المنتخب السعودي.. تشكيلة دولية لا تعرف الاستقرار منذ سنوات

أكثر من 129 لاعبا تم استدعاؤهم للقائمة الوطنية منذ 2011

ريكارد - بيسيرو - باكيتا
TT

«منتخب الأحلام، مستقبل الأخضر».. شعارات أثبتت عدم حضورها وفقا لما يتحقق على أرض الواقع من عدم الثبات على الأسماء ذاتها في قائمة المنتخب السعودي منذ سنوات مضت وحتى الفترة الحالية التي فتح فيها المدربون المتعاقبون على تدريب الأخضر الباب بمصراعيه أمام لاعبي الدوري السعودي كافة حتى أصبح السواد الأعظم منهم يحمل صفة «لاعب دولي» دون الاستقرار على أسماء معينة تكون هي الأبرز في الدوري.

وما زال المنتخب السعودي الأول لكرة القدم يعاني فقدانه هويته الفنية وعدم ثباته على قائمة محددة وواضحة المعالم، في ظل انفتاح أبواب الأخضر الكبير أمام عدد هائل من اللاعبين مقارنة بعدد السنوات القليلة.

في البرازيل أو إسبانيا أو حتى بعض المنتخبات العربية، يعرف المتابع أسماء قائمة منتخب بلاده سنوات متتالية لبحث المدرب عن الاستقرار الفني وتجانس اللاعبين فيما بينهم، وهذا ما كان يسير عليه الأخضر القديم؛ فمهاجم الأخضر اسمه معروف ومدافعه وكذلك لاعبو خط الوسط مع إجراء بعض التغيرات التي لا تؤثر في الاستقرار بصورة جذرية.

إلا أن الوضع الحالي للأخضر مختلف تماما، فمن يشارك لاعبا أساسيا في هذه المباراة قد يجد نفسه خارج القائمة تماما في المباراة التي تليها دون أن يقدم المدرب المسببات المقنعة لذلك.

وفي تحقيق صحافي سابق نشرته «الشرق الأوسط» عن المنتخب السعودي، قال المدرب الوطني عبد العزيز الخالد في هذا الجانب: «يجب أن يكون الانضمام إلى المنتخب حلم وبداية نجومية للاعب، والخروج منه صادم»، مضيفا: «المنتخب للاعب الجاهز، ولكن لدينا نجرب اللاعبين بحجة صناعة منتخب».

وبلغ عدد اللاعبين المنضمين إلى المنتخب السعودي بعهد الإسباني لوبيز كارو 54 لاعبا، كان آخرهم الثنائي حسين عبد الغني الذي تم استبعاده من البطولة الخليجية وسعيد المولد الذي شارك لاعبا أساسيا طيلة مباريات البطولة.

وما زال كل اللاعبين الذين دخلوا قائمة الإسباني لوبيز لأول مرة منذ 2013 يركضون في الميادين الخضراء دون أن يعتزل أي منهم، خاصة في ظل قرب المدة الزمنية التي قضاها لوبيز مع الأخضر، حيث استدعى لوبيز في قائمته 9 حراس مرمى، أما في خط الدفاع فارتفع الرقم ليبلغ 19 مدافعا، وفي خط الوسط ضم لوبيز 17 لاعبا، وأخيرا في خط الهجوم يوجد 9 لاعبين.

ولا يبدو الإسباني لوبيز جاء بأمر غريب معه، بل هو السائد في سنوات المنتخب السعودي الأخيرة، حيث سبقه الهولندي ريكارد الذي بلغ رقما قياسيا في عدد اللاعبين المنضمين إلى قائمته في الفترة التي أشرف فيها المدرب السابق لبرشلونة على الأخضر السعودي.

وضم ريكارد 75 لاعبا في صفوفه منذ بداية علاقته بالأخضر السعودي في 2011 وحتى آخر مباراة خاضها في البطولة الخليجية 2013، حيث أشرف ريكارد على الأخضر في 17 مباراة، حقق الانتصار في 4 منها فقط.

ووفقا لإحصائية سابقة قامت بها «الشرق الأوسط» لرصد عدد اللاعبين المنضمين إلى قائمة المنتخب السعودي بين الفترة 2006 بقيادة المدرب باكيتا وانتهاء بآخر قائمة للأخضر السعودي بعد نهاية التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2010 التي فشل فيها الأخضر السعودي بقيادة مدربه البرتغالي بيسيرو مرورا بالفترة التي أشرف عليها المدرب البرازيلي أنجوس والفترة التي أعقبتها وتولي الوطني ناصر الجوهر المهمة التدريبية، حيث ضم المنتخب السعودي في السنوات الأربع السابقة ما يزيد على 120 لاعبا، ومن ضمنهم قائمة المنتخب السعودي في بطولة آسيا 2007 التي أطلق عليها الأمير نواف بن فيصل حينها «منتخب الأحلام»، إلا أن الأحلام تبخرت ولم يتبق من تلك القائمة إلا تيسير الجاسم وسعود كريري وأسامة هوساوي.

ومنذ بداية الرصد الذي قامت به «الشرق الأوسط» لعدد اللاعبين المنضمين في فترة كل مدرب بدءا من 2006 وانتهاء بالقائمة الأخيرة لبطولة «خليجي 22»، نجد أن عددا محدودا من اللاعبين الذين علقوا قمصانهم الرياضية واعتزلوا كرة القدم، حيث لا يتجاوز عددهم في أغلب الأحوال 25 لاعبا، يأتي أبرزهم محمد الدعيع وسامي الجابر ونواف التمياط ومالك معاذ وصالح الصقري وأحمد خليل، أما غالبية اللاعبين فما زالوا يركضون في المستطيل الأخضر مع أنديتهم.

ويحضر سعود كريري، قائد المنتخب، وحيدا في قائمة الأخضر السعودي دون تغيير، حيث ظل كريري صديقا لكل المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب منذ انضمامه لأول مرة في 2002 وحتى البطولة الأخيرة التي تسلم فيها كريري شارة القيادة، ويحضر ثانيا الثنائي المدافع أسامة هوساوي ولاعب الوسط تيسير الجاسم اللذان واصلا حضورهما في قائمة المنتخب السعودي منذ 2007 وحتى الفترة الحالية.