مقاتلو «حزب الله» يشاركون في معارك تمتد من جنوب سوريا حتى شمالها

الحزب ينفذ كمينا آخر في العتيبة بريف دمشق الشرقي.. ومقتل قيادي له في درعا

TT

أعلن ناشطون سوريون أن مقاتلي حزب اللبناني في سوريا، شاركوا في معارك شملت 3 محافظات رئيسية على الأقل، تبدأ من شمال سوريا إلى جنوبها؛ إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل قيادي في الحزب بمنطقة الشيخ مسكين في درعا، جنوب البلاد، فيما نفذ الحزب عملية عسكرية نوعية في ريف دمشق الشرقي ضد قوات المعارضة، أسفر عن مقتل 30 مقاتلا، فيما تدعم وحدات من الحزب القوات النظامية بريف حلب الشمالي.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) ومصدر في «حزب الله» اللبناني وناشطون أمس، بمقتل العشرات في كمين نصبته القوات السورية واستهدف مجموعة من المسلحين الذي كانوا ينتقلون من منطقة إلى أخرى في ريف دمشق الشرقي في وقت متأخر من ليل الأربعاء.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 30 رجلا على الأقل، قتلوا في كمين نفذه عناصر من «حزب الله» اللبناني وقوات النظام، بالقرب من منطقة العتيبة في الغوطة الشرقية، على الطريق الواصل بين بلدة ميدعا ومدينة الضمير في ريف دمشق، مضيفا: «كما استهدفت قوات النظام بصاروخ سيارة قدمت لإنقاذ الجرحى وسحب جثامين الرجال».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري سوري قوله إن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة تقضي بكمين محكم على 50 إرهابيا أثناء محاولتهم الفرار من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية باتجاه مدينة الضمير بريف دمشق».

غير أن مصدرا في «حزب الله» الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام، قال إن عدد قتلى الكمين بلغ 30 مسلحا، مشيرا إلى أنه جرى بعد وقوع الهجوم استهداف «آلية تابعة للمسلحين بصاروخ موجه بعد خروجها (...) لانتشال الجرحى (...) وقد قتل كل من كان في الآلية من مسلحين وجرحاهم».

وتشكل الغوطة الشرقية معقلا لمقاتلي المعارضة تحاصره قوات النظام منذ عامين في محاولة لطردهم منه. وقد أحرزت هذه القوات تقدما على الأرض خلال الفترة الماضية في محيط العاصمة.

ويعد هذا الكمين، الثاني في المنطقة نفسها خلال أشهر؛ إذ أسفر الكمين الأول في مطلع العام الحالي، عن سقوط 170 قتيلا من قوات المعارضة التي كانت تحاول العبور من المنطقة الصحراوية شرق ريف دمشق، باتجاه الغوطة الشرقية. وبثت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» آنذاك صورا للكمين، مما أعطى إيحاءات بأن مقاتلي الحزب نفذوه.

وإضافة إلى ذلك، ينتشر مقاتلو الحزب في ريف دمشق الغربي، تحديدا في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان؛ إذ بثت «جبهة النصرة» أمس صورا لمقاتليها يعبرون الثلوج، وقالت في تعليقات في مواقع تابعة لها على «تويتر» إنهم يتحضرون رغم الطقس العاصف لقتال «حزب الله» في المنطقة الحدودية.

وأفاد ناشطون أمس بوقوع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي «جبهة النصرة» من جهة أخرى، على أطراف بلدة زبدين، في الغوطة الشرقية، بموازاة مشاركة «حزب الله» في القتال في حي جوبر الدمشقي.

وفي جنوب سوريا، قال المرصد السوري إن المعارك تواصلت في بلدة الشيخ مسكين بين قوات المعارضة وقوات النظام وعناصر «حزب الله» اللبناني الذي قتل له قيادي عسكري في الاشتباكات التي دارت أول من أمس بين الطرفين في البلدة. وأشار إلى اندلاع اشتباكات في أطراف بلدة عتمان، بينما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة النعيمة بريف درعا، ومناطق في درعا البلد.

وإلى الشمال، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و«جبهة أنصار الدين» التي تضم «جيش المهاجرين والأنصار» و«حركة فجر الشام الإسلامية» و«حركة شام الإسلام» و«جبهة النصرة» من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و«لواء القدس الفلسطيني» ومقاتلي «حزب الله» اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في محيط قرية حندرات في ريف حلب الشمالي، وعلى أطراف كتيبة حندرات، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات وعلى مناطق أخرى في طريق الكاستيلو. وجاءت الاشتباكات بموازاة اندلاع معارك على تخوم بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين شمال حلب، التي يشارك «حزب الله» أيضا فيها، إلى جانب قوات الدفاع الوطني، كما قال ناشطون.

في غضون ذلك، أطلق تنظيم «داعش» أكثر من 49 قذيفة على مناطق في مدينة كوباني، بموازاة معارك وقعت على عدة جبهات ومحاور في المدينة، بين مقاتلي الكتائب المقاتلة التابعة للجيش السوري الحر و«وحدات حماية الشعب الكردي» من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر، فيما نفذت وحدات الحماية هجوما صباح أمس على تمركزات «داعش» في الجبهة الجنوبية الشرقية للمدينة.