النيوزيلندية أدامس تكسر تقاليد «أم الألعاب» بأرقام غير مسبوقة

وصفها عشاق اللعبة بجبل الذهب الخالص لعزمها وثبات أدائها

النيوزيلنديةفاليري أدامس
TT

كسرت النيوزيلندية فاليري أدامس «تقاليد» كثيرة من خلال تتويجها أفضل رياضية في موسم ألعاب القوى 2014. فقد تفوقت على نجمات المضمار بفضل عزيمتها وثبات مستواها اللذين أهلاها لحصد 56 فوزا متتاليا في دفع الجلة (رمي الكرة الحديد) منذ عام 2010.

وكانت أدامس (30 سنة) سجلت 14 انتصارا هذا العام، وهي الوحيدة التي لم تخسر في أي من لقاءات الدوري الماسي السبعة على مستويي السيدات والرجال.

أدامس ابنة بلد عدد سكانه 4 ملايين نسمة و60 مليون رأس من الماشية، تحملت الكثير في اختصاص مضن تدريبا ولا يستأثر عموما باهتمام تخطفه منه سباقات المضمار، خصوصا المسافات القصيرة منها. والتفوق من خلال هذا الشغف اللامتناهي هو «سر مهنة» بحد ذاته، «لا سيما أنه نابع من محبتي لهذه الرياضة. وعندما تحب شيئا ما يسهل عليك عمله وإتقانه».

خلال الاحتفال الذي أقامه الاتحاد الدولي لألعاب القوى في موناكو، أكدت أدامس بعد تسلمها الجائزة أن هدفها البقاء في الصدارة أطول فترة ممكنة، وكشفت عن حماستها واستعدادها لبطولة العالم العام المقبل في بكين، حيث توجت بالذهب الأولمبي للمرة الأولى في استاد «عش الطائر» عام 2008، وتأمل في فوز عالمي خامس تواليا في أغسطس (آب) المقبل، ليكون إنجازا لم يسبق أن حققته أي رياضية. وهي تدرك جيدا أن ذلك مؤشر لاستعدادها لدورة ريو دي جانيرو الأولمبية عام 2016.

في موسم 2014، حصدت أدامس لقبها الكبير العاشر بعدما احتفظت ببطولة العالم ضمن القاعات في مدينة سوبوت البولندية، ما بلسم «جراحها» بعد إصابتها العام الماضي. وبالتالي كان موسم 2014 «موسم التحدي الذهني والبدني بعد خضوعي لجراحة في الركبة والكاحل» على حد تعبيرها.

حصيلة غنية تحملها أدامس، ففي جعبتها لقبان أولمبيان و4 ألقاب عالمية ولقبان آخران ضمن القاعات و3 ألقاب أولمبية، وبعد؟

تستعد «نجمة كيوي» من دون ملل، فـ«البقاء 4 مواسم في الصدارة يعني الكثير من الضغط والمشقات، ويتطلب تركيزا استثنائيا»، خصوصا أن بعضهن بتن يشكلن خطرا عليها، وفي مقدمهن بطلة أوروبا كريستينا شوانيتز والأميركية ميشيل كارتر. وتعترف أنها تتحضر نفسيا لذلك «اليوم الذي سأهزم فيه. ساعتئذ سيفرض الواقع نفسه، وسأكون مقتنعة بأنني بذلت قصارى جهدي». وتلخص هذا الواقع مضيفة: «أنا الآن صيد أو هدف للأخريات. وفي الوقت ذاته الصياد والطريدة في آن، فالإنجازات هي الطريدة المباشرة».

تقارن أدامس بالأميركي ادوين موزس، الذي حقق 122 فوزا متتاليا في سباقات الـ400م حواجز، وبطلة الوثب العالي الرومانية يولاندا بالاش صاحبة 151 فوزا (1957 - 1966). فهذا «الجبل الذهبي» (93.‏1م، 120 كلغ) تثير الخوف في منافساتها، إذ نادرا ما تدفع الجلة أقل من 20 مترا (رقمها الشخصي 24.‏21م)، وتتجاوزهن بـ«رمية قاضية». وهن يدركن أن عامل التفوق المباشر عليهن يكمن في هذه القامة الفارعة التي تمكنها من جعل ارتفاع مسار دفع الثقل (4 كلغ) في مداره يبلغ 3 أمتار، ما يمنح أدامس أفضلية مباشرة في كل محاولة.

وهذه التقنية اكتسبتها أدامس من مدربها السويسري جان بيار ايغر (مدرب فرنر غونتور بطل العالم السابق 3 مرات، والذي كان مدار رمياته يبلغ مترين)، فقد انضمت إليه في ماكولين عام 2010 بعد طلاقها من رامي القرص برتران فيلي وانفصالها عن مدربتها كريستين هيلييه، التي كانت بمثابة أمها، «وكان ذلك صعبا جدا».

تنتمي أدامس إلى جذور عائلية متشعبة، فهي كما تقول لم تعرف يوما والدها. كان عسكريا بريطانيا يفوق طوله المترين. تزوج مرات وأنجب أولادا كثرا، لذا يتعدى عدد إخوتها وأخواتها الـ20 شخصا، منهم ستيفن لاعب فريق أوكلاهوما لكرة السلة.

