التجربة السعودية محور نقاش المنتدى الاقتصادي العربي البلجيكي

حضره وزراء عرب وبلجيكيون

TT

عندما انتهى فيصل القريشي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية من إلقاء كلمته أمام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العربي - البلجيكي في بروكسل، توالت ردود الفعل من الشخصيات الاقتصادية البارزة التي أشادت بالتطورات الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة ومنهم الخبير الاقتصادي غسان عجي الذي قال أمام الحضور إنه «ليس بالأمر الغريب أن تشهد المملكة مشروعات عملاقة في مجالات متعددة ومنها ما يتعلق بمجال الطاقة». وأعرب عن أمنياته بمزيد من التقدم والازدهار للمملكة، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال قيصر حجازين الأمين العام للغرفة التجارية العربية البلجيكية إن «المنتدى، شكل فرصة لإلقاء الضوء على نجاحات العمل المشترك بين البلجيكيين والدول العربية وكان أبرز الأمثلة على ذلك مشاركة شركات عملاقة بلجيكية وبنجاح في مشروعات ضخمة بالمملكة العربية السعودية ومنها ما يحدث في مجال الطاقة وغيرها وهذا شيء طبيعي في ظل التقدم والتطور الذي تشهده المملكة».

على هامش المنتدى التقت «الشرق الأوسط» فيصل القريشي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية ورئيس اللجنة الصناعية فيها، وقال إن «المملكة العربية السعودية تعتبر من الدول القليلة في العالم التي تسجل كل عام نموا اقتصاديا كبيرا، ولهذا هناك اهتمامات كبيرة من جانب الشركات العالمية ونحن نشجعها على الدخول عن طريق الشراكة مع شركات سعودية، وهذا من شأنه أن يسهل دخولها إلى المشروعات في المملكة العربية السعودية».

وفي رده على سؤال هل هناك حاجة سعودية لاستثمارات أوروبية أم الطرف الآخر يحتاج إلى الاستثمارات السعودية؟ قال: «هناك حاجة سعودية لخبرة أجنبية، وليس للمال وإنما الخبرة فقط، وأيضا الشركات الأوروبية تحتاج إلى الدخول في أسواق جديدة، لأن الاقتصادي العالمي سواء في أميركا أو أوروبا أو أماكن أخرى لا يزال بطئ النمو وفي بعضها لا يتحقق النمو»، وعن أهم النقاط التي ركز عليها في مداخلته أمام المنتدى، قال ومن خلال مداخلتي ركزت على دعوة الشركات التي لها اختصاصات محددة وهي اختصاصات غير موجودة في المملكة ونشجعهم على القدوم والمشاركة في شراكات مع الشركات السعودية وخصوصا في مشاريع البنية التحتية وخصوصا الكهرباء. وأشار إلى تواصل الزيارات بين البلجيكيين والسعوديين، وقال: «كانت هناك بالفعل زيارة منذ وقت قريب لوفد من رجال الأعمال البلجيكيين وزاروا عدة مناطق في المملكة ويمكن القول إن هناك زيارتين في العام من هذا النوع».

وعن مستقبل مشروعات الطاقة، قال: «لقد تحدثت أمام المؤتمر وقلت، إن المملكة من أكثر الدول نموا وطلبا للطاقة لعدة أسباب، منها النمو السكاني، ولكن التركيز الآن يجب أن يكون على توفير الطاقة وبرامج لهذا الصدد، لأن أغلب الاعتماد حاليا على النفط، ويجب أن نهتم بأشياء أخرى لتوفير مخزون النفط، ونتجه نحو التركيز على الطاقة الشمسية والنووية وندعم هذا التوجه».

وعن التعاون في مجال الكهرباء بين المملكة والدول العربية الأخرى قال: «لقد سمعت منذ أيام عن توقيع اتفاقية للربط الكهربائي بين المملكة ومصر وهذا كنا نتمناه من زمان وأعتقد أنه تأخر، ولكن كان ذلك على ما أعتقد راجعا إلى الانتظار حتى جرى إنجاز الربط الكهربائي الخليجي بعد أن جرى اختباره ونجح وحقق نجاحا باهرا، وأعتقد أن الربط الكهربائي بين المملكة ومصر هو ربط بين قارتين وليس فقط بين دولتين»، وحول مشكلة الكهرباء ومصادر الطاقة الأخرى في مصر، قال: إن «الحل يكمن في ضرورة تنفيذ المزيد من المشروعات ودعوة القطاع الخاص للمشاركة»، وقال عن شركته شركة «القريشي»: «إنها تعمل في القطاع الصناعي وننتج معدات لقطاع الكهرباء والطاقة مثل المحولات الكهربائية وأدوات الضغط العالي والمنخفض». وأضاف «نأمل في مزيد من التطوير والتقدم وتحقيق المزيد ومنها مشروع مع شركة بلجيكية منذ عامين لإنتاج المحولات الكهربائية الكبيرة وهو مشروع ناجح وتوجد حاليا دراسات بشأن مشروعات أخرى ولكن لم يتم الاتفاق بشأنها حتى الآن».

