روسيا ستخسر 32 مليار يورو سنويا نتيجة العقوبات الغربية

مقتل 3 جنود وإصابة 12 مدنيا بجروح شرق أوكرانيا

TT

في وقت تتفاقم فيه الأزمة الأوكرانية وتزداد الفجوة بين الغرب وروسيا حول التطورات في أوكرانيا، أعلن وزير المالية الروسي أنتون سيلوانوف أمس أن بلاده ستخسر 32 مليار يورو سنويا تقريبا بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها و80 مليار يورو تقريبا بسبب تراجع أسعار النفط. وقال سيلوانوف: «نخسر قرابة 40 مليار دولار (32 مليار يورو) سنويا بسبب العقوبات الجيوسياسية ويمكن أن نخسر بين 90 و100 مليار دولار (72 إلى 80 مليار يورو) سنويا بسبب تراجع أسعار النفط بنسبة 30 في المائة»، حسبما نقلت عنه وكالة إيتارتاس الروسية. وتخضع روسيا منذ الربيع لعقوبات فرضها عليها الغرب بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية حملت اقتصادها إلى شفير الانكماش وأدت خصوصا إلى انهيار عملتها الروبل التي خسرت قرابة ثلث قيمها إزاء اليورو. وتأثر الاقتصاد الروسي الذي تشكل العائدات النفطية أكثر من نصف موارده إلى حد كبير بتراجع أسعار النفط مع تدني سعر البرميل إلى ما دون 80 دولارا في لندن الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ 4 سنوات مما أحدث صدمة فعلية في الأسواق المالية الروسية. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم السبت الماضي الغرب بمحاولة تغيير النظام في روسيا عبر العقوبات والسعي لتدمير الاقتصاد وإثارة احتجاجات.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أمس إلى أن روسيا قد تشهد عواقب كارثية بسبب العقوبات وتراجع أسعار النفط وانهيار سعر الروبل مشيرا إلى أن ذلك سيترك عواقب على دول أخرى. ونفى بوتين وجود علاقات مالية تجمعه بمسؤولين روس ورجال أعمال من أوساطه المقربة مستهدفين بالعقوبات الغربية. وقال إن فرض عقوبات على هؤلاء الأشخاص في محاولة لاستهدافه يعتبر افتراضا خاطئا. وأشار إلى أن تراجع أسعار النفط ناجم «عن خطوات موجهة من قبل شركائنا في سوق الطاقة العالمية». وشهدت روسيا بسبب توتر علاقاتها مع الغرب منذ ضمها لشبه جزيرة القرم في مارس (آذار) حركة هروب كثيف لرؤوس الأموال قدرها المصرف المركزي بـ128 مليار دولار للعام الحالي.

وفي وقت تشعر فيه روسيا بضغوط متفاقمة جراء الأزمة الأوكرانية، ما زالت تمد الانفصاليين بالسلاح والدعم الخارجية. وبدورها، تبحث كييف عن دعم أوروبي وغربي متصاعد، خاصة من الجانب العسكري. وأعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن «ليتوانيا ستزود الجيش الأوكراني بإمدادات عسكرية لمساعدته في قتال الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد». ولم يتضح ما إذا كانت المساعدات تتعلق بتزويد الجيش الأوكراني بمعدات غير قتالية مثل أجهزة الرادار أم ببنادق وأسلحة أخرى. وعلى خلفية هذه التطورات السياسية، تزداد الأزمة الأمنية، حيث قتل 3 جنود أوكرانيين أمس وأصيب 12 مدنيا بجروح في نهاية الأسبوع المنصرم في شرق أوكرانيا، وذلك رغم يوم من الهدوء النسبي قبل أمس، على ما أعلنت السلطات الأوكرانية.

وأعلن المتحدث باسم العملية العسكرية الأوكرانية في شرق أوكرانيا أندري ليسنكو أن «3 عسكريين قتلوا وأصيب 24 آخرون بجروح»، مشيرا إلى معارك بالقرب من معاقل المتمردين في لوغانسك ودونيتسك بالقرب من دوبالتسيف القريبة من الجبهة.

وأعلنت بلدية دونيتسك من جهتها أن 12 مدنيا أصيبوا بجروح في نهاية الأسبوع الماضي وأصيب عدد من المنازل بأضرار بسبب قصف مدفعي. كما تأثر إمداد بعض الأحياء بالغاز بسبب إطلاق النار، ما ترك 5 آلاف مسكن من دون تدفئة.