المشهد: قضية فيلم «براءة المسلمين» ما زالت ساخنة

TT

* خمدت نيران الاحتجاجات التي اشتعلت في العام الماضي عندما انبرى مخرج متدين لتنفيذ فيلم مراوغ حمل عنوان «براءة المسلمين» عززه بكل الافتراءات الممكنة ضد الإسلام والمسلمين، متسببا في مواقف سياسية ودينية حافلة انتهت بعد حين رغم أن مشكلات الفيلم مع نفسه لم تنته بعد.

قبل أيام ناشدت مؤسسة «غوغل» كل المؤسسات التنديد بقرار محكمة النقض للدائرة التاسعة في لوس أنجليس الداعي إلى سحب الفيلم من التداول على «يوتيوب». هذا القرار سببه دعوى قامت بها ممثلة مجهولة (لا وجود لها مثلا على IMDb) ظهرت في هذا الفيلم مفادها أنه تم التغرير بها وأن السيناريو الذي تسلمته غير ذاك الذي تم تصوير الفيلم به. سيندي تجد أن عرض الفيلم على «يوتيوب» يضر بمستقبلها في المهنة. وبالفعل لم نسمع أو نقرأ بعرض واحد تم تقديمه لها لاستغلال أو استثمار ظهور اسمها المفاجئ في الإعلام.

شركات تتعامل، ومواقع التواصل الاجتماعي، ووسائط العروض السينمائية الحديثة، سارعت إلى إعلان تأييدها لمؤسسة «غوغل».. تحديدا، وحتى الآن، هي «فيس بوك» و«تويتر» و«نتفلكس».. هذه الأخيرة تؤمن عروض الأفلام الجديدة بعد استيفائها عروضها في الصالات على الإنترنت مقابل اشتراك شهري.

قانونا، الحق مع أي ممثل، حتى ولو كان كومبارس، إذا ما طلب منع فيلم من العرض لأسباب تتعلق بالكيفية التي تمت بها إعادة صياغة دور هذا الممثل. أكثر من ذلك، إذا تم استخدام صوت فرد من الكوراس (لنقل في فيلم غنائي) على نحو لا يرضي ذلك الفرد، أو لإعادة توزيعه في عروض غير تلك التي تم التوقيع عليها، فإنه من حق هذا الفرد مقاضاة الشركة المنتجة والشركة العارضة (وفي هذه الحال يوتيوب).

لكن «غوغل» وتوابعها تعتبر أن هذا الحكم، بصرف النظر عن القانون، تضييق على الحرية التعبيرية، وأنه ليس من حق الممثلة أن تقاضي «يوتيوب» إذا ما رفضت هذه سحب الفيلم من العرض.

هذه المشكلة نموذج لتعدد الرؤوس..

من ناحية، لديك عمل مصور (إطلاق كلمة «فيلم» عليه ليست صحيحة على أكثر من وجه) قام صاحبه بإغراء الممثلين موفرا نص عمل مختلفا ومتكلا على المونتاج لتغيير ما ورد في النص حسب أهوائه. العمل - بطبيعة الحال - أثار غضبا كبيرا بين المسلمين في وقت تحاول فيه الإدارة الأميركية البرهنة على أنها لا تعادي المسلمين وترفض السقوط في حفر العنصرية الدينية التي يقوم اليمين المتطرف بنصبها. وفي جوانب أخرى، هناك الغرب الذي سار دروبا في أهمية الحفاظ على حق التعبير عن وجهات النظر الذي يفيق على حقيقة أن بعض وجهات النظر لا علاقة لها بحرية التعبير. وأخيرا هناك وسائط التواصل التي يستطيع أي فرد تصوير أي شيء وعرضه بها لأن «من حقه أن يفعل ذلك».

في مواجهة ذلك، يدخل الإسلام حقول اختبار عدة بسبب الاتجاهات التكفيرية التي تحاول خطف اعتداله وسماحته وحكمته ووأد كل ذلك في حروبها. طبعا، الطامة الكبرى أنه لا يوجد لدينا مكان فعلي في اتخاذ قرارات سينمائية تكون بمثابة الرد ولو على نحو غير مباشر بهدف بث مناوئ يتعامل مع العصر بلغته.