قيادي في حركة المهاجرين البريطانية يظهر في فيديو «داعشي» في سوريا

القيادي أنجم تشودري لـ(«الشرق الأوسط») : أبو رميثة خبير كومبيوتر من قيادات «المهاجرون» ودرس الشريعة وعلوم الحديث تحت إشراف عمر بكري

القيادي أنجم تشودري أمين عام حركتي «المهاجرون» و«الغرباء»
TT

هذه الصورة تاريخية بامتياز، فهي بنسبة كبيرة لأول مولود في «الدولة الداعشية» منذ إعلان «الخلافة» فيها يوم 29 يونيو (حزيران) الماضي، وإن لم تكن كذلك، فهي أول من يظهر فيها مولود «داعشي» على الأقل، ومحاطا، كما نراه بذراع أبيه سيدارثا دار، قيادي حركة «المهاجرون» الأصولية، المعروف بلقب «أبو رميثة» بين الإسلاميين في بريطانيا.

ومنذ الثلاثاء الماضي، والتقارير تتحدث عن «أبو رميثة» بوصفه أصوليا سخر من اسكوتلنديارد وأجهزة الاستخبارات البريطانية لفشلها في منعه ‏من الانضمام إلى «دواعش» سوريا على الأرجح، وهو الذي لم يكن يحمل جواز سفر، ومرصود بوصفه مقرّبا من الداعية المتطرف أنجم تشودري، القيادي الأصولي الأمين العام الأسبق لحركتي «المهاجرون» و«الغرباء» اللتين أسسهما الداعية عمر بكري المحتجز في سجن رومية في لبنان.

وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» أو «تويتر» مرجعية وأرشيفا لكل مستخدم مهما كان فكره ورأيه.. فكانت الملاذ والنافذة لسيدارثا دار، المعروف بلقب «أبو رميثة» بين المتطرفين، ليظهر أول مولود له من الدواعش عن طريق تغريدته على «تويتر». يقول القيادي الأصولي أنجم تشودري في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»: «لقد كان أبو رميثة تلميذ الداعية عمر بكري مؤسس حركتي (المهاجرون) و(الغرباء)، وتعلم الفقه والشريعة وعلوم الحديث وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وقد درسته أيضا بعض العلوم الشرعية في مدرسة لندن لعلوم الفقه والشريعة بعد اعتناقه الدين الإسلامي، وهو خبير في الكومبيوتر والبرمجة الرقمية، وأعتقد أن (داعش) عهدت إليه بالإشراف على آلتها الإعلامية». وأوضح تشودري أن «أبو رميثة» القيادي في «المهاجرون» اعتقل معه في حملة مداهمات سبتمبر (أيلول) الماضي، وبعد الإفراج عنه في اليوم التالي مباشرة استطاع أن يفر من بريطانيا رغم قوانين الكفالة، مع زوجته الحامل وأطفاله الأربعة إلى تركيا، ومنها إلى الداخل السوري، حيث التحق بـ«داعش». وكان سيدارثا نجح في الفرار من بريطانيا بعد أن شنت شرطتها سلسلة حملات على ‏ متطرفين، وكان بين 8 اعتقلتهم في سبتمبر الماضي وسحبت جوازات سفرهم، وفي اليوم التالي من إطلاق سراحه مضى هو وزوجته الحامل وبعض أفراد عائلته إلى محطة «فيكتوريا» وسط لندن، وركبوا إحدى الحافلات وسافروا إلى فرنسا، ومن يومها انقطعت أخباره تماما، حتى فاجأ الجميع وظهر الاثنين الماضي، مطلا من شباك «تويتر».. «تويتر» فقط وكان أبو رميثة ظهر بتغريدة كتبها في حساب فتحه بالموقع التواصلي، فاجأت الجميع، وفيها قال: «سخِر الله من أجهزة الاستخبارات والمراقبة ‏البريطانية. هاجروا أيها المسلمين. ضعوا ثقتكم في الله»، ثم تلاها بثانية أيضا، وكتب فيها: «يا له من نظام أمني بريطاني رديء يسمح لي ‏بالخروج من أوروبا إلى دولة الإسلام». ومن هذه التغريدة علم الجميع بأنه قد أصبح في الدولة «الداعشية» منذ مدة. ثم جدد إطلالته بمفاجأة أكبر أول من أمس، بتغريدة مع صورة في هاشتاغ بدا فيها مسندا كلاشنيكوف إلى كتفه، وبيسراه لف رضيعا يحمله، قائلا عنه: «هذا هو ابني.. مولودي الجديد»، ووصفه في تغريدة ثانية: «إضافة عظيمة إلى (داعش)»، وفي ثالثة قال: «إنه ليس بريطانيّا بالتأكيد»، ثم دعا متابعيه للانضمام إلى «داعش» مثله، إلا أن «تويتر» لم يطق عليه صبرا، فأغلق حسابه مجددا ولم يعثر عليه، وقد يعود بعده باسم آخر.

وعلق آخرون على «تويتر» ببث صوره على غلاف صحيفة «إيفنينغ ستاندارد»، بقولهم: «إنك تغيظ الكفار».

وسيدارثا، المولود في بريطانيا منذ 31 سنة، هندي الأصل من أتباع الديانة الهندوسية المنتشرة في الهند ونيبال، لكنه اعتنق الإسلام، وأصبح مقربا من المتطرف الباكستاني الأصل أنجم تشودري الذي أشار في عدد أمس الخميس من الـ«تايمز» البريطانية إلى أن سيدارثا المالك صفحة في «فيسبوك» باسم «أبو رميثة»، ولم ينشط فيها منذ فبراير (شباط) من العام لماضي، موجود في سوريا.