الرئيس الفرنسي يزور غينيا تضامنا معها ضد «إيبولا»

«الصحة العالمية» تنصح المتعافين من المرض بالامتناع عن العلاقة الحميمية لـ3 أشهر

هولاند يخضع لقياس درجة حرارته أثناء وصوله لمستشفى في كوناكري أمس في إطار زيارته التضامنية مع غينيا لمواجهة إيبولا (أ.ف.ب)
TT

قام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس بزيارة إلى غينيا تضامنا معها في مواجهة فيروس إيبولا الذي ينتشر فيها بشكل واسع وفي بلديها الجارين الآخرين سيراليون وليبيريا.

وقال هولاند، في حلقة نقاش بالعاصمة الغينية كوناكري: «إذا كانت الإجراءات المتخذة ضد (إيبولا) غير كافية، فسيواصل الفيروس الانتشار». وأضاف أن تحسين الجهود المبذولة في سبيل الحد من انتشار «إيبولا» في غينيا سيؤدي إلى «خطر أقل لباقي العالم». وزار هولاند مستشفى دونكا الذي يعد أكبر منشأة عامة للرعاية الصحية في البلاد، وكذلك زار معملا خاصا بـ«إيبولا» في معهد باستور. كما أجرى محادثات ثنائية مع الرئيس الغيني ألفا كوندي. وتعهدت فرنسا بتقديم مبلغ 100 مليون يورو (125 مليون دولار) لمساعدة غينيا في تمويل إنشاء مراكز صحية وتدريبية إضافية لمكافحة «إيبولا». ويعد هولاند أول زعيم غربي يزور المستعمرة الفرنسية السابقة منذ بدء تفشي فيروس إيبولا في غينيا أواخر العام الماضي.

واستغلت المعارضة السياسية في غينيا زيارة هولاند ووجهت له رسالة انتقدت فيها الديمقراطية الوهمية في البلاد والانحرافات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في غينيا خلال السنوات الماضية. وقالت المعارضة في رسالتها، إن «الأزمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعاني منها بلادنا قد تؤدي، بسبب رفض السلطات العامة الحوار ونزعتها إلى انتهاك الدستور وقوانين الجمهورية، إلى مواجهة لا تحمد عقباها». ومن المقرر تنظيم انتخابات رئاسية خلال 2015 بعد انتهاء ولاية الرئيس كوندي الذي يحكم البلاد منذ 2010.

وتسبب فيروس إيبولا في 1260 حالة وفاة على الأقل في غينيا. وتقول منظمة الصحة العالمية، إن سيراليون واحدة من الدول الأكثر تضررا بسبب تفشي «إيبولا» الذي أودى بحياة 5459 شخصا في 8 دول. وتشير إلى أنه بينما لم يعد «إيبولا» متفشية في مختلف أنحاء ليبيريا وغينيا، فإن انتقال الوباء مستمر في أجزاء واسعة من سيراليون.

وفي العاصمة السيراليونية، قال رئيس البلاد إرنست باي كوروما إنه ألغى قرارا بإغلاق جميع المحلات في فريتاون لمدة 3 أيام كان اتخذ بهدف خفض التأثير السلبي للوباء على الاقتصاد. وطبقا لتقديرات البنك الدولي، فإن تفشي «إيبولا» يمكن أن يكلف اقتصاد سيراليون أكثر من 32 مليار دولار بحلول نهاية عام 2015. وفي شأن ذي صلة، نصحت منظمة الصحة العالمية أمس الرجال المتعافين من مرض «إيبولا» بالامتناع عن العلاقة الحميمية لمدة 3 أشهر بهدف الحد من خطر انتقال الفيروس عبر السائل المنوي. وفي حال تعذر الامتناع التام نصحت المنظمة المتعافين باستخدام الواقي. ومعروف أن الفيروس ينتقل عادة عبر سوائل الجسم مثل الدم واللعاب.

ومن ناحية أخرى، قالت منظمة «ويلكم ترست الطبية الخيرية» أمس، إنه ستتم تجربة اختبار جديد للتشخيص السريع للعدوى بـ«إيبولا» في مركز علاجي في غينيا. ويقول باحثون يطورون الاختبار الذي يستغرق 15 دقيقة، إنه أسرع 6 مرات من الاختبارات المماثلة المستخدمة حاليا، وإذا ثبت نجاحه فإنه يمكن أن يساعد الطاقم الطبي في تحديد وعزل مرضى «إيبولا» الذين تتأكد إصابتهم بطريقة أسرع وبدء علاجهم في توقيت أسرع. ويستخدم الاختبار الذي يقوم بتجريبه باحثون في معهد باستور في داكار بالسنغال وتموله منظمة «ويلكم ترست» الطبية الخيرية والحكومة البريطانية «مختبرا متنقلا داخل حقيبة»، وهو مختبر محمول في حجم كومبيوتر محمول مزود بلوحة طاقة شمسية وأداة لقراءة النتائج مصممة للاستخدام في المناطق الريفية بالبلاد الفقيرة، حيث لا توجد في الغالب مصادر كهرباء.