة لحجمها الكبير، فافترشت بعض الطرقات في تلك المناطق لدقائق قليلة ما لبثت أن اختفت بعدها بفعل ذوبانها.

وأشار مركز الرصد الجوي في مطار بيروت إلى أنه من المتوقع أن يرتاح لبنان من موجة الأمطار هذه حتى بعد ظهر اليوم، لتعود حالة الطقس المتردية بشكل مباشر مع الأيام الأولى من الأسبوع المقبل (الثلاثاء والأربعاء)، على أن يتم تقدير قوة الرياح وغزارة الأمطار وحالة الطقس بشكل عام، يوم غد الاثنين، الذي سيشهد حسب معلومات أفادنا بها المركز حدوث طبقة جليد على الطرقات بسبب انخفاض الحرارة، فنبه إلى تفادي انزلاق السيارات.