بوتين يعمق خلافاته مع الغرب بتوقيعه اتفاقا مع أبخازيا «الانفصالية»

اتهامات لموسكو بالسعي لضم الإقليم وتكرار «سيناريو القرم» في جورجيا

TT

عمق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغارق في أزمة دولية كبرى بسبب النزاع الأوكراني، خلافاته مع الغرب، بإقدامه أول من أمس على توقيع اتفاقية «شراكة استراتيجية» مع إقليم أبخازيا الساعي للانفصال عن جورجيا، مما أثار غضب تبليسي وانتقادات من قبل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

ووقع بوتين على الاتفاق مع زعيم أبخازيا راؤول خاجيمبا، في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود على مقربة من حدود المنطقة الانفصالية أول من أمس. وعلى الفور، نددت وزيرة خارجية جورجيا، تامار بيروتشاشفيلي، بهذا التحرك ووصفته بأنه خطوة من جانب روسيا نحو «ضم أبخازيا»، ثم حثت المجتمع الدولي على التنديد بها. وقالت تامار: «سيكون لتوقيع هذه الوثيقة أثر سلبي على الوضع الأمني في المناطق المحتلة في جورجيا وأيضا في السياق الأوسع للأمن الأوروبي»، مضيفة أن الاتفاق ينتهك وحدة أراضي جورجيا. وفُهم اتهام الوزيرة الجورجية لموسكو بالسعي لضم أبخازيا على أنه تحذير من «تكرار سيناريو القرم» في جورجيا. وجاء اتفاق بوتين - خاجيمبا بعد 7 أشهر فقط من ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية ومساندتها الانفصاليين الذين يقاتلون في شرق أوكرانيا.

وقال بوتين إن الاتفاقية الجديدة تقضي بأن تمنح روسيا 5 مليارات روبل (111.4 مليون دولار) لأبخازيا التي يبلغ عدد سكانها 240 ألف نسمة يشكلون خليطا من مجموعات عرقية. ويقضي الاتفاق الذي نشر في موقع الكرملين بتطوير «المجال الدفاعي والأمني المشترك»، وينص على أن تتولى روسيا «حماية حدود جمهورية أبخازيا مع جورجيا». ويلزم روسيا تسهيل تعزيز علاقات أبخازيا الدولية «بكل الوسائل الممكنة» ودعمها في الحصول على اعتراف دولي. ويقضي أيضا بأن تخفف روسيا شروط حصول المقيمين بأبخازيا على الجنسية الروسية ،لكنه لا يشير إلى خطط لضم المنطقة. ووصف رئيس جورجيا، جورجي مارجفيلاشفيلي، الاتفاق بأنه «سخيف وغير منطقي».

بدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس شتولتبرغ، في بيان، إن الاتفاقية لا تساهم في تسوية سلمية ودائمة للوضع في جورجيا وإن الحلف لن يعترف بها. كما ذكرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، في بيان، أن الاتفاقية تنتهك سيادة جورجيا ووحدة أراضيها و«تضر بالجهود الحالية لتحقيق استقرار الوضع الأمني في المنطقة».

يذكر أن روسيا وجورجيا خاضتا حربا في 2008 بسبب أبخازيا ومنطقة أوسيتيا الجنوبية، مما أثار أسوأ أزمة بين موسكو والغرب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. واعترفت موسكو بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية كدولتين مستقلتين في أعقاب تلك الحرب. ويقول مسؤولون جورجيون إن بوتين ربما سيقدم بعد هذه الخطوة على توقيع اتفاق مماثل مع أوسيتيا الجنوبية التي تعتمد بالفعل على الدعم الروسي المالي والسياسي رغم أن أهميتها الاستراتيجية والجغرافية لروسيا أقل من أهمية أبخازيا.