الاختلاف رحمة

TT

* بعد قراءتي مقال محمد النغيمش «خالِف.. تُقنِع!»، المنشور بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أود أن أقول: يجب أن نفرق بين الاختلاف في الرأي والنفاق، فأن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن فهذا هو النفاق الذي نهى عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أما الاختلاف في الرأي فمعناه أن لي رأيا يختلف عن رأيك في هذه المسألة، وأعلن رأيي صراحة دون أن أخفيه وأظهر رأيا آخر، أي أعلن ذلك بنفس صافية شفافة، ولذلك قالوا إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، بمعنى أن نختلف في الرأي ولكن نظل على المحبة والمودة والعلاقة الطيبة، فالاختلاف في الرأي أمر لا بد منه، وإلا لما كان الاجتهاد في الرأي، ولذلك قال رسولنا الكريم: «إن اختلاف أمتي رحمة»، وإلا لكان هناك رأي واحد لا بد على الجميع أن يلتزم به، ولأقفل باب الاجتهاد، وقد أيد رسولنا الكريم الاجتهاد في الرأي حينما بعث معاذ بن جبل قاضيا على اليمن.. سأله بم تقضي يا معاذ؟ قال أقضي بكتاب الله. قال فإن لم تجد؟ قال فبسنة رسول الله. قال فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو جهدا. قال الرسول: «الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله إلى ما يرضي الله ورسوله».

فؤاد محمد - مصر [email protected]