محاسبة المسؤول

TT

* بشأن خبر «سياسيون وبرلمانيون عراقيون يرحبون بـ(إعدام) مقصرين في سقوط الموصل»، المنشور بتاريخ 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، من وجهة نظري أقول إن الإجراء الذي يتوجه حيدر العبادي إلى اتخاذه يجب ألا يفهم على أنه إعدام كيفي وعشوائي، بل أن يكون درسا لكل من تسول له نفسه ممارسة الخيانة ضد الوطن، فكم من الشعوب تبيع الغالي والنفيس في سبيل سيادة أوطانها مقابل ما حصل في العراق، حيث تم بناء الجيش من قبل الحكومة السابقة وفقا للأسس الطائفية والفئوية، لا لشيء إلا لكي ترضي بعض الزعامات السياسية والتكتلات الدينية في العراق وإيران. هذا الإجراء الأخير هو في رأيي تأسيس لثقافة المواطنة ولكي تتدرب الأجيال اللاحقة على مفهوم الوطنية وعدم الاستهتار بتربة هذا الوطن، ولكي يعلم كل الذين تم منحهم أعلى الرتب العسكرية لمرتزقتهم فقط أن مصير البلد لا تقرره نزواتهم وشهواتهم التي أوصلت العراق إلى الحضيض في كل المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية، وذاق العراقيون من جراء تصرفاتهم أقسى معاناة التدمير والخراب والاغتصاب، وفوق هذا وذاك ذاق أنواعا من المفاسد الإدارية والمالية. وفي الأخير أقول إن حساب من تسبب في غزو الموصل والأنبار وديالى وغيرها لا بد أن يناله كل من له دور في تلك المأساة لأنه تفرد بذلك.

د. نمير نجيب - فرنسا [email protected]