شاشات تلفزيون.. قابلة للطي المتعدد

يمكن ثنيها آلاف المرات من دون أن تنكسر

TT

الكل يدرك أن خيوط القش التي تنطوي وتنحني هي أكثر جاذبية من تلك المستقيمة منها. إذن، فإن إحدى شركات إنتاج الشاشات تأمل في تطبيق المبدأ ذاته على الشاشات التلفزيونية أيضا. وقد يبدو الأمر ضربا من الخيال العلمي، لكنه أمر واقع على شاكلة شاشة مرنة قابلة للطي حساسة للمس. ففي معرض فني تجاري أقيم أخيرا في اليابان، قامت شركة «سيميكوندكتر إنرجي لابروتوري المحدودة» (سيل SEL) بعرض جهاز لوحي كامل الحجم يمكن طيه إلى ثلث حجمه الأصلي، أي بحجم الهاتف الذكي تقريبا.

* تطوير متميز قد تتخيل أن مثل هذا الجهاز قد يكون مكونا من 3 شاشات منفصلة متصلة بعضها ببعض بمفاصل، لكنها ليست كذلك وفقا إلى تصميم «سيل». فالشاشة هنا مفردة بقياس 8.7 بوصة تعمل بمبدأ الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء (أو إل إي دي)، لكنها قابلة للطي والانثناء محتفظة بوظائف الشاشات الكاملة العاملة باللمس، حتى وإن كانت مركونة بشكل مسطح.

والشاشات المنحنية قد ظهرت قبلا، مثل «جي فليكس» من «إل جي». وهناك أيضا شاشة «غالاكسي نوت إيدج»، والكثير من تلفزيونات «سامسونغ أو إل إي دي»، لكن جميع تلك المنتجات مصنوعة بانحناء ثابت، أو لديها حرية حركة محدودة جدا، ولكننا لم نر شاشة متوفرة تجاريا يمكن طيها حسب الطلب.

وتقول «جي إس إم أرينا»، أن شاشة «سيل» الثلاثية الطي، يمكن ثنيها 100 ألف مرة من دون أن تنكسر أو تتشقق، وهو أمر أكثر من كاف بالنسبة للاستخدام اليومي، ومع ذلك لسنا متأكدين من فائدة مثل هذه الشاشات القابلة للثني، من دون الاستعانة بالأجزاء الأخرى القابلة للطي، مثل المعالجات، وشرائح الذاكرة، والبطاريات.

بيد أن هذا الأمر ليس مشكلة «سيل»، فعلى الرغم من أن الشركة هي واحدة من الرائدات في مجال تقنية الشاشات القابلة للطي، غير أنها لا تنتج الالكترونيات الاستهلاكية، بل تقوم فقط بتموين الأصناف ذاتها التي تراها في المحلات والمتاجر بتقنية مرخص لها، وقد تكون مفيدة للأسواق التجارية الكبيرة إذا ما استخدمتها شركات مثل «إل جي»، و«سامسونغ»، وغيرها من الشركات الاستهلاكية العملاقة في أجهزة لوحية جديدة، وهواتف ذكية، أو أجهزة تلفزيونية.

وإذا كانت هذه الشاشات نافعة للتطبيقات العملية، فقد لا نستغرب أبدا إذا ما قام أحدهم من أصحاب الثروات الهائلة باستخدام «سيل» لتنتج له تلفزيونات قابلة للطي، يمكن لفها كلفائف الورق، أو لاستخدامها كورق للجدران، تغطي الغرف برمتها، كشاشة عملاقة تعمل باللمس، وفقا للموقع «ديجيتال تريندز» الإلكتروني.

لكن من سوء الحظ أنه لا توجد إشارة تنم عن متى يمكن رؤية مثل هذه الشاشات المرنة كمنتج حقيقي، ولا عن تكلفتها الحقيقية، أو حتى عن مدى فائدتها للمنتجين التجاريين.