لقاح واعد ضد إيبولا.. وعدد الوفيات يقفز إلى 5700

النتائج أظهرت قدرته على تحفيز المناعة.. وأوباما سيجتمع مع مطوريه الثلاثاء

وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير (يسارا) ووزير الصحة هيرمان غروهي يقفان أمام مجسم موضوع في «وحدة عزل صحي» داخل طائرة إيرباص جرى تخصيصها لنقل وإنقاذ المصابين بإيبولا في مطار تيغل ببرلين أمس (رويترز)
TT

أثمرت تجربة سريرية لأول لقاح تجريبي ضد إيبولا في الولايات المتحدة عن نتائج واعدة لوقف انتشار الفيروس الذي أودى بحياة 5689 شخصا من أصل 15 ألفا و935 شخصا أصيبوا به حسب آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية، أمس.

وكشفت النتائج الأولية التي نشرت أول من أمس للاختبار أن اللقاح يمكن أن يتقبله الجسم ويؤدي إلى تحفيز المناعة. وقال الطبيب أنتوني فوسي، مدير المعهد الأميركي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، إن «انتشار المرض غير المسبوق في غرب أفريقيا حض على تكثيف الجهود لإعداد لقاحات آمنة وفعالة يمكن أن توقف هذا الانتشار وتلعب دورا أساسيا لمنع موجات وبائية كبرى في المستقبل». إلا أنه لم يوضح متى سيكون هذا اللقاح جاهزا ليتم توزيعه. وأضاف «استنادا إلى النتائج الإيجابية لأول تجربة سريرية للقاح (المرحلة الأولى) نواصل الجهود المتسارعة لتجربته على عدد أكبر من الأشخاص لتحديد مدى فعاليته في الحماية من الإصابة بالفيروس».

وأوضح المعهد الأميركي أنه ينوي الانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب في غرب أفريقيا في 2015، موضحا أن مفاوضات متقدمة تجرى مع المسؤولين في ليبيريا ودول أخرى. وتم اختبار اللقاح الذي يسمى اختصارا «تشاد 3» وطوره المعهد الأميركي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية بالتعاون مع مختبرات شركة «غلاكسوسميثكلاين» البريطانية على عشرين متطوعا في صحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما في عيادة المعاهد الوطنية للصحة التي ينتمي إليها المعهد الأميركي. ونشرت هذه النتائج الأولية على الموقع الإلكتروني للنشرة الطبية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين».

ويحوي اللقاح عناصر وراثية من نسختين من فيروس إيبولا (السودان وزائير) وضعت على فيروس يسبب الإنفلونزا لدى الشمبانزي ولا يسبب أي ضرر للإنسان. وتمكن المتطوعون العشرون من إنتاج أجسام مضادة للفيروس في الأسابيع الأربعة التي تلت حصولهم على اللقاح، وكانت النسبة أعلى لدى الذين تلقوا جرعة أكبر من اللقاح. ولم يؤد اللقاح إلى آثار جانبية خطيرة، إذ أصيب اثنان فقط من المتطوعين الذين أعطوا اللقاح بارتفاع بسيط في حرارة الجسم.

وبعد إعلان هذه النتائج، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، في بيان، إن ذلك يشكل «خطوة أخرى مهمة» في مكافحة إيبولا، موضحا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيزور المعهد الأميركي الثلاثاء المقبل ليتحدث إلى الباحثين «ويناقش التقدم على جبهات أخرى ضد إيبولا». ومن جهته، رحب الطبيب جيريمي فارار، مدير مركز «ويلكم تراست» البريطاني «بهذه الأعمال المشجعة التي تشكل مساهمة مهمة أخرى في الجهود لمعالجة أزمة إيبولا».

والى جانب «تشاد 3»، تجري إدارة الصحة العامة في كندا تجارب على لقاح تملك الشركة الأميركية «نيولينك جينيتيكس» حق تسويقه وستعلن نتائج التجارب الأولية له بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويجري اختبار اللقاح «تشاد 3» على ستين متطوعا في بريطانيا، وسيتم تجريبه في لوزان (سويسرا) لحساب منظمة الصحة العالمية.

وجاء الإعلان عن اللقاح التجريبي، فيما أفادت آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية أمس بأن عدد الذين توفوا بالحمى النزفية التي يسببها إيبولا ارتفع إلى 5689 شخصا من أصل 15 ألفا و935 شخصا أصيبوا بالفيروس. وكانت الحصيلة السابقة للمرض تشير إلى وفاة 5459 شخصا من أصل 15 ألفا و351 مصابا. وتتعلق الحصيلة الجديدة بأرقام جمعت حتى 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وانتشرت الموجة الأخيرة للوباء، والأخطر منذ اكتشاف الفيروس في 1976، من غينيا في نهاية ديسمبر 2013. وفي 23 نوفمبر وصل عدد الوفيات في غينيا إلى 1260 والإصابات إلى 2134. وفي ليبيريا توفي 3016 من أصل 7168 أصيبوا بالمرض بينما أحصت المنظمة في سيراليون 1398 وفاة من أصل 6599 إصابة مسجلة. وخلال أسبوع واحد، سجلت في الدول الثلاث الواقعة في غرب أفريقيا والأكثر تأثرا بانتشار الفيروس نحو 600 إصابة. وتعتبر المنظمة وضع الإصابات الجديدة في غينيا مستقرا أو في تراجع، وفي سيراليون «في تزايد على الأرجح» مع إصابة 385 شخصا إضافيين. أما في مالي، الذي يعد آخر بلد وصله الفيروس، فتحدثت المنظمة عن ثماني إصابات أدت ست منها إلى الوفاة. وبلغت حصيلة الوفيات في صفوف العاملين في القطاع الصحي 340، أي بزيادة ثلاث وفيات منذ الحصيلة الأخيرة من أصل 592 إصابة (أربع إضافية على الحصيلة السابقة).