السيسي يؤكد في الجمعية الوطنية الفرنسية حرص مصر على المضي في تنفيذ خريطة المستقبل

التقى وزير الدفاع ووفدا من رجال الأعمال في العاصمة الفرنسية قبل عودته إلى القاهرة

الرئيس عبد الفتاح السيسي يصافح كلود بارتولون رئيس مجلس النواب في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية («الرئاسة المصرية»)
TT

اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس زيارته لباريس بلقاء مع كلود بارتولون رئيس مجلس النواب في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب)، وعقب استعراض حرس الشرف في ساحة المجلس ومصافحة عدد من الأعضاء، تم عقد جلسة مباحثات تناولت مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المصرية المبذولة لدفع عملية السلام وتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية أشار إلى أن المجلس بصدد التصويت على قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، منوها بأن بلاده تثمن غاليا الدور المصري لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية، مؤكدا تقدير بلاده للجهود المصرية لتحقيق وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق للهدنة في قطاع غزة، وترحيب باريس بعودة مصر لتكون قوة دبلوماسية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلا عن مساهمتها المُقدرة في مختلف المحافل الدولية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد خلال اللقاء حرص مصر على المضي قدما في تنفيذ خارطة المستقبل بعدما أنجزت استحقاقي الدستور والانتخابات الرئاسية بنجاح، مؤكدا حرص الدولة المصرية على استكمالها من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الربع الأول من عام 2015 ليكتمل بذلك الشق التشريعي، بما يساهم في الجهود المصرية لتأسيس دولة سيادة القانون. ووجّه الدعوة إلى رئيس الجمعية الوطنية لزيارة مصر عقب انتخاب مجلس النواب الجديد لبحث سبل تنمية العلاقات المصرية الفرنسية على المستوى البرلماني، وبما يصب في صالح تدعيم أواصر الصداقة بين البلدين وتعميقها.

وقد تم خلال الاجتماع استعراض الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما تطورات الموقف في ليبيا، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة الليبية وسلامة أراضيها وسيادتها الكاملة، مع الإعراب عن أهمية دعم خيارات الشعب الليبي وإرادته الحرة، ودعم المؤسسات الليبية الشرعية متمثلة في البرلمان المنتخب، والجيش الليبي الوطني.

وكان الرئيس السيسي قد استهل نشاطه في اليوم الأخير لزيارته إلى فرنسا بعقد اجتماع مع عدد من أعضاء مجلس الأعمال المصري - الفرنسي ورؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات الفرنسية، وذلك بمقر مجلس أرباب الأعمال الفرنسي MEDEF، الذي يُعد أكبر جهة ممثلة لقطاع الأعمال في فرنسا، ويلعب دورا كبيرا في تناول القضايا الاقتصادية وصياغة النصوص التشريعية والتنظيمية للشأن الاقتصادي في إطار المؤسسات الفرنسية. كما يلعب الميديف دورا لوجيستيا مهما بوصفه حلقة وصل بين رجال الأعمال المصريين والفرنسيين وفي التنظيم والإعداد لمجلس الأعمال المصري - الفرنسي المشترك.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس ألقى بيانا أكد فيه على أن فرنسا تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، وتمثل سوقا كبيرة للصادرات المصرية، وفي الوقت ذاته فإن مصر تمثل للشركات الفرنسية مدخلا إلى الأسواق العربية والأفريقية.

وكان الرئيس المصري قد قام أول من أمس الأربعاء بزيارة مقر وزارة الدفاع الفرنسية، حيث كان في استقباله وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان وكبار قادة الجيش الفرنسي. وبعد استعراض حرس الشرف، عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مغلقة مع الوزير الفرنسي، تلتها جلسة موسعة بحضور أعضاء الوفد الرسمي المصري وكبار قادة الجيش الفرنسي.

وقد تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجال العسكري، في ضوء التعاون المتميز الممتد بين الجانبين لسنوات طويلة. كما تم استعراض تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجهود مكافحة الإرهاب الدولي.