بوادر تململ بين حكومة الثني وقوات الجيش بعد نفي إغلاق عدة موانئ ومطارات

الجيش الليبي يستبق قصف مناطق في الغرب بمناشدة السكان الابتعاد عنها

TT

ظهرت أمس ما اعتبرته مصادر ليبية رسمية بمثابة بوادر تململ وعدم تنسيق بين الجيش الليبي والحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني، التي سارعت إلى نفي إصدارها أي تعليمات بإغلاق عدد من الموانئ البحرية والمطارات في المنطقة الغربية في البلاد خلافا لما أعلنته القيادة العامة لأركان الجيش الليبي أول من أمس.

وأكدت الحكومة أنها حال اتخاذ قرار يمس المواطنين ستعلن عن ذلك رسميا عبر المؤسسات الرسمية المعنية في الدولة خاصة مصلحتي الطيران المدني والموانئ. وطمأنت الحكومة المواطنين وشركات الطيران بأنها لم تصدر أي تعليمات بإغلاق هذه المرافق، أو إيقاف الملاحة الجوية أو البحرية في ميناء أو مطار ليبي.

وفيما بدا أنه بمثابة رسالة إلى قوات الجيش التي يقودها اللواء خليفة حفتر، طالبت الحكومة وسائل الإعلام بعدم الانجرار خلف الشائعات المغرضة التي تهدف لإثارة بلبلة في صفوف المواطنين، كما دعتها إلى استقاء أخبارها من الجهات المختصة التابعة للدولة.

في غضون ذلك، طلب الجيش الليبي من سكان مناطق غرب ليبيا الابتعاد عن الأماكن التي يوجد فيها ما تعرف بقوات فجر ليبيا تمهيدا لشن غارات جوية عليها.

وقالت رئاسة الأركان العامة للجيش في بيان أصدرته أمس إن «على جميع المواطنين الابتعاد عن الأماكن التي توجد بها جماعة فجر ليبيا ولا سيما مقار القيادة ومخازن الذخيرة وتجمعات الأفراد والآليات العسكرية والبوابات وغيرها».

وحذر البيان من أن هذه الأماكن ستكون أهدافا لقوات السلاح الجوي الليبي مؤكدا أن «الجيش الليبي غير مسؤول عن أي ضرر يلحق بالأفراد نتيجة اقترابهم من تلك الأماكن أو تلحق بالممتلكات العامة والخاصة نتيجة وضعها تحت تصرف هذه الجماعة».

وكان محمد الحجازي المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر قد أعلن أن مقاتلات سلاح الجو شرعت منذ أول من أمس في شن عدة غارات جوية على مواقع ميليشيات (فجر ليبيا) التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ أغسطس (آب) الماضي.

ولفت إلى أن هذه الغارات تأتي تمهيدا لتقدم الجيش الليبي نحو العاصمة طرابلس لاستعادة السيطرة عليها فيما تتواصل الاشتباكات مع الميليشيات المسلحة في مدينة بنغازي ومنطقة الجبل الغربي.

وأعلن الجيش الليبي في بيان الأسبوع الماضي، عن وصول مقاتلة حربية وقاذفة إلى قاعدة «الوطية» التي تبعد أكثر من 150 كيلومترا غرب العاصمة الليبية، مؤكدا أنها ستقوم بـ«مهام قتالية» خلال الفترة المقبلة. وشنت هذه المقاتلة ضربات جوية على مدى اليومين الماضيين في مواقع عسكرية تتحصن فيها قوات «فجر ليبيا» جنوب مدينة الزاوية الواقعة على مسافة 45 كيلومترا غرب العاصمة.

وتسيطر قوات فجر ليبيا، التي تشكل تحالفا يضم عناصر إسلامية وثوارا من مدينة مصراتة (شرق طرابلس) على طرابلس منذ أغسطس الماضي بعد أسابيع من المعارك الدامية مع قوات الزنتان الموالية للواء حفتر الذي يقاتل الإسلاميين في بنغازي.

وبعد السيطرة على طرابلس، وسعت قوات فجر ليبيا عملياتها العسكرية إلى غرب العاصمة في منطقة ورشفانة المتحالفة مع الزنتان، حيث تدور معارك شبه يومية بينهما رغم دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار والانخراط في الحوار السياسي.

وسعت الحكومة الموازية غير المعترف بها دوليا والتي تسيطر على العاصمة طرابلس برئاسة عمر الحاسي إلى إعطاء انطباع بأنها مسيطرة على مقاليد الأمور في المدينة، حيث نفى وكيل وزارة الدفاع خالد الشريف إغلاق المجال الجوي الليبي أمام الرحلات الدولية والداخلية.

وقال الشريف بأن المطارات والموانئ مفتوحة أمام جميع الرحلات مشيرا إلى أنه تم تحديد بعض المناطق المحظورة وإخطار جميع الدول بذلك، وفقا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

كما أعلنت إدارة المنطقة الحرة بمدينة مصراتة أن ميناء مصراتة البحري يعمل بصورة طبيعية ولا صحة للأنباء المتداولة حول توقفه عن العمل.