خسارة اللقب الخليجي تفجر الغضب وتخنق اتحاد القدم السعودي

دائرة المطالبات تتسع من رحيل المدرب لوبيز إلى الرئيس أحمد عيد

أحمد عيد والأمين العام أحمد الخميس وحافظ المدلج خلال البطولة
TT

لم تمر ليلة خسارة المنتخب السعودي للقب الخليجي في البطولة التي تستضيفها عاصمة السعودية الرياض بسلام على مسؤولي كرة القدم في السعودية، ورغم هدوء ليل فصل الشتاء وقلة ضجيجه فإنها لم تكن كذلك على أحمد عيد ورفاقه في اتحاد كرة القدم.

غضب وضجر وسيل من النقد انهمر.. «ارحل يا لوبيز، ارحل أيها الاتحاد بأكملك، أعيدوا لنا هيبة الأخضر» هكذا صدح المشجعون وعلت أصواتهم عبر منصة الإعلام الجديد وفضائه الرحب «تويتر»، وفي خط مماثل كانت أصوات مسؤولي بعض الأندية تحضر لتنظم لهذه الحملة الصاخبة الهادفة للإطاحة بمجلس إدارة الاتحاد السعودي بأكمله.

احتفل القطريون بالكأس وببطولتهم الحقيقية المدرب الجزائري جمال بلماضي الذي كان حصان البطولة الأسود وقاد العنابي نحو اللقب الخليجي بمستويات بدأت متواضعة قبل أن تتصاعد حتى نال الفريق اللقب الخليجي للمرة الثالثة في تاريخه.

كانت المطالبات قبل البطولة تنادي برحيل المدرب الإسباني لوبيز كارو المدير الفني للمنتخب السعودي الذي لم يقنع السواد الأعظم من الجماهير السعودية ورجالات الإعلام والصحافة ورغم توالي انتصاراته في المباريات الرسمية التي يقودها، فإن خسارة اللقب الخليجي فجرت الأوضاع وأظهرت النار الكامنة لتتسع دائرة المطالبات لتصل رجل كرة القدم الأول أحمد عيد الذي يعيش عامه الثاني على كرسي الرئاسة وسيدخل الثالث بعد أسابيع قليلة بعدما قدم إليها في البداية مكلفا قبل أن تتمدد فترة بقائه إثر فوزه بالانتخابات التي تطبق لأول مرة في تاريخ الاتحاد السعودي لكرة القدم.

أما السعوديون فبدأ بعضهم ينقد بعضا ولم يغب الطرح الساذج عن ذلك حيث تحدث بعضهم عن ألوان الأندية في شعار الأخضر السعودي بجدل لا ينتهي من البحث عن الحقيقة، فالقاعدة في المنتخبات للاعب الجاهز والتاريخ يقول بأن بعض قناعات المدربين تصر على بقاء لاعبين وفقا لرؤيتهم الخاصة وإن اتفق الجميع على عدم فاعليتهم الفنية.

المحلل الفني خالد الشنيف انتقد بضراوة العمل الفني الذي يقدمه الإسباني لوبيز أثناء سير المواجهة وطالب مرارا وتكرارا بإشراك مهاجمين وخاصة بعد تأخر الأخضر بالهدف الثاني لقطر إلا أن تغيرات المدرب أزعجت الشنيف كثيرا ليصفه بالمدرب الجبان.

أطلق الحكم العراقي صافرة النهاية وصفق القطريون «فاز العنابي، فاز العنابي» أما السعوديون فتحول نقدهم الحاد تجاه الإسباني لوبيز صوب الرجل الأول في كرة القدم أحمد عيد ومجلس إداراته مطالبينهم بالرحيل بعد إصرارهم على بقاء المدرب لوبيز.

وفي حراك لم يعهده الرياضيون ركب رؤساء الأندية موجة الناقدين وصرح الأمير عبد الرحمن بن مساعد بأن الوقت حان لرحيل اتحاد أحمد عيد حيث كتب على صفحته في «تويتر»: بهذه المنظومة اتحاد وجهاز فني للمنتخب لا أرى إلا مشاركة مخيبة للآمال لمنتخبنا في كأس آسيا، وأتمنى أن أكون مخطئا، لا يمكن لأي اتحاد رئيسه لا يأتي بقائمته معه بحيث يكون فريق عمل متجانس أن يقدم عملا ناجحا.

وعاد الأمير عبد الرحمن بن مساعد ليوضح أن الرحيل لا يعني فشل الأشخاص موضحا: الاتحاد السعودي لكرة القدم مكبل كون رئيسه لم يأت بقائمته فسيظل ضعيفا وغير فاعل ولا يرجى منه أي نتائج لافتة أيا كان رئيسه، ولا بد من استقالة الاتحاد السعودي لكرة القدم وإعادة الانتخابات مع تغيير النظام وأن يأتي رئيس بقائمته حتى يستطيع أن ينجز.

وفي جانب آخر، كان رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد ينتقد ما يفعله الإسباني لوبيز فنيا بالأخضر وصرح لوسائل الإعلام بعد نهاية المباراة: مباريات البطولة كشفت أن لوبيز لا يصلح لتدريب المنتخب السعودي، مطالبا برحيله قبل البطولة الآسيوية.

وفي ظاهرة غير مسبوقة صرح رئيس النادي الأهلي بأن أحد لاعبي المنتخب من غير لاعبي فريقه المشاركين بالمواجهة طالب بعد المواجهة برحيل المدرب وأنه سبب إخفاق الأخضر.

انتهى ملف البطولة الخليجية وأغلقت صفحاته وظل السؤال قائما ماذا سيفعل اتحاد الكرة السعودي في القريب العاجل هل سيكتب السطر الأخير لعلاقة الإسباني لوبيز مع الأخضر أم سيمنحه الفرصة ويستمر حتى نهائيات كأس أمم آسيا 2015 التي ستقام في يناير (كانون الثاني) القادم؟