وتحت عنوان «بناء مستقبل أكثر إشراقا من خلال الشراكة». انعقدت فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي البلجيكي اللوكسمبورغي في بروكسل أواخر الأسبوع الماضي، وبحضور شخصيات اقتصادية ومالية بارزة منها نائب رئيس الوزراء في الحكومة البلجيكية ديديه رايندرس، ووزير المالية الأردني أمية طوقان وشخصيات أخرى عربية وأوروبية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال قيصر حجازين الأمين العام للغرفة التجارية العربية البلجيكية التي نظمت الحدث، إن «هذا اللقاء التاسع من نوعه، يعتبر هذا اللقاء السنوي هو الملتقى الوحيد العربي الذي يجمع رجال الاقتصاد والسياسة والفكر، والهدف ليس تطوير العلاقات بين العالم العربي من جهة وبلجيكا ولوكسمبورغ بصفة خاصة والاتحاد الأوروبي بشكل عام، وإنما لتعريف الطرف الأوروبي بأن هناك إمكانيات كثيرة للتعاون، وخصوصا في ظل الواقع الذي يعيشه العالم العربي ولتوضيح الصورة التي قد يساء فهمها بسبب ما ينشر في وسائل الإعلام، وإن هناك إمكانيات اقتصادية كبيرة في العالم العربي، وإنه لا بد من علاقة شراكة مبنية على المنفعة المتبادلة بين الطرفين. وقد اختارت الغرفة التجارية العربية البلجيكية التي نظمت المنتدى، الأردن، ليكون ضيف شرف دورة العام الحالي»، وقال حجازين: إن «المملكة الأردنية لديها الموارد البشرية والموقع وأيضا محفزات للاستثمار، وهناك إمكانية للشراكة بين الشركات البلجيكية والأردنية».

وشهد المنتدى عدة ورش عمل حول الكثير من الموضوعات، منها جلسة تناولت الخدمات المالية والمصرفية، وأيضا ملف الدول العربية التي تمر بمرحلة انتقالية والتوقعات المالية والاقتصادية وأبرز التحديات الرئيسية من وجهة النظر الأوروبية، وجلسة أخرى تحت عنوان «الأردن شريك موثوق به ومركز تجاري على مستوى العالم»، وتناولت سبل تعزيز التآزر بين الأردن وبلجيكا من خلال التعاون الاقتصادي، وأيضا الاستثمارات في الرعاية الصحية بالأردن، وأيضا جلسة ثالثة، حول الطاقة والمياه نحو حلول مستدامة، وتحدث فيها عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية فيصل القريشي، حول الطاقة الكهربائية في المملكة العربية السعودية الطلب والاستثمار، وقال القريشي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «مثل هذه المؤتمرات مهمة لأنها تجمع الكثير من أصحاب الشأن في قطاعات اقتصادية ومختلفة وتمثل فرصة لتبادل الأفكار وتبادل الفرص الاستثمارية وخصوصا أن الشركات الأوروبية لديها خبرة في تخصصات غير موجودة في العالم العربي وتكون فرصة للاستفادة منهم وندعوهم للمشاركة في المشروعات التي تشهدها المنطقة العربية».

كما تناول باتريك ويلمرت نائب المدير العام لشركة «تراكتيل الأوروبية للهندسة»، التحرك نحو أكبر مجموعة متنوعة من المشاريع المرتبطة بالطاقة في الدول العربية، وأيضا تحدث رشيد بوحميدي مدير الاستثمار المصرفي الأوروبي في بنك باربيا فورتيس، وتحدث حول تمويل مشاريع الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.كما تحدث محمد يوسف من هيئة الاستثمار المصرية حول فرص الاستثمار في مصر والخطط الاقتصادية الكبيرة التي بدأت في البلاد وفي مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة، وأوضح أيضا في كلمته أمام المؤتمر، أن مصر استفادت مؤخرا من تمويلات من الدول العربية وخصوصا الخليجية لمشروعات كبيرة وهناك فرص كبيرة للاستثمار في البلاد في قطاعات مختلفة، وأشار إلى ما جرى البدء في تنفيذه من مشروعات وما ينتظر المستثمر الأجنبي من فرص في مجالات السياحة والعقارات والطاقة والصناعة والمواصلات والاتصالات وغيرها.