الكاف في «موبايلي».. عرّاب الأرباح التاريخية يصطدم بقرار كف اليد

بعد أن نجح في قيادة الشركة خلال 10 سنوات متتالية

المهندس خالد الكاف
TT

عقب مرحلة نقل الشركة من منطقة الخسائر التشغيلية الأولى، وصولا إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة من الأرباح، أمضى المهندس خالد الكاف نحو 10 سنوات متتالية على هرم الرئاسة التنفيذية لشركة «موبايلي» السعودية، متسلما زمام إدارة الشركة، بعد دخولها مشغلا ثانيا في سوق الاتصالات السعودية، جاء ذلك قبل أن تعلن الشركة، أمس، عن قرار مجلس إدارتها بكف يده عن العمل بعد قضية القوائم المالية.

المهندس الكاف هو صاحب البصمة الأكبر في كثير من الملفات، ففي منطقة الإدارة المالية كان له دور مهم في حصول الشركة خلال عام 2007 على تمويل إسلامي قدره 10.78 مليار (2.8 مليار دولار)، مسجلا بذلك رقما قياسيا (آنذاك) كسر رقما آخر سجلته الشركة في عام 2004، حينما حققت أكبر صفقة تمويل إسلامي قيمتها 8.81 مليار ريال (2.3 مليار دولار).

وفي منطقة المنافسة، نجحت «موبايلي» بإدارة المهندس الكاف في تكوين قاعدة عملاء يتجاوز حجمها 20 مليون عميل في جميع منتجات الشركة المقدمة، في خطوة تاريخية أخرى تعني أن الشركة نجحت في جذب 2.1 مليون عميل بمعدل سنوي منذ بدء تشغيلها التجاري في 25 مايو (أيار) من عام 2005.

وفي مارس (آذار) من عام 2009، كان المهندس الكاف أول رئيس تنفيذي يحصل على جائزة ديل كارنجي للقيادة، في إنجاز جديد يأتي إثر إعلان شركة «موبايلي» حينها عن نمو كبير في حجم الأرباح التشغيلية المحققة، مما أعطى الشركة فرصة جديدة لتوسيع قاعدة خدماتها وعملائها. وعُيّن المهندس الكاف عضوا منتدبا ورئيسا تنفيذيا لشركة اتحاد اتصالات «موبايلي» في يوليو (تموز) 2005. بعد خدمته في الفترة التحضيرية للانطلاق التي لحقت فوز الشركة بالرخصة الثانية للهاتف المتحرك (GSM)، وحصولها على أول رخصة للجيل الثالث المتحرك التي كلفت الشركة نحو 12.9 مليار ريال (3.44 مليار دولار).

المهندس الكاف مواطن إماراتي تخرج في جامعة جورج واشنطن بدرجة بكالوريوس عام 1986. عاد لموطنه لينضم إلى مؤسسة الإمارات للاتصالات الرائدة في قطاع الاتصالات بمجلس التعاون الخليجي، حيث عمل في قطاع تطوير البرمجيات مع عملاق الاتصالات الفرنسي «ألكاتل» و«فوجتسو» اليابانية الرائدة في قطاع البنية التحتية للاتصالات، وفي عام 1987، انتقل إلى العمل بصفته مهندس مشروع تطوير الشبكات ضمن قطاع العمليات والصيانة في شركة «اتصالات».

يشار إلى أن المهندس الكاف تحدث لـ«الشرق الأوسط» في آخر حواراته الصحافية بصفته رئيسا تنفيذيا لشركة «موبايلي»، إذ علق الأسبوع الماضي حول ما حدث في القوائم المالية للشركة قائلا: «لقد أدركنا لماذا وكيف حدث ما حدث، ونعمل على ألا يتكرر مرة أخرى من خلال تحسين إجراءات المتابعة والتدقيق في إنجاز المشروعات واستكمالها في الوقت المخطط لها، مع التنسيق الأفضل بين القطاع التجاري والمالي، وأؤكد أن مبادرتنا في إيضاح ما حصل بشفافية إنما جاء من باب إيماننا بأهميتها، ونحن نعمل مع هيئة سوق المال حاليا في كثير من التفاصيل المتعلقة بما حدث، ونجد كل التفهم والدعم منهم».

وتابع المهندس الكاف: «نتائج الربع الرابع وما بعده تعتمد بشكل رئيس على سرعة إنجازنا لما فقدناه نتيجة عدم جاهزية شبكة الألياف البصرية في بعض المناطق، وهو ما نعمل عليه على قدم وساق، محاولين قدر ما نستطيع الإسراع في ذلك، فنحن بالطبع نتفهم ونعرف جدية الأمر وأهميته بالنسبة للنتائج المالية، أما بالنسبة للحصة السوقية، فهناك زيادة نشاهدها في الحصة السوقية لقطاع الأعمال والشركات، والتركيز على قطاع الأعمال والشركات إحدى ركائز الاستراتيجية للتحول إلى شركة اتصالات متكاملة بدأنا العمل عليها منذ فترة، ويتطلب هذا التحول برنامجا خاصا يهيئ الشركة ومنسوبيها للتغيير، وهو برنامج درس بعناية استعنّا فيه بأفضل الخبرات العالمية وبدراسات متأنية».

وتابع الكاف حديثه حينها: «نقوم بالفعل بتطبيق هذا التحول داخليا، وقد أعدنا هيكلة كثير من الإدارات، وأنشأنا إدارات أخرى جديدة مثل إدارة الشراكات والتحالفات، التي من خلالها قمنا بالتوقيع مع كبريات شركات تقنية المعلومات العالمية لاستكمال الدمج نحو شركة اتصالات متكاملة وليس مجرد شركة هاتف متحرك، ونتج عن ذلك إقامة وتشغيل 42 مركزا للبيانات تستضيف عددا من الجهات الحكومية والبنوك والشركات، وتتبع معايير عالمية صارمة، وهذا كله أنجز في فترة وجيزة لا تتعدى السنتين، بالتزامن مع تفعيل باقي برامج التحول».