عزل الموصل

TT

* فيما يتعلق بخبر «(داعش) يعزل الموصل عن العالم بحرمانها من خدمات الاتصالات»، المنشور بتاريخ 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أتساءل ما الغريب في قطع الاتصالات في الموصل بالمدينة نفسها التي تم اقتطاعها من قبل الميليشيات المسلحة الوافدة إلى العراق، في غفوة حكومة المالكي، الذي كان وقتها داخل المنطقة الخضراء، هذا الإجراء طبيعي جدا من قبل «داعش» لأنه يسهم بشكل جذري في الإمعان بإذلال سكان المدينة، وقطع أي اتصالات بينهم وبين الخارج، وما كان للميليشيات أن تتخذ هذا الإجراء أو غيره مستقبلا لولا علمها وتأكيدها على أن الحكومة لا تزال في مرحلة التصريحات المعلنة في وسائل الإعلام، وليس هناك على أرض الواقع أي إجراء ملموس باتجاه تحرير المدينة، سكان الموصل إذا كانوا على قناعة بأن من يغزونهم هم خارجون على القانون عليهم أن يخلقوا لأنفسهم أدوات اتصال بديلة، حتى لو كانت بدائية في سبيل نقل ما يستجد على أرض الواقع، والآن السؤال المهم إذا كانت هذه الميليشيات قد تمكنت من فصل المدينة عن الخارج، فكيف بجيش الحكومة الذي يقال إنه يستعد لاقتحام الموصل وتحريرها من «داعش»، فالجيش يعتمد على ما يصله من أتباعه داخل المدينة من معلومات إذا كان ينوي تحريرها فعلا.

د. نمير نجيب - أميركا [email protected]