قرقاش: المسيرة الخليجية ستكون مدينة لخادم الحرمين بعد إنجاحه قمة الرياض

وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي يأمل بترجمة المصالحة عبر توفير الدعم السياسي والاقتصادي لمصر

TT

قال الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات إن المسيرة الخليجية ستكون مدينة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي ساهم بشكل كبير في تعزيزها عبر إنجاح قمة الرياض الأخيرة، بفضل حكمته وصبره وشفافيته.

وبين الدكتور قرقاش في مؤتمر صحافي في أبوظبي أن جهود الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت محل تثمين في ظل دوره بحل الخلاف، والدور البناء الذي قام به الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لإنجاح هذه الجهود الطيبة. وقال إن «الشيخ تميم بن حمد استجاب لهذا الدور»، وهذه العوامل ساهمت بشكل كبير في نجاح القمة. وزاد: «نأمل في الحفاظ على مكتسبات النجاح، والذي تمثل في اجتماع وزراء الخارجية أمس في الدوحة تمهيدا للقمة الخليجية في قطر ديسمبر (كانون الأول) المقبل»، مؤكدا أن الأمل من المصالحة الخليجية التغلب على العقبات التي عطلت مسيرة مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة الماضية، وأن تترجم هذه المصالحة بتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لمصر لأن استقرار مصر يصب في مصلحة الأمة العربية جميعا.

وحول أبرز الملفات المقرر أن تناقشها القمة الخليجية في الدوحة الشهر المقبل قال قرقاش: «نأمل النجاح لهذه القمة في تعزيز التكامل بين دول الخليج في شتى المجالات مع ضرورة الحرص على توحيد وجهات النظر وتعزيز الاستقرار في مصر». واستبعد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أن سياسة بلاده الخارجية تؤكد أن الإمارات لا تسعى إلى لعب دور إقليمي بل تسعى إلى تعزيز قيم الحفاظ على كيان الدول الوطنية من أجل تعزيز الازدهار في المنطقة، والتي تموج بالمشكلات والأحداث العصيبة والمؤلمة، وجدد قلق دولة الإمارات من انتشار تنظيم داعش الإرهابي الذي يهدد الأنظمة السياسية في المنطقة.

ولفت إلى سعي الإمارات لخلق منظومة قوية ومستقرة في المنطقة تدعم بعضها البعض في مواجهة التطرف والإرهاب والحفاظ على كيان الدولة الوطنية، التي نراها مهددة في أكثر من دولة عربية، ودعا للتصدي للتفتيت الحاصل في العالم العربي والتعاون مع العديد من الدول للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وشدد على أن لمصر دورا محوريا في العالم العربي ولها مكانتها، موضحا أن اعتدال مصر يسهم في الاعتدال في العالم العربي.

وأشار قرقاش إلى أن دولة الإمارات واضحة في العديد من قراراتها، خاصة قانون تصنيف المنظمات الإرهابية الذي صدر مؤخرا في أبوظبي والذي يتعامل بوضوح إزاء مسألة التطرف الذي يخلق الأرضية الحاضنة للإرهاب. وأشار إلى أن الإمارات بدأت التصدي للإرهاب والتحريض والتطرف قبل أكثر من 20 عاما وكانت محكومة برؤية وحكمة واضحة في التعامل مع الحركات الإرهابية والتطرف في ذلك الوقت واليوم صدقت صحة رؤيتها الحكيمة.

وردا على سؤال حول الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث أكد أن دولة الإمارات تؤكد دائما على الموقف القانوني والتاريخي لها في الجزر الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى والبيانات التي أصدرتها الإمارات سواء في مجلس التعاون الخليجي أو في مجلس الأمن الدولي ليس هدفها إثارة التوتر بل التأكيد على الموقف القانوني والتاريخي للإمارات. وقال: «هذه البيانات تهدف إلى تعزيز الموقف القانوني للدولة، وأن دولة الإمارات ملتزمة وحريصة منذ 4 عقود على إيجاد حل سلمي لهذا الاحتلال حتى في إطار القانون الدولي، ومن خلال آليات المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية».

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب بحل الدولتين الذي أيدته الدول العربية المعتدلة، وبالتالي فإنها تقوض صوت الاعتدال في المنطقة الملتهبة وتزج بالصراع نحو انفجار خطير، وحمل المجتمع الدولي مسؤولية انتشار «داعش» والجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن الشيء ذاته قد يحدث في ليبيا التي أصبحت ملاذا للتطرف والجماعات التكفيرية التي تعتنق فكر الإخوان المسلمين.

وأكد أن خطر الإخوان المسلمين لا يزال مستمرا في العديد من الدول العربية داعيا إلى ضرورة مواجهة هذا الخطر. وبين أنه لا يرى في الأفق أي حل للأزمة في سوريا، موضحا أن الحل الوحيد لن يأتي إلا عبر قمة روسية - أميركية، ورفض أي تدخل تركي في مصر. وقال «إن التدخل التركي في الشؤون الداخلية لمصر مرفوض تماما لأنه ضد الاستقرار».

وأكد أن تدخل تركيا في مصر هو سبب التوتر في علاقاتها مع الإمارات والعالم العربي وآن الأوان أن يتوقف هذا التدخل السافر في شؤون مصر.