«الإخوان» يتمترسون بالمعتصمين

TT

* بخصوص خبر «تقرير تقصي حقائق 30 يونيو: اعتصامات أنصار مرسي لم تكن سلمية وفضها خلف 703 قتلى»، المنشور بتاريخ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أرى أنه من الخطأ في رأيي السماح بزيادة التجمع عددا ومساحة، واستمراره بشكل واضح دون اتخاذ موقف حاسم لمنع ذلك، وفي نفس الوقت أتساءل لماذا لم يعلن عن أسماء من عارضوا فض الاعتصام. أمّا إلقاء اللوم على أجهزة الداخلية لأنها قصرت في تدريب أفرادها على فض التجمعات دون وقوع خسائر في الأرواح، فهذا مقبول إذا كان التظاهر سلميا، ولكن إذا كان من يطلق النار على الشرطة مختبئا بين المتظاهرين ولا يبدو منه سوى فوهة بندقيته التي يمطر بها جنود الشرطة بوابل من النيران، فكيف يدافع الجندي عن نفسه دون أن يمرر طلقات بندقيته من خلال هذا الترس البشري ليقتل من يطلق النار؟ دائما هدف «الإخوان» صنع مآس كربلائية يبتزون بها عواطف البسطاء ويستعدون بها الأجانب ضد بلدانهم، ثم إن هذا الاعتصام في محيط الحرس الجمهوري الذي تحول سريعا إلى هجوم للمعتصمين عليه بنيران كثيفة أسقطت قتيلين من رجاله، كيف يتم فض مثله بالود والطرق السلمية وهم مسلحون ولم يعطوا أي فرصة للحوار؟ إن هذا يؤكد أن الدولة لم تكن تتعامل أبدا مع معتصمين سلميين، ولكن مع جماعة مسلحة تتمترس بالمعتصمين، وهدفها صنع مآس تحرج بها الدولة، لأنها تسعى لمزيد من القتلى في صفوف المعتصمين. وإني أتساءل ماذا يريد معدو التقرير.. سرعة الفض بأي ثمن أم التمهل حتى ينفضوا سلميا؟ وهل تأخرت الدولة في إنهائه إلا لأجل فضه بالطرق الودية؟ فكأن التقرير يتكلم عن فض اعتصام عمال أو موظفين لهم مطالب فئوية وليس اعتصام من منطقهم ولسان حالهم يقول: أنا ومن بعدي الطوفان.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]