من أثار الفتنة؟

TT

* بعد قراءتي مقال وفيق السامرائي «الأنبار.. من الفتنة إلى التخريب»، المنشور بتاريخ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أود أن أقول: هناك «داعش» وهناك عشائر قاتلت ضد هذه الميليشيات، وهناك أيضا أفراد من هنا وهناك يعارضون الوقوف مع المسلحين، وهناك عائلات هجرت واغتصبت كما أن هناك أكاذيب كثيرة روج لها السياسيون ومعهم رجال دين بأن دعمهم لمن يقف ضد «داعش» ليس له حدود، ولكن على أرض الواقع لا شيء موجود! كل هذا صحيح، ولكن سببه - وكما ورد في المقال - هو أن الخيار الطائفي كان أكبر جريمة ترتكب بحق الشعب العراقي. العراقيون في عهد صدام حسين كانوا مجتمعا متجانسا، ولكن بالقوة؛ حيث يبدو أن النظام السابق جعلهم لا يتمكنون من أن يتخذوا أي موقف ضد الدولة مع كثرة القصص والروايات التي يروج لها من يدعون أنفسهم مناضلين ضد النظام السابق. النظام السابق لم تزيله سوى أقدام جيش الاحتلال ولا فخر لأحد عدا ذلك، ولكن الأسوأ من النظام السابق هو النظام الحالي وتحديدا شيعة السلطة الذين توهموا أنهم سيتمكنون من القضاء على أي موقف ضد الدولة الخمينية التي تبنوها على غرار النظام السابق، وفشلوا فشلا ذريعا بدليل سقوط ثلث العراق بأيدي الميليشيات رغم أنف كل التحالفات السياسية والشيعية على وجه الخصوص، إذن الموضوع ليس في من كان الضحية بل في من روج للطائفية الإيرانية.

د. نمير نجيب - أميركا [email protected]