عبد اللطيف بخاري لـ «الشرق الأوسط»: إقالة لوبيز ليست الحل.. فلنبحث عن الخلل الحقيقي

قال إن اللجنة العليا لـ«خليجي 22» كانت اتحادا مصغرا داخل «اتحاد الكرة».. و«الأعضاء ضائعون»

عبد اللطيف بخاري - الحسرة بادية على لاعب المنتخب السعودي بعد نهائي كأس الخليج - لوبيز
TT

أوضح الدكتور عبد اللطيف بخاري، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن الأصوات التي أعقبت بطولة «خليجي 22» وطالبت مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالرحيل هي مجرد رد فعل على خسارة اللقب، وأن «هذه الأسطوانة دائما ما تتكرر عند كل إخفاق»، مضيفا: «الجمهور معياره الفوز فقط، ولكن الفوز بالتأكيد ليس وحده معيار للعمل. نتفق أن المنتخب لم يقدم مستوى جيدا في المواجهة النهائية وغابت عنه الروح، ولم نشاهد الأخضر المميز أمام الإمارات، لكن بصورة عامة أعتقد أن المنتخب الحالي يبشر بالخير مع تقديم عمل إضافي له».

وكشف بخاري في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن كل الأصوات التي تقول بوجود رغبة في اتحاد الكرة لإقالة المدرب إلا أن الشرط الجزائي يحول دون ذلك، غير دقيقة، موضحا أن القضية تقوم على تقارير فنية دقيقة لتقييم عمل المدرب، مضيفا: «أمام الإمارات لعبنا وقدمنا مستوى جيدا، ولكن أمام قطر تراجع الأداء، وهذا يعود في بعض الأحيان للاعبين، كما هي الحال مع أبرز نجوم العالم الأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو».

وواصل بخاري حديثه بشأن المدرب الإسباني لوبيز: «أنا دائما لست ضد مدرب بعينه أو مساندا لمدرب بعينه، لكن أقول إنه يجب أن تكون عندنا قراءة فنية واضحة، وماذا نريد بالتحديد، ومن هو الشخص المناسب لنا».

وأضاف بخاري: «ما زلت أطالب بتشكيل لجنة فنية منفصلة عن الجهاز التدريبي للمنتخب تقدم لنا معلومات عن الأمور الفنية، لكن مع الأسف حتى الآن لم نشاهد هذا الأمر تحقق رغم وضعنا الضوابط والآلية لهذه اللجنة في مجلس الاتحاد».

وقال الدكتور بخاري إنهم ينتظرون تقرير الدكتور عبد الرزاق أبو داود الفني والإداري لمعرفة الوضع بصورة أدق، مضيفا: «أعتقد أن الإخفاق درس إذا لم نستفد منه فكل الجهاز يجب أن يرحل»، مواصلا حديثه: «أنا ضد مطالبتنا في كل هزيمة بتغيير المدرب أو الاتحاد بأكمله، فالأمور ليست بهذا الشكل، والفرنسي فينجر ما زال مدربا لآرسنال منذ سنوات رغم مطالبات البعض برحيله بين فترة وأخرى».

وطالب بخاري بالجلوس والتفكير بهدوء لاتخاذ قرار عقلاني وليس عاطفيا، موضحا: «يجب أن نجلس على الطاولة بهدوء، ونطرح بعقلانية دون انفعال، وإذا كان المدرب هو الخلل، نقوم بتغييره، لكن قد لا يكون هو المشكلة، فمنذ سنوات ونحن نردد الأسطوانة ذاتها: يجب تغيير المدرب. وهذا حدث مع الأمير سلطان بن فهد، والأمير نواف بن فيصل، وفي النهاية لم نستفد إطلاقا أو نتغير فعليا».

وعن الاجتماع الذي سبق البطولة الخليجية وفيه تم تجديد الثقة بالمدرب لوبيز، وما توجهات غالبية أعضاء المجلس، قال بخاري: «قضية تغيير المدرب طرحت من بعض الزملاء فعلا، ولكن تغيير المدرب لأجل الهزيمة فقط مشكلة إذا لم تكن لدينا حاجة فنية واضحة المعالم. وأنا لست رجلا فنيا، ولكن يجب أن يكون حكمي مبنيا على قرارات فنية، حينها يكون القرار سليما»، مضيفا: «وحتى أجيب عما ذكرت، فإننا في النهاية اقتنعنا بأن المرحلة الحالية حرجة أن نغير فيها المدرب، وأعتقد أننا غيرنا مدربين كثر بالطريقة نفسها وأثناء البطولات ولم يتغير شيء، حتى بوجود أسماء فنية لامعة في عالم التدريب، لأننا لم نضع أيدينا على الخلل الحقيقي»، واختتم بخاري حديثه بهذا الجانب: «يجب أن نعمل بتكاتف ونجتمع مع كل شرائح المجتمع من مدربين وإعلاميين ونطرح بصورة عقلانية دون شخصنة».

وعن انتقاد الأمير عبد الله بن مساعد، الرئيس العام لرعاية الشباب، ميزانية اتحاد كرة القدم، وهل كان يرمى لشيء أكبر بعدم قناعته بالعمل المقدم من الاتحاد، قال بخاري: «أعتقد أن الميزانية التي وصلت إلى الأمير قد تكون مغلوطة، لأننا في مجلس اتحاد كرة القدم لم نطلع على شيء، ومن قدم الميزانية للأمير يسأل عنها، ولا نحملها لمجلس الإدارة، لأن الميزانية تعبر عن الاتحاد، وليست ميزانية شخصية سواء رئيسا أو أمينا عاما أو عضوا»، مضيفا: «لهذا اليوم لا نستطيع أن نقدم عملا مؤسسيا بحيث يمثل القرار الجميع ويتم بعد تصويتهم».

وعاد بخاري ليؤكد أنه لا يعرف إطلاقا عن الميزانية التي وصلت للرئيس العام، موضحا: «أقسم بالله العظيم لا أعرف عنها (شيئا) إطلاقا، ولا أعرف من المسؤول عن رفع الميزانية، ولكن أؤكد أن هذه الميزانية لم تعرض علينا حتى نقرها».

وعن وجود ضبابية في الميزانية وصحة كلام الرئيس العام، قال بخاري: «لا أعتقد، فالطرح الذي قدمه لنا رئيس اللجنة المالية في آخر جلسة كان مقننا ومنظما عن الوضع المالي، وأنا يهمني أن الاتحاد يعمل بأسلوب مؤسسي، ونحن نطمح لتطبيق مبدأ الحوكمة الرشيدة الذي يعني أن أي مبلغ يدخل الخزينة أو يخرج منها يكون بناء على معايير واضحة، وأي شخص من حقه أن يعرف هذه المصروفات».

وكشف بخاري أن «اللجنة المالية تعمل على كتابة موازنة، لأن الاتحاد لا توجد لديه موازنة واضحة تعتمد على بنود وأبواب، مثل كم المخصص للمنتخب، والتدريب.. وغيرهما، ونحن عملنا مع اللجنة المالية على وضع لوائح وأبواب محدد لها رقم مالي، بحيث لو احتاج نقل مبلغ من باب لباب تكون للرئيس صلاحية مقننة في ذلك، والصلاحية المطلقة لمجلس الاتحاد».

وعن صحة الأحاديث التي تقول بعدم نقاء أجواء العمل داخل اتحاد الكرة، قال بخاري: «أبدا، فالحقيقة أن المجموعة متجانسة، لكن المشكلة أنه في الانتخابات عندما يفوز الرئيس يكون لوحده وليس بقوائمه، فهناك فروق فردية، وأنا أتمنى مستقبلا أن يكون الانتخاب عن طريق القوائم ليصبح الرئيس مسؤولا بصورة تامة، ولكن في الوضع الحالي تفرز لك إفرازات»، وعاد بخاري ليكشف: «هناك بعض أعضاء مجلس الإدارة دورهم (ضائع)».

وعن التغريدة التي كتبها قبل بطولة الخليج بأنه «هل يوجد اتحاد كرة القدم غير الاتحاد المعروف»؟ (في إشارة وصفها المتابعون بتجاهل بعض الأعضاء)، قال بخاري: «أبدا، وكنت أقصد في هذه التغريدة اللجنة العليا لبطولة الخليج، ولا أتهم أحدا فيها، ولكن كان من المفترض أن يكون طلب العمل من خلال الاتحاد، لأننا نعمل كمؤسسة معنية بكرة القدم في السعودية». وأضاف بخاري: «اللجنة خاطبت الأشخاص وذهبوا بأسمائهم الشخصية، وأنا كنت أتمنى مخاطبة الاتحاد وهو يوجه أعضاءه ليكون مسؤولا عن الإخفاق ويستطيع المحاسبة لو حصل خلل».

وعن مستقبل اتحاد كرة القدم بعد الإخفاق الخليجي وازدياد المطالبات بالرحيل، قال بخاري: «تواصلت بعد المباراة مع الأعضاء في الاتحاد، وقلت يجب ألا نكون عاطفيين، لأن الفريق القطري لعب وقدم مباراة أفضل من المنتخب السعودي، ولكن يجب أن نتوقف وقفة جادة ونبحث عن الخلل الحقيقي ونعالجه، وإذا لم نفعل ذلك، فنحن لا نستحق أن نكون في إدارة الاتحاد».

واختتم بخاري حديثه: «يجب أن نعلن عن عملنا للجمهور، وأنا ضد أن نكون في الإدارة نتخذ القرار فقط، ولكن المجتمع شريك لي من خلال الجمهور والإعلام والأندية، ومع الأسف هناك فجوة بين مجلس الإدارة وإدارات أندية كرة القدم والإعلام، وهي فجوة غير مقصودة».