إسرائيل تعبر عن ارتياحها من عدم التوصل إلى تفاق في جنيف

نتنياهو اعتبره فرصة لمواصلة الضغط الاقتصادي على إيران

TT

رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بفشل مفاوضات جنيف، معتبرا إياها فرصة لمواصلة الضغط على إيران. لكنه انتقد الاتفاق معها بتحرير 700 مليون دولار كل شهر، من الأموال الإيرانية المجمدة. وقال إن «المفترض أن يتم تشديد العقوبات وليس تخفيفها».

وأضاف نتنياهو في حديث مع وسائل الإعلام الأجنبية، أن «عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيء. ولكن تمديد المفاوضات هو الخيار الأنسب في الوقت الراهن». وعبر عن أمله في أن يدرك الغرب أن الوسيلة الوحيدة للتأثير على الموقف الإيراني هي مواصلة الضغط وتشديده. وقال إن «الحقيقة بأن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق هي دليل على أن الدول العظمى لم تسلم الإيرانيين ما يريدون. وهذه فرصة لمواصلة الضغط الاقتصادي على إيران، الذي أثبت أنه المحفز الوحيد الذي دفع طهران إلى طاولة المفاوضات». وأكد أن حكومته «ستواصل جهودها لدى الغرب من أجل إقناعها بضرورة تشديد العقوبات على إيران، وستقدم في سبيل ذلك ما لديها من معطيات حول النيات الخبيثة لطهران وأساليبها في خداع العالم».

المعروف أن حكومة نتنياهو تنتقد دول الغرب، والولايات المتحدة بشكل خاص، على تنازلاتها لإيران في هذه المفاوضات. ولكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، كشفت أمس عن موقف أميركي مماثل. فإذا كان نتنياهو يسخر من واشنطن «التي بينت لإيران كم هي تواقة للتوصل إلى اتفاق خوفا من التدهور إلى حرب معها»، فإن الأميركيين يسخرون من نتنياهو «الذي صرف مليارات الدولارات على التحضير لتوجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية ولكنه لم يفعل بها شيئا».

ويقول خبير الشؤون السياسية الإسرائيلية، شيمعون شيفر، إن «المفاوضات بين الدول الـ6 وإيران سوف تستمر، وإسرائيل كانت ولا تزال الخاسر الوحيد منها. وهذه الخسارة تجلت بشكل خاص على خلفية الاستثمار بمليارات الدولارات التي صرفتها الحكومة بغرض التظاهر بأن إسرائيل تنوي ضرب المفاعل النووية الإيرانية في حال لم يكن الاتفاق في جنيف مرضيا لها. وقد أبلغ نتنياهو وزراءه أمس بأن وزير الخارجية الأميركية كيري اتصل به وأطلعه على آخر المستجدات في المفاوضات. ثم سارع إلى إجراء مقابلة مع التلفزيون الأميركي ليقول إن إسرائيل تتابع بقلق هذه المحادثات وإنها تفضل عدم الاتفاق على وجود اتفاق سيء. ولكن يجب أن تقال الحقيقة، وهي أن الأميركيين وبقية قادة الدول العظمى لا يحسبون حسابا لنتنياهو، فلم يبق له إلا أن يجري المقابلات التلفزيونية. ويرسل وزيره يوفال شنتاينتس إلى ساحة الوغى، بينما هو يتابع بقلق..».

ويضيف شيفر أن «آخر وزيري دفاع أميركيين، روبرت غيتس وليون بانيتا، كانا على قناعة بأن نتنياهو ووزير دفاعه السابق، إيهود باراك، كانا سينفذان ضربة عسكرية لإيران من دون الرجوع إلى الولايات المتحدة. ولكنهما تقاعسا وارتدعا في الوقت المناسب ولذلك فإن الفرصة ضاعت».