165 ألف سوريا لجأوا إلى أوروبا منذ بدء الأزمة

لندن تعترف بـ86 في المائة من طلبات اللجوء

TT

من المآسي التي تنتجها الحروب هي مصير اللاجئين في الداخل وخارج البلاد، وإنشاء الصراع المسلح في سوريا لملايين اللاجئين وجزء كبير منهم أطفال ونساء. وبلغ عدد اللاجئين السوريين أكثر من 3.2 مليون، غالبيتهم في دول الجوار السوري. وهناك أكثر من مليونين ونصف مليون مواطن سوري مسجلين أو في انتظار مواعيد تسجيلهم لاجئين في البلدان المجاورة للدخول إلى البلدان الأوروبية. وقد أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن عملية النزوح من سوريا هي الأكبر في تاريخ المفوضية منذ 64 عاما، طالبة الدعم للنازحين واللاجئين.

ومع ضيق التوصل إلى أفق لحل الأزمة السورية، بدأت بريطانيا وكثير من البلدان الأوروبية هذا العام بتنفيذ برنامج جديد خاص باستقبال اللاجئين السوريين من الصراع في بلدهم. ويختص البرنامج بتوفير إعادة التوطين لحماية اللاجئين السوريين الأكثر عرضة للمخاطر.

وأكد مسؤول في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لندن لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ردا إيجابيا من الحكومة البريطانية يتعلق بطلبات اللجوء من قبل السوريين، بمعدل الاعتراف بـ86 في المائة من طلبات لجوء الذين هربوا من الصراع في سوريا». ويذكر أن الاعتراف بطلب اللجوء لا يعني قبوله على الفور، بل اعتبار الطلب شرعيا ويمكن البت فيه.

وتحدث المسؤول عن عدد طلبات اللجوء خلال الأعوام الثلاثة الماضية، قائلا: «تصاعد عدد طلبات اللجوء منذ أبريل (نيسان) عام 2011 حتى يونيو (حزيران) عام 2014، ففي عام 2011 كان العدد 500، وفي عام 2012 تم تقديم 1300 طلب، وفي عام 2013 كان العدد ألفين وفي أول 6 أشهر من هذا العام كان هناك 900 طلب لجوء للحكومة البريطانية».

ونشرت خدمة إحصاءات الاتحاد الأوروبي «يوروستات» نحو 165 ألف سوري طلب اللجوء في القارة الأوروبية منذ بداية الحرب. واستقبلت بريطانيا نحو 3800 منهم، بينما لدى اليونان والدول الإسكندنافية الأعداد الأكبر من اللاجئين.

وحث المفوض السامي لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الشهر الماضي، الاتحاد الأوروبي على منح دخول قانوني للمزيد من اللاجئين السوريين.

وإلى ذلك قال المتحدث باسم الوزراء الداخلية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» خلال مكالمة هاتفية: «خلال العام الماضي ارتفعت نسبة قبول اللاجئين السوريين في المملكة المتحدة، وعدد طلبات اللجوء السورية 1716 حتى الآن لعام 2014». وارتفعت أيضا عدد تأشيرة «لم الشمل» إلى المملكة المتحدة من قبل اللاجئين السوريين.

وتتوقع الحكومة البريطانية أن يبلغ عدد اللاجئين السوريين الذين ستستضيفهم بريطانيا المئات خلال الأشهر المقبلة، ولكنها لم تحدد عددا بعينه. وكانت الحكومة البريطانية قد تعرضت لانتقادات شديدة في بداية هذا العام من نواب مختلف الأحزاب لرفضها المشاركة في البرنامج الذي تديره الأمم المتحدة.

ويذكر أن برنامج التوطين البريطاني منفصل عن البرنامج الذي تديره مفوضية الأمم المتحدة للاجئين والذي استضافت بموجبه ألمانيا أكثر من 10 آلاف لاجئ.

وأعلن نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ في الشهر الماضي أن بريطانيا ستقدم مليون جنيه إسترليني مساعدة نقدية لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا. وتبرعت بريطانيا بـ600 مليون جنيه إسترليني لجهود الإغاثة في سوريا منذ بداية الصراع.

وفي أثينا، أعلن خفر السواحل اليوناني، أمس، أن اليونان أرسلت فرقاطة لإنقاذ سفينة حاويات يعتقد أنها تحمل مئات من المهاجرين غير المسجلين المعرضين للخطر قبالة جزيرة كريت في جنوب البلاد. وتحمل السفينة التي ترفع علم كيريباتي نحو 700 شخص على ظهرها وتبحر على مسافة 55 كيلومترا جنوب شرقي جزيرة كريت. وأعلنت السفينة عن عطل في المحركات في منطقة رياح شديدة.

وقال متحدث باسم خفر السواحل، إن بالإمكان مطالبة 4 سفن حاويات تبحر قربها بمساعدتها إذا اقتضت الضرورة. ونقلت وكالة «رويترز» عنه قوله: «لا يوجد خطر داهم. أولويتنا إنقاذهم إذا تطلب الأمر ذلك. نحن في انتظار تحسن الطقس».

واليونان من نقاط الدخول المعروفة وصولا إلى أوروبا بالنسبة إلى آلاف من المهاجرين غير المسجلين القادمين من آسيا وأفريقيا. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي حذرت اليونان من أنها كادت تصبح «منطقة خطر» مع عدم توافر أموال أو موارد كافية للتعامل مع موجات متسارعة ومتزايدة من اللاجئين القادمين من دول تعصف بها حروب مثل سوريا والعراق.