مقتل ضابطي جيش و3 متظاهرين في اشتباكات جمعة «المصاحف» بمصر

«الإخوان» أعادوا إنتاج فشلهم في الحشد بعد رفع درجة التوتر للحد الأقصى

أفراد من الشرطة المصرية في مواجهة مظاهرة محدودة في حي المطرية بجمعة «المصاحف» بشمال القاهرة أمس (رويترز)
TT

قتل 3 متظاهرين على الأقل في اشتباكات بين قوات الأمن المصرية وأنصار جماعة الإخوان المسلمين شرق القاهرة أمس، في أعنف مواجهات تشهدها العاصمة منذ عدة أسابيع، كما قتل ضابطان في الجيش بسلاح مجهولين في حادثين منفصلين في القاهرة والإسكندرية. ورغم سقوط القتلى في المواجهات الدامية أمس، جاءت تحركات أنصار الإخوان تقليدية، مما أثار تساؤلات بشأن رفع درجة التوتر للحد الأقصى قبل الفاعلية التي دعت لها «الجبهة السلفية» منفردة قبل ما يزيد على الأسبوعين.

ميدانيا، قتل ضابط برتبة عميد وأصيب اثنان آخران كانا برفقته بنيران مسلحين مجهولين. وقال بيان للجيش، إن «مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة ملاكي من دون لوحات معدنية أطلقوا النار على الضابط، مما أسفر عن استشهاده وإصابة اثنين آخرين برفقته أثناء تحركه بمنطقة محطة الجراج بجسر السويس».

وأطلق مسلحون مجهولون النار على ضابط في الجيش في منطقة الشاطبي بالإسكندرية وأصيب ضابطان آخرين. وقال مصدر أمني محلي، إن عناصر إرهابية اعتلت سطح أحد العقارات في المدينة الساحلية، أطلقت النار على قوة تأمين كانت تتمركز على كورنيش الإسكندرية، مما تسبب في مقتل ضابط صاعقة بسلاح البحرية متأثرا بجراحه.

وأبطل خبراء المفرقات عددا من القنابل البدائية الصنع في عدة محافظات، بينما انفجرت عبوة ناسفة في ميدان عبد المنعم رياض المتاخم لميدان التحرير دون وقوع إصابات. ودفعت جماعة الإخوان وحلفاؤها بأنصارهم إلى الشوارع في عدة مدن، من دون تغيير يذكر على خارطة مناطق ثقلهم.

ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) من العام الماضي، يتظاهر مؤيدو الإخوان بشكل شبه يومي في مدن وقرى مصرية. وتشهد أيام الجمع من وقت لآخر مظاهرات على نطاق أوسع، وغالبا ما تتسبب في صدامات تراجعت حدتها منذ عدة شهور.

ورفعت السلطات الأمنية درجة الاستعداد القصوى، وانتشرت فرق التدخل السريع المشكلة من قوات للجيش والشرطة، وأغلقت ميادين رئيسية، وأعادت قوات الشرطة والجيش الانتشار في محيط المنشآت الحيوية، استعدادا لدعوات أطلقتها الجبهة السلفية المنضوية في تحالف يقوده الإخوان تحت شعار «جمعة الهوية»، وهي الدعوة التي تأخرت جماعة الإخوان وأعضاء التحالف الذي تقوده في إعلان موقفهم منها.

وشهدت منطقة المطرية شرق القاهرة، والتي دائما ما تشهد اشتباكات عنيفة، أعنف المواجهات خلال مظاهرات الأمس. وقالت مصادر أمنية وطبية، إن 3 متظاهرين قتلوا في الاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان.

وفقدت جماعة الإخوان والقوى المتحالفة معها، ثقة الشارع المصري بعد عام من هيمنة الجماعة على السلطة في البلاد، لكن الجماعة التي تواجه أعنف موجة ملاحقة بعد تصنيفها كجماعة الإرهابية لا تزال تحتفظ بقدرتها على التواصل مع قواعدها في مناطق ثقلها في عدة محافظات.

وعادت بشكل ملحوظ العبوات البدائية الصنع، وقالت مصادر أمنية إن خبراء المفرقات تعاملوا مع عدة بلاغات إيجابية في عدد من المحافظات، في حين قال اللواء محمد قاسم، مدير مباحث القاهرة، إن عبوة بدائية ألقاها شخص من أعلى جسر 6 أكتوبر (تشرين الأول) الحيوي انفجرت في ميدان عبد المنعم رياض المشرف على المتحف المصري القديم.

وأضاف قاسم في تصريحات صحافية له أمس، أن الانفجار في ميدان عبد المنعم رياض لم يسفر عن وقوع إصابات، مشيرا إلى أن قوات الأمن نجحت في توقيف مشتبه به، ويجري التحقيق معه.

وشكل مجلس الوزراء غرفة عمليات لمتابعة التطورات الأمنية على مدار الساعة. وبث التلفزيون الرسمي المصري مؤتمرا صحافيا لرئيس الحكومة إبراهيم محلب داخل غرفة العمليات لطمأنة المواطنين.

قال محلب إن قوات الأمن لن تتدخل لمواجهة أي عناصر تتجمع، طالما أنهم لم يقطعوا الطريق، أو يعتدوا على المواطنين. وأضاف خلال متابعته سير أحداث أمس من داخل غرفة العمليات المركزية في مركز معلومات مجلس الوزراء (بوسط القاهرة): «لن نسمح بأي اعتداء على المواطنين، أو اعتداء على المنشآت والمباني الحيوية، وستتدخل قوات الأمن مباشرة، وتتعامل مع أي شخص يحاول تهديد الأمن العام». ووصف محلب تجمعات أنصار الإخوان بـ«الهشة»، قائلا إنها «لا تحدث أي تأثير»، مؤكدا أن الوضع في بلاد آمن وجيد.

وبدت شوارع مدن رئيسية في القاهرة أمس شبه خالية من المارة، وأغلقت محال أبوابها على خلفية ارتفاع درجة التوتر في الشارع المصري خشية أعمال عنف تشهدها البلاد في جمعة «رفع المصاحف»، كما أطلق عليها إعلاميا.

وقال اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إنها أوقفت 145 من مثيري الشغب بحوزتهم زجاجات حارقة وألعابا نارية، أهمهم شخص يدعى طاهر السيد سليمان بحوزته قنبلة في حي دار السلام (جنوب القاهرة).

ونفذت جماعات متطرفة في القاهرة خلال الشهور الماضية عمليات إرهابية ضد عناصر من الجيش والشرطة في القاهرة والأقاليم، سقط خلالها عشرات القتلى، في تمدد للعمليات الإرهابية التي تشهدها شبه جزيرة سيناء التي باتت ساحة للحرب على التنظيمات الإرهابية.

وعلى الحدود الغربية، أعلنت مديرية أمن محافظة مطروح، أمس، أنها تلقت إخطارا من الجانب الليبي بإغلاق ميناء السلوم البري أمام حركة الركاب والشاحنات على عمليتي السفر والوصول بين الجانبين، اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح أمس وحتى الساعة الثامنة من صباح اليوم (السبت).

وأشار اللواء العناني حمودة، مدير أمن مطروح، إلى أنه تم التنسيق مع الإدارة العامة للمرور ونقاط التفتيش الأمنية بدائرة المحافظة بالتنبيه على السائقين المتجهين إلى منفذ السلوم البري بالإجراءات الصادرة في هذا الشأن. وتوترت الأجواء في مصر خلال الأسبوع الماضي على خلفية دعوات أنصار الإخوان لمظاهرات ترفع خلالها المصاحف، وسط تهديدات بالرد على محاولات الشرطة تفريق المظاهرات بالقوة، لكن المصريين عبروا أمس وسط علامات الدهشة، بحثا عن أسباب رفع منسوب القلق في البلاد.