* أود أن أعلق على مقال صالح القلاب «الأردن.. هل يصبح (الإخوان) حركة إرهابية؟!»، المنشور بتاريخ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالقول إني أعتقد أن التجربة التي مرت بها مصر مع «الإخوان» كشفتهم على حقيقتهم وعرف الشعب المصري من هم «الإخوان».. إنهم جماعة إرهابية تتبع أسلوب «تمسكن حتى تتمكن» تتخذ من الدين ستارا تخفي وراءه نواياها الخبيثة، فنحن هنا في مصر تغاضينا عن التاريخ الأسود لـ«الإخوان» وعن الجرائم التي ارتكبوها من قتل شخصيات مهمة في الدولة المصرية وقلنا ربما الزمن يكون قد غير من طباعهم، وربما يكون «إخوان» اليوم غير «إخوان» الأمس، فالدنيا تغيرت وتطورت وانتشرت الحضارة والمدنية في جميع أنحاء العالم، فلا يعقل أن يكون «الإخوان» كما هم وكما كانوا لم يتغيروا وكنا نرأف بأحوالهم وننظر إلى أنظمة الحكم المتعاقبة على أنها قد ظلمت «الإخوان»، وإنهم جماعة مضطهدة من الحاكم وإنهم سجنوا واعتقلوا دون وجه حق، فعندما قامت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 ضد النظام، مطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، انضم «الإخوان» إلى هؤلاء الشباب الثائرين، ورحب بهم الثوار على اعتبار أنهم من الطوائف التي ظلمت كثيرا وقد آن الأوان أن تتحرر من الظلم الواقع على الشعب كله، ثم ما لبث الثوار أن وجدوا أن «الإخوان» قد استحوذوا على الثورة ونسبوها إلى أنفسهم، وبدأ «الإخوان» يظهرون على حقيقتهم فقتلوا الثوار وأحرقوا منشآت الدولة المهمة وهجموا هم وأنصارهم على السجون ففتحوها وهربوا المساجين، واستولوا على الحكم في البلاد كما استولوا على مقعد الرئاسة بتزوير الانتخابات. «الإخوان» هم «الإخوان» في كل مكان، فلا يخدعك كلام مسؤول من «الإخوان» في الأردن أو في أي مكان فهم في رأيي جماعة إرهابية بامتياز.
فؤاد محمد - مصر [email protected]