لوبيز.. السعوديون يختلفون حول أدائه رغم الانتصارات

3 عوامل وراء سوء العلاقة.. و«الخليجية» الحل الوحيد لاستعادة الثقة

الإسباني لوبيز كارو المدير الفني للمنتخب السعودي
TT

«انتصار تلو آخر وابتعاد طويل عن الخسارة ورغم ذلك لا يحبه معظم السعوديين»، على هذا النحو تبدو علاقة الإسباني لوبيز كارو المدير الفني للمنتخب السعودي مع معظم الجماهير السعودية.

ورغم نجاحه في قيادة الأخضر نحو المواجهة النهائية لبطولة كأس الخليج العربي بنسخته الـ22 المقامة هذه الأيام في العاصمة السعودية الرياض إلا أن الحال ما زالت كما هي عليه.

في مواجهة الإمارات الأخيرة تقدم المنتخب السعودي بثنائية عاصفة على نظيره الإماراتي في نصف نهائي الكأس الخليجي في غضون دقائق لم تتجاوز الأربع ونجح في إرهاق أكثر المنتخبات الخليجية ترشيحا لنيل اللقب «الإمارات»، وذلك في مجريات الشوط الأول، قبل أن يفوق الأبيض الإماراتي من غفوته وينجح في إدراك التعادل لتبدأ سهام النقد في الضرب في مهنية المدرب الإسباني وأدائه قبل أن ينجح الأخضر السعودي في اقتناص الفوز بصاروخ قاتل سجله سالم الدوسري.

هذه العلاقة المتشاحنة بين الإسباني لوبيز كارو وغالبية كبيرة من الوسط الرياضي بجماهيره وإعلامييه جعلتهم يقللون من قدراته عند الفوز بحجة أنه جاء بمجهود لاعبيه دون أن يكون له دور في ذلك ، مقابل نقدهم الحاد والتقليل من قدراته عند التعرض لأول إخفاق بالتعادل كما حدث بعد المواجهة الأولى في دور المجموعات التي جمعت الأخضر بنظيره القطري وانتهت المواجهة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله لتبدأ الانتقادات الحادة تتجه صوب كارو، حيث بلغت حد المطالبة بإلغاء عقده.

الإسباني لوبيز كارو هو المدرب الذي يحمل الرقم 45 في تاريخ مدربي الأخضر السعودي بدأت علاقته مع المنتخب السعودي في فبراير (شباط) 2013 خلفا للهولندي فرانك ريكارد وقاده في 18 مباراة بين الودية والرسمية وحقق الانتصار في 9 مباريات منها مقابل خسارته لـ5 وتعادله في 4 مواجهات.

أما على صعيد المواجهات الرسمية فقد قاد لوبيز المنتخب السعودي في 10 مباريات موزعة على التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة آسيا 2015 ومباريات كأس الخليج العربي ونجح في قيادته للفوز في 8 مواجهات مقابل تعادله في مواجهتين دون أن يتعرض لأي خسارة على صعيد المواجهات الرسمية. ويقف الإسباني كارو على أبواب مجد قريب عندما يواجه المنتخب السعودي نظيره القطري في نهائي البطولة الخليجية غدا الأربعاء وفي حال نجاحه في تحقيق اللقب سيعيد لوبيز السعوديين لمنصة البطولات بعد غياب عنها دام عقدا من الزمان، حيث تعود آخر بطولة خليجية حققها في 2004 بقيادة الهولندي فاندرليم.

التضارب في التعامل مع عمل الإسباني لوبيز وعدم القناعة به يعود لـ3 عوامل أسهمت في جعل الشارع السعودي لا يقبل بما يقدمه لوبيز من عمل حتى لو بدت نتائجه إيجابية جداً على صعيد البطولات الرسمية التي يشارك فيها الأخضر السعودي.

أولها حضوره في البداية مدربا مؤقتا خلفا للهولندي فرانك ريكارد الذي أُقيل على خلفية النتائج السلبية في النسخة الماضية لكأس الخليج العربي التي أقيمت في البحرين مما جعل الجماهير الرياضية ترسم في أذهانها أن المدرب لوبيز مدرب سيرحل بعد نهاية مهمته التي وكلت إليه حتى لو قدم عملا ناجحا.

انتهت الفترة الزمنية التي جاء لوبيز إليها في بداية الأمر وهي التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة آسيا 2015 ليعلن اتحاد كرة القدم السعودي عن توقيع عقد جديد يمتد لعامين مع الإسباني لوبيز الذي كان في بداية حضوره يعمل مستشارا فنيا للاتحاد السعودي لكرة القدم.

أما ثاني هذه العوامل التي ساهمت في انعدام الثقة بينه وبين الوسط الرياضي السعودي هي الخسارة في المباريات الودية وابتعاد البطولات الرسمية مما جعل الجماهير يزداد غضبها على المستويات المتواضعة والنتائج السلبية التي يقدمها الأخضر السعودي في ظل ابتعاد مشاركته عن أي بطولات رسمية تعتبر بمثابة المحك الرئيسي لقدراته مقارنة بما يقدمه من نتائج فيها.

وآخر هذه العوامل هو تداول الإعلام لكثير من الأسماء المتوقعة لخلافة الإسباني لوبيز كارو ويأتي أبرزهم الأوروغواياني دانيال كارينيو المدرب السابق لفريق النصر مما صور للجماهير أن رحيل المدرب لوبيز مجرد وقت لا أكثر.

ونجح لوبيز كارو في الفترة الزمنية التي قضاها مع الأخضر السعودي في استعادة ثقافة الفوز للاعبيه بعدما غابت عنهم كثيرا في الفترة التي أشرف فيها الهولندي فرانك ريكارد والذي قاد الأخضر السعودي في 17 مباراة فاز في 4 منها فقط مقابل خسارته لـ7 منها وتعادله في 6 مباريات، وودع الأخضر السعودي خلال الفترة التي أشرف فيها ريكارد فرصة التأهل لمونديال 2014.

وقبله كان البرتغالي بيسيرو الذي أخفق هو الآخر في قيادة الأخضر السعودي وتحقيق تطلعاته في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 للمرة الأولى بعد 4 مرات شارك فيها المنتخب السعودي بدءا من مونديال 94 قبل أن تتم إقالة البرتغالي بيسيرو أثناء البطولة الآسيوية بعد خسارته في المواجهة الأولى أمام سوريا ليصبح إجمالي عدد المباريات التي انتصر فيها بيسيرو 12 مباراة من أصل 31 مواجهة وفقا لموقع المنتخب السعودي.

ورغم ذلك ما زال مستقبل الإسباني لوبيز كارو غامضا ومجهولا في ظل تردد أنباء كثيرة عن رغبة الاتحاد السعودي لكرة القدم في التعاقد مع بديل له ليقود المنتخب السعودي في نهائيات كأس آسيا التي ستقام في أستراليا مطلع عام 2015، فهل يكون تحقيق المنتخب السعودي للقب الخليجي بوابة يعيد من خلالها لوبيز الثقة بينه وبين المدرج السعودي ويمنح نفسه فرصة البقاء حتى نهائيات كأس آسيا 2015.