حفتر يتوقع تحرير العاصمة الليبية في غضون 3 أشهر.. والإخوان يعلنون دعمهم للبرلمان السابق

حكومة الثني تقلل من تحذيرات الحاسي بشأن الصراع على النفط

TT

توقع اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة العسكرية التي تشنها قوات الجيش الليبي على الجماعات المتطرفة، أن تستغرق عملية تحرير العاصمة الليبية طرابلس نحو 3 شهور، مشيرا إلى أن قوات الجيش تسيطر حاليا على نحو 80 في المائة من مدينة بنغازي بشرق البلاد.

واعتبر حفتر في تصريحات له أمس أن المعركة في طرابلس لا تزال في مرحلة البداية، موضحا أنه لا زالت هناك حاجة لمزيد من القوات والإمدادات. ورأى أن مواجهة ما يسمى بقوات عملية فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس ليست صعبة وكذلك عناصر تنظيم الدولة في درنة، لكنه شدد في المقابل على أن الأولوية هي لمواجهة ميليشيات تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي، الذين لفت إلى أنهم مدربون جيدا على الرغم من أنهم يفتقرون إلى الاستراتيجيين العسكريين.

وتوقع حفتر انتقال مجلس النواب من مقره المؤقت بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي إلى مدينة بنغازي بعد اكتمال تحريرها بحلول منتصف الشهر المقبل.

في المقابل أعلن حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، للمرة الأولى بشكل رسمي وصريح دعمه الكامل للجهات الرسمية التي قال إنها ممثلة في المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق المنتهية ولايته) وما يسمى بحكومة الإنقاذ المنبثقة عنه، ورئاسة أركان الجيش الليبي الموالي لها.

وقال الحزب في بيان له: «إنه في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع لإيجاد حلول ومخارج من الأزمة التي تمر بها ليبيا، تستمر قوات حفتر باستهداف مواقع مدنية وحيوية في شرق البلاد وغربها، وكان آخرها استهداف مطار معيتيقة المدني، والذي يعتبر منفذا حيويا لسكان طرابلس وما حولها».

وطالب الحزب المجتمع الدولي بموقفٍ واضح يدين فيه هذه التصرفات الخارجة عن شرعية الدولة، مجددا أيضا دعوته للأطراف الإقليمية الداعمة لهذه الأعمال الإرهابية بالكف عن التدخل السلبي في الشأن الليبي.

وحث حزب الإخوان في بيانه كافة القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى الوقوف صفا واحدا لدعم مؤسسات الدولة وتمكينها من أداء دورها في حماية سيادة الدولة وسلامة المدنيين والمحافظة على أهداف ومكتسبات ثورة 17 فبراير.

لكن قناة «ليبيا أولا» المحلية التي تبث من القاهرة، اتهمت الإخوان ومن وصفتهم بتنظيماتهم الإرهابية المتحالفة معهم بالتشويش على بثها التلفزيوني.

وقالت القناة في تنويه مقتضب لـ«الشرق الأوسط» ردا على نجاح هاكرز تابعين للإخوان في اختراقها وبث برنامج إباحي مساء أول من أمس على شاشتها، إنهم يمارسون أسلوبا قذرا في التشويش مما يدل على أنهم لا يملكون دليلا أو حجة يدافعون بها عن أنفسهم.

إلى ذلك، قللت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني من تحذيرات رئيس الحكومة الموازية عمر الحاسي المدعوم من البرلمان السابق وجماعة الإخوان، من أن محاولات حكومة الثني لإحكام السيطرة على صناعة النفط من شأنها تصعيد الصراع السياسي وتقسيم الدولة. وقال الحاسي لوكالة «رويترز» أمس إن الدولة قد تتفكك إذا شكلت حكومة الثني شركة نفط تابعة لها.

لكن مسؤولا في الحكومة الليبية المعترف بها دوليا قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات الحاسي مجرد ردة فعل على رفض الأوبك استقبال مبعوث الحاسي واستقبالهم لمبعوث الحكومة الشرعية التي يعترف بها العالم.

وأضاف المسؤول الحكومي الذي طلب عدم تعريفه: «هذه التهديدات بالتقسيم والتهديدات السابقة التي صدرت منه بالحرب تؤكد للعالم أنهم عصابة يسعون للحرب وتقسيم البلاد، الأمر الذي لا يقبله الجانب الشرعي الذي يعترف به العالم ولا يقبله الشعب الليبي الذي يتطلع إلى الأمن والاستقرار والرفاهية ووحدة البلاد».

وفي ليبيا تتنافس حكومتان على السلطة منذ شهر أغسطس (آب) الماضي عندما استولت مجموعة تسمى عملية فجر ليبيا - يقول معارضون إنها مدعومة من قبل الإسلاميين - على طرابلس واضطر رئيس الوزراء المنتخب عبد الله الثني إلى الانتقال لمدينة صغيرة بالقرب من الحدود مع مصر.

إلى ذلك، قالت حكومة الثني إنها هي التي مثلت ليبيا في مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالعاصمة النمساوية فيينا، مشيرة إلى أن عبد الرحمن الطاهر نائب الثني لشؤون الهيئات افتتح الدورة باعتبار ليبيا الرئيس الدوري للمجلس الوزاري للمنظمة.

وكان لافتا أن ما شاء الله الزوي وزير النفط في حكومة الحاسي ظهر أمس برفقة زميله وزير الاقتصاد سليمان العجيلي. في معرض بمدينة إسطنبول التركية، عوضا عن مشاركته في اجتماعات أوبك.

ونشرت صفحة وزارة النفط الليبية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورا للوزيرين في تركيا، لكن الزوي تجاهل الحديث عن مبررات عدم ذهابه إلى فيينا على الرغم من أنه أعلن اعتزامه ذلك.

من جهتها، أعلنت غرفة عمليات تحرير الوطية التابعة لقوات فجر ليبيا أن المناطق المحيطة بقاعدة الوطية على مسافة 35 كيلومترا مربعا وحتى الحدود الليبية التونسية تعتبر منطقة عمليات عسكرية.

وقالت في بيان لها إنها بهذا الإعلان تبرئ ذمتها من أي أضرار تلحق بأي مواطن يستعمل الطرق الرئيسية أو الفرعية في المنطقة المذكورة.

وكانت رئاسة أركان الدفاع الجوي قد أعلنت عن تعرض معسكر الدفاع الجوي في منطقة بوغيلان بالقرب من مدينة غريان لقصف من قبل طيران حربي تابع لعملية الكرامة، مشيرة إلى أن المعسكر الذي تم قصفه يحتوي على مخزون من مواد مؤكسدة ووقود للصواريخ تم تخزينه بإشراف الأمم المتحدة، ومن المفترض أن يكون تحت مراقبتها.

واعتبر البيان الذي بثته وكالة الأنباء الموالية لحكومة طرابلس أن «استهداف المعسكر يعني رغبة مستهدفيه في إحداث كارثة بيئية وإنسانية بالمنطقة»، محذّرا من تكرار القصف على هذا الموقع والمخاطر التي قد تنجم عن ذلك.

كما حملت رئاسة الأركان الجهات والأشخاص التي تبنت عمليات القصف الجوي على المدن الليبية في غرب البلاد وشرقها، مسؤولية قصف المعسكر والأضرار البيئية التي قد تحدث بسببه.