اجتماع السعودية وفنزويلا وروسيا والمكسيك لم يتوصل إلى اتفاق على خفض الإنتاج

تقرير: توجه أعضاء «أوبك» للاتفاق على الالتزام بحصص الإنتاج

وزير البترول السعودي علي النعيمي يتحدث لوسائل الإعلام عشية اجتماع أوبك في فيينا أمس (رويترز)
TT

قلصت أسعار النفط الخام خسائرها أمس الثلاثاء بعد أن قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن أعضاء أوبك يتجهون نحو اتفاق وسط على خفض الإنتاج يقضي بالالتزام بدرجة أكبر بالحصص الإنتاجية السابقة للدول الأعضاء.

وسجل مزيج برنت الخام 97.‏78 دولار للبرميل منخفضا 71 سنتا.

وفي وقت سابق من التعاملات هوى سعر برنت أكثر من دولار للبرميل بعد أن انتهى اجتماع بين السعودية وفنزويلا وروسيا والمكسيك دون التوصل إلى اتفاق على خفض الإنتاج.

وفي فيينا كل وزراء النفط الذين وصلوا حتى أمس لحضور اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قلقون ولا يتبسمون، إلا أن وزير البترول السعودي علي النعيمي لا يزال محافظا على ابتسامته ومزاحه مع الصحافيين رغم القلق الذي تمر به الأسواق بعد فقدان أسعار النفط نحو 30 في المائة من قيمتها.

ويشرح النعيمي سبب هدوئه ومزاحه مع الصحافيين قائلا: «عندما تحب شيئا فإنك تحب أن تشاركه مع الناس»، في إشارة إلى أنه يحب مشاركة حالة التفاؤل مع الجميع.

ولكن سيكون على النعيمي أن يبذل جهدا مضاعفا لكي يجعل وزير الخارجية الفنزويلي ومبعوثها إلى «أوبك» رفاييل راميرز أكثر تفاؤلا وأقل قلقا. فراميرز يعيش أوقاتا صعبة في فيينا وهو يحاول أن يقنع الجميع بخفض إنتاجهم.

وفي محاولة لإقناع «أوبك» بتخفيض إنتاجها، فقد نسق راميرز أمس اجتماعا رباعيا في فيينا جمع كلا من المكسيك وفنزويلا وروسيا والسعودية.. إلا أن هذا الاجتماع انتهى دون أي اتفاق حول خفض الإنتاج، كما صرح بذلك راميرز للصحافيين. وأضاف أن الجميع متفقون على أن الأسعار الحالية غير جيدة.

ومثل روسيا في الاجتماع وزير طاقتها ألكسندر نوفاك، وإيغور سيتشن رئيس شركة «روسنفت» المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اللذان التقيا مع راميرز والنعيمي.

وقال سيتشن في حوار مع «تلفزيون بلومبيرغ» عقب الاجتماع إن روسيا لن تخفض إنتاجها من أجل المحافظة على الأسعار، وإنها ستواصل إنتاج النفط حتى لو هبطت الأسعار إلى 60 دولارا. وأضاف سيتشن أن السوق تشهد فائضا، ولكنه ليس كبيرا لدرجة مقلقة.

وحتى قبل هذا الاجتماع الرباعي، لم تكن روسيا مهتمة جدا بمشاركة «أوبك» في تخفيض إنتاجها. ولكن حتى لو وافقت روسيا والمكسيك على التخفيض، فإن هناك دولا في «أوبك» لا تريد أن تكون جزءا من أي اتفاق على التخفيض.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في «أوبك» أن هناك مقترحا سيتم تقديمه في الاجتماع المقبل يوم الخميس المقبل يدعو الجميع إلى الالتزام بسقف الإنتاج الحالي والبالغ 30 مليون برميل يوميا مع استثناء كل من العراق وليبيا وإيران بسبب ظروف هذه البلدان.

فالعراق يعاني صعوبات لزيادة إنتاجه ويحتاج إلى تمويل كاف لمواجهة خطر تنظيم داعش عسكريا، فيما ليبيا منقسمة إلى حكومتين وتوقف إنتاجها بشكل كبير منذ العام الماضي بسبب الصراعات الداخلية. أما إيران، فهي تواجه حظرا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على نفطها.

وهناك احتمال كبير ألا يلاقي هذا المقترح أي ترحيب من قبل «أوبك»، خاصة السعودية ودول الخليج، ما دام التخفيض لن يكون جماعيا.

ولا يوجد في فيينا حتى أمس بوادر أي توتر أو خلاف بين الوزراء الذين حضروا حتى الآن. فإلى جانب النعيمي يوجد هنا وزير النفط العراقي الجديد عادل عبد المهدي الذي يحضر اجتماع «أوبك» للمرة الأولى، الذي أوضح لحظة وصوله للصحافيين أن مستوى الأسعار الحالية غير مقبول أبدا، وأن على المنظمة أن تفعل شيئا حيال ذلك، لكنه شدد على أهمية أن تحافظ «أوبك» على وحدتها.

وانتظر الصحافيون أمس بشغف معرفة من سيمثل ليبيا في اجتماع الخميس؛ إذ من المتوقع أن يصل وزيران من ليبيا لحضوره يمثلان حالة الانقسام في البلد الذي توجد فيها حكومتان.

من جهة أخرى، قال وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي، أمس، إن «أوبك» ستسعى إلى خطوة توافقية في اجتماعها المقرر يوم الخميس من المرجح أن توقف تراجع أسعار النفط الخام.

وصرح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن هذه الخطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار في السوق، دون الكشف عن تفاصيل عن إجراءات محددة ستتبناها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وتابع أن «أوبك» ستدرس التطورات في السوق ونقاط الخلل التي أدت إلى هبوط أسعار النفط وتجري مشاورات بخصوص سبل إعادة التوازن للسوق.

وسيغيب عن حضور اجتماع الخميس الأمير عبد العزيز بن سلمان، مساعد وزير البترول السعودي، الذي يعد الرجل الثاني في وفد السعودية إلى اجتماعات «أوبك» منذ الثمانينات الميلادية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها أن الأمير عبد العزيز بن سلمان يعاني من ظروف صحية منعته من الحضور.