الصفقة الإيرانية

TT

* بخصوص مقال طارق الحميد «إيران.. نعم كل شيء مباح»، المنشور بتاريخ 24 نوفمبر الحالي، أود أن أوضح أنه أصبح من السهل جدا التنبؤ بأن الرئيس الأميركي القادم جمهوري، وما نراه اليوم لا يعدو كونه استنساخا لمفاوضات اليوم الأخير لإطلاق سراح الرهائن بالسفارة الأميركية في طهران، فبينما توصل الطرفان إلى اتفاق ينهي الأزمة بطريق وكالة المخابرات المركزية التي كان يديرها بوش الجمهوري، فقد اتفقا معا على إخفاء الخبر السّار عن الشعب الأميركي لحين انتهاء انتخابات الرئاسة بين كارتر وريغان. تلقى كارتر صفعة قوية وحل ريغان محله، وباقي القصة معروفة. منذ ذلك الحين أصبح الجمهوريون مدينين بالفضل لإيران! لتبدأ قائمة ردّ الجميل بفضيحة إيران غيت، مرورا بغزو العراق وتسلميها لإيران كهدية ثمينة، وانتهاء بفضيحة ما يجري اليوم في سوريا. على ما يبدو إن الديمقراطيين ليس لهم حظ مع إيران. وأقرب الظّن أن ماكينة الصفقات السرية بين إيران والجمهوريين ما زالت تعمل وبكل قوة بفضل إيران التي تعتبر المفاوضات مباريات شطرنج لا مكان فيها للشفافية أو النزاهة، كما يرجع الفضل قبل كل شيء إلى سوء اختيار الديمقراطيين لرؤسائهم ووزرائهم. إيران ستحاول بكل السبل تمديد مدة التفاوض، باختراع جولات أخرى تحت بنود أخرى حتى انتهاء الفترة الرئاسية لأوباما أو دخوله في العام الأخير عندما سيفضل رجل بمثل شخصيته المترددة أن يرحل أي قرار جاد وحاسم على من سيخلفه في البيت الأبيض، وهو بذلك يسدد ضربة قاضية لخليفته الديمقراطي في سباق الرئاسة. الجمهوريون في الكونغرس ستكون مهمتهم القادمة التسهيل لإيران في مهمتها لتمديد مدة التفاوض واختراع جولات أخرى من المفاوضات حتى تسقط ثمرة الرئاسة الأميركية يانعة في حجر مرشحهم الرئاسي. هكذا تلعب إيران بمصير الشعب الأميركي قبل أن يكون بمصير شعوب المنطقة؟

أكرم الكاتب - السعودية [email protected]