السيسي في بكين الشهر المقبل لدفع العلاقات لمستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»

الرئيس المصري أشاد بدور خادم الحرمين في لم الشمل ودعم الاستقرار خلال استقباله ممثلي مجتمع الأعمال السعودي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد حضوره مناورة للقوات البحرية في الإسكندرية الشهر الماضي (أ.ب)
TT

في إطار استعدادات بلاده لمؤتمر اقتصادي عالمي من المقرر عقده في مارس (آذار) المقبل، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، ممثلي مجتمع الأعمال السعودي. وبينما أشاد الرئيس السيسي بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تحقيق الاستقرار ولم شمل المنطقة العربية خلال اللقاء، قالت مؤسسة الرئاسة إن الرئيس المصري سيعلن خلال زيارة مرتقبة إلى الصين الشهر المقبل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

واستقبل الرئيس السيسي، في قصر الاتحادية (شرق القاهرة)، أمس، وفدا موسعا من ممثلي مجتمع الأعمال السعودي، برئاسة عبد الرحمن الزامل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وذلك بحضور منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة، وخالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية، وأشرف سالمان وزير الاستثمار، والسفير أحمد عبد العزيز قطان سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة.

وأشار الرئيس المصري إلى «ارتباط مناخ الاستثمار بالاستقرار، الذي لن يتأتى سوى من خلال مكافحة الإرهاب، والتصدي للأفكار المغلوطة التي تسيء إلى الدين الإسلامي». وأشاد بالدور «الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الاستقرار ولم شمل المنطقة العربية، وهو الأمر الذي يعكس حرصه على الأمتين العربية والإسلامية، فضلا عن مواقفه المشرفة إزاء مصر وشعبها»، مؤكدا على «اهتمام مصر وحرصها على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق».

وأكد الرئيس السيسي تطلع بلاده لنمو وازدهار الاستثمارات السعودية في مصر، مشيرا إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل تحسين مناخ الاستثمار، وجذب الاستثمارات العربية والدولية، ومن بينها اعتزام الحكومة المصرية إصدار قانون الاستثمار الموحد، واتباع نظام «الشباك الواحد» لاختصار الوقت والجهد اللازمين لإقامة الاستثمارات الجديدة، فضلا عن السعي نحو تسوية أي مشكلات تعترض الاستثمارات السعودية القائمة في مصر.

من جانبه، أعرب السفير السعودي عن خالص الشكر والتقدير للرئيس السيسي على الاهتمام الذي يوليه للاستثمارات السعودية في مصر، وتوجيهه بتشكيل لجنة لتسوية المشكلات التي تعوق بعضها، منوها باعتزام عدد من كبار المستثمرين السعوديين إقامة شراكة في ما بينهم للاستثمار في مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وذلك باستثمارات تقارب الملياري جنيه.

وذكر رئيس الوفد السعودي أن أعداد المستثمرين السعوديين في مصر في زيادة مستمرة، وأن هناك ما يقرب من 3200 شركة سعودية تعمل في مصر بإجمالي استثمارات يتجاوز 22 مليار دولار، معربا عن أمله في تكثيف زيارات الوزراء المصريين إلى المملكة للالتقاء بالشركات العملاقة وزيادة حجم الأعمال والاستثمارات. كما أشار إلى أن مصر أضحت مركزا لتصدير المنتجات السعودية إلى الدول الأفريقية، معربا عن أمله في التكامل بين السوقين المصرية والسعودية ونمو العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يتناسب مع عمق العلاقات السياسية بينهما.

وخلال لقاءاته أمس، أعرب الرئيس السيسي عن إعجابه بالتجربة الصينية، وبما حققه الشعب الصيني من طفرة اقتصادية في مدى زمني قصير، منوها بتعزيز العلاقات مع الصين في كل المجالات، ومؤكدا على أن مواجهة الإرهاب وإن كانت تتطلب تنسيقا أمنيا مشتركا، فإنها تحتاج أيضا إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تطوير التعليم وتوافر فرص العمل.

وكان الرئيس قد التقى أمس أيضا مبعوث الرئيس الصيني منغ جيانتشو، الذي أكد عقب اللقاء أنه سيتم الإعلان عن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، أثناء الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي الشهر المقبل، بما يتناسب مع تميزها وامتدادها على مدى ستين عاما، مؤكدا أن بلاده تشيد بكل الإجراءات التي اتخذها الرئيس المصري على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف المبعوث الصيني أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتنظر إليها كشريك استراتيجي، ومن ثم فإنها تحرص على تعزيز علاقاتها معها في كل المجالات، ومن بينها المجال الأمني والقانوني، وذلك جنبا إلى جنب مع المجالات الاقتصادية، مع الأخذ في الاعتبار ما يواجهه البلدان من تحديات الإرهاب. وأشاد بالجهود المصرية المبذولة على صعيد مكافحة الإرهاب، منوها برغبة بلاده في تعزيز تعاونها الأمني مع مصر لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، حث الرئيس المصري الصين على زيادة استثماراتها في مصر، لا سيما في ضوء العديد من المشروعات الاستثمارية الواعدة التي يجري تنفيذها حاليا في بلاده، ومن بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وإنشاء مدينة للتجارة الدولية، وما يرتبط بهما من فرص استثمارية وصناعية، الأمر الذي سيسهم في إيجاد أسواق جديدة لتصريف المنتجات الصينية في أوروبا وأفريقيا. كما أكد على أهمية تفعيل التعاون الثلاثي مع الصين لصالح القارة الأفريقية.

وشدد الرئيس السيسي على أهمية العامل الزمني لتنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين لتحقيق تقدم بشكل متواز على كل الأصعدة. كما أولى التعاون في المجال السياحي اهتماما خاصا.

ومن جانبه، أعرب المبعوث الصيني عن تقدير الشعب الصيني للحضارة المصرية القديمة، واهتمامه بزيارة المقاصد السياحية المصرية، وحرصه على السياحة في مصر، لا سيما السياحة الثقافية. وأكد على قيام بلاده بتشجيع المواطنين الصينيين على زيارة مصر.

وقال المبعوث الصيني إن بلاده عازمة على مواصلة دعمها لمصر في كل المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، مؤكدا على أهمية مصر الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وقيام حكومة بلاده بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر والمساهمة في المشروعات التنموية الكبرى، بما في ذلك مشروعات البنية التحتية، فضلا عن مساهمة المؤسسات المالية الصينية في تمويل العديد من المشروعات المشتركة في كل المجالات، إضافة إلى البعد الثقافي الذي يحتل مكانة متميزة في العلاقات بين البلدين.