1755 غارة جوية حكومية تودي بحياة 500 مدني خلال 40 يوما

النظام يعوض عن «العجز الميداني» بالقصف البعيد المدى

سوريون يحاولون إزالة الركام بعد 4 غارات للنظام على احدى مناطق الرقة أمس (رويترز)
TT

قال معارضون سوريون، إن تدني إمكانية القوات الحكومية السورية بالحضور العسكري في أكثر من نصف مساحة البلاد، دفعها للاعتماد على سلاح الجو في مناطق كثيرة، وتغطية النقص في الوجود الميداني عبر القصف المدفعي البعيد المدى الذي يصل إلى مسافة 40 كيلومترا، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 500 مدني سوري في 1755 غارة نفذتها طائرات النظام السوري خلال 40 يوما.

وقال المرصد في بريد إلكتروني: «ارتفع إلى 1755 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية (..) منذ فجر 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، مؤكدا توثيق مقتل 527 مواطنا مدنيا، هم 120 طفلا دون سن الـ18، و93 مواطنة فوق سن الـ18، و314 رجلا، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة نحو ألفين آخرين من المدنيين» بجروح. وإذ طالب المرصد «الدول التي لها تأثير كبير في المجتمع الدولي (..) بالعمل الجاد من أجل وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بشكل يومي، بحق أبناء الشعب السوري ولإحالة ملف هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، أو إنشاء محاكم خاصة بسوريا»، دعا إلى «إدخال النظام السوري الحاكم في دمشق إلى موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية، بتنفيذه خلال 40 يوما نحو ألفي غارة جوية بحق أبناء شعبه، وقتله وجرحه نحو 2500 منهم».

وقالت مصادر معارضة سورية، إن القوات النظامية تكثف من وتيرة القصف الجوي، «نتيجة عجزها عن الوصول إلى مواقع سيطرة المعارضة»، مشيرة إلى أن طائراته «تنفذ أكثر من 100 طلعة جوية يوميا، انطلاقا من مطار الضمير في ريف دمشق، ومطار المزة في دمشق، ومطار T4 في ريف حمص الشرقي، ومطار حماه العسكري، إضافة إلى مطار حلب المدني». وقالت المصادر، إن الطائرات تنفذ خلال تلك الطلعات ما يزيد على 60 غارة يومية، تتنوع بين البراميل المتفجرة وصواريخ «جو – جو»، تتركز في محافظات درعا (جنوب) والقلمون (شمال دمشق) والرقة وحلب (شمال البلاد).

وأوضحت المصادر أن هذا القصف «يأتي تعويضا عن الحضور الميداني، في ظل عجز النظام عن الوجود في الميدان»، مشيرة إلى أنه «لا يمتلك قوات تغطي المساحات الشاسعة التي تندلع فيها المواجهات». وقالت إن الدعم الجوي «يواكب القصف المدفعي البعيد المدى في محافظات الشمال، وتحديدا في حلب وريفها وفي دير الزور»، موضحة أن النظام «يستخدم المدفعية البعيدة المدى التي يصل مداها إلى 40 كيلومترا، لاستهداف مواقع المعارضة، انطلاقا من مقرات يسيطر عليها، مثل بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، وجمعية الزهراء شكال مدينة حلب، ومطار دير الزور العسكري وغيرها».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات النظام الحربية «نفذت ما لا يقل عن 952 غارة، استهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور، حمص، دمشق، ريف دمشق، اللاذقية، القنيطرة، حماه، حلب، إدلب، درعا، الحسكة والرقة»، بينما قصفت طائرات النظام المروحية بـ803 براميل متفجرة، عدة مناطق في محافظات حمص، حماه، إدلب، درعا، حلب، اللاذقية، ريف دمشق، القنيطرة والحسكة.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الرقة «مرده إلى تغلغل المقاتلين المتشددين بين السكان المدنيين، مما يجعل تحييد المدنيين صعبا»، مشيرا إلى أن طائرات النظام «لا تسعى لتحييده، وهو ما أدى إلى وقوع 63 مدنيا من أصل نحو مائة قتيل في القصف الأخير على الرقة» الذي سقط فيه أيضا عشرات الجرحى المدنيين الأربعاء الماضي. وأضاف: «(داعش) يوجد في المقرات التي يوجد فيها المدنيون، لكن النظام يقصف رغم علمه بوجود المدنيين»، مشيرا إلى أن النظام «لا يزال يخترق (داعش) بعدد من المخبرين يطلعونه على الأهداف».

وتضاف مجزرة الرقة إلى مجازر أخرى وقعت في مدينة الباب مثلا، حيث قتل 4 مقاتلين من تنظيم «داعش»، مقابل 12 مدنيا، كما قال عبد الرحمن، مشيرا إلى «المقاتلين المتشددين باتوا يتخذون المدنيين دروعا بشرية، وهو ما أدى إلى سقوط مدنيين في القصف الذي نفذته قوات التحالف الدولي ضد معاقل جبهة النصرة في حارم مثلا».