64 قتيلا في تفجيرين استهدفا مسجدا بمنطقة تنشط فيها «بوكو حرام»

مسؤول أممي يروي تفاصيل هجوم للمتشددين دفع 3 آلاف للفرار من نيجيريا إلى النيجر

صورة وزعت أمس لمدنيين فارين من منازلهم إثر هجوم لمقاتلين يعتقد أنهم تابعون لبوكو حرام في منطقة يولا بنيجيريا (أ.ب)
TT

فجر انتحاريان نفسيهما أثناء صلاة الجمعة أمس في أحد أبرز المساجد في نيجيريا، بينما فتح مسلحون النار على المصلين لدلى محاولتهم الفرار، مما أدى إلى مقتل 64 شخصا وإصابة 126 آخرين على الأقل، وفق ما ذكرت مصادر متطابقة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إيمانويل اوجوكو المتحدث باسم الشرطة أنه بعد أن فجر الانتحاريان نفسيهما في المسجد الكبير في كانو بشمال البلاد «فتح مسلحون النار على المصلين الذين حاولوا الفرار». ولم يتمكن المتحدث من تحديد عدد المسلحين، إلا أن تقديرات أشارت إلى أنهم أقل من 15 مسلحا. وأوضح أن حشدا من الناس قتلوا 4 من المهاجمين بينما فر الباقون في الفوضى التي سادت المكان.

ووقع التفجيران في كانو، التي تعد أكبر مدينة في شمال البلاد حيث تقطن غالبية من المسلمين وتنشط فيها جماعة بوكو حرام المتشددة. ويقع المسجد بجوار قصر محمد السنوسي الثاني، ثاني أبرز رجل دين إسلامي في نيجيريا. وجاء هذان التفجيران عقب إحباط تفجيرات في مدينة ميدوغوري شمال شرقي البلاد صباح أمس بعد 5 أيام من تفجير نفذته انتحاريتان وقتل فيه أكثر من 45 شخصا في المدينة. وقال مسؤول من الحماية المدنية طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول للتحدث إلى الإعلام، إنه تم نقل 64 جثة إلى أحد مستشفيات منطقة كانو بعد الهجوم على المسجد الكبير في المدينة، بينما أحصيت أعداد الجرحى من 3 مستشفيات في المدينة، مرجحا ارتفاع هذه الأعداد.

وتتهم جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة بشن مثل هذه الهجمات في كانو. وجاء التفجيران في كانو أمس، بينما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن الهجوم الذي شنته جماعة بوكو حرام على مدينة داماساك شمال شرقي نيجيريا على الحدود مع النيجر الاثنين الماضي، أسفر عن سقوط 50 قتيلا وفرار 3 آلاف شخص إلى النيجر. وقال الناطق باسم المفوضية أدريان إدواردز للصحافيين في جنيف أمس إن «الهجوم أدى إلى مقتل نحو 50 شخصا وأجبر 3 آلاف آخرين على الأقل على الفرار إلى منطقة ديفا في النيجر المجاورة». وتقع داماساك في ولاية بورنو. وأضاف أن «فريقنا في ديفا في النيجر يقول إن الناس ما زالوا يصلون من نيجيريا»، موضحا أن «معظمهم ينتظرون مراكب ليعبروا نهر كامادوغو يوبي الذي يفصل بين البلدين لكن البعض يحاولون عبوره سباحة والسكان المحليون تحدثوا عن حوادث غرق». وكانت جماعة بوكو حرام استولت الاثنين الماضي على داماساك بعد أن تسلل المقاتلون الإسلاميون إلى المدينة، متنكرين كتجار ويخفون أسلحتهم في حزم البضائع. ولم تعرف حينذاك حصيلة الهجوم بدقة لكن مسؤولين بلديين قالوا إنه أوقع العديد من القتلى.

وقال إدواردز إن جماعة بوكو حرام طاردت السكان حتى ضفاف النهر وقتلتهم، حسب شهادات ناجين. وتابع أنهم قالوا إن «الكثير من المدنيين قتلوا في هجوم داماساك وخصوصا من الشبان لكنهم أطلقوا النار أيضا على النساء والأطفال».

وتفيد معلومات بأن الهجوم وقع ردا على انضمام شبان في البلدة إلى مجموعات الدفاع الذاتي لمحاربة المتمردين، كما قال إدواردز موضحا أن السكان فروا تاركين كل شيء وراءهم. وقالت المفوضية العليا للاجئين إن «عددا كبيرا من الأطفال فصلوا عن أهلهم خلال الهجوم والفرار إلى النيجر»، موضحة أن بعضهم يحاولون العثور على أقرباء لهم في بلدة شيتيماري القريبة من الحدود في النيجر. وقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ بدء تمرد «بوكو حرام» في 2009، كما نزح نحو 1.5 مليون شخص هربا من أعمال العنف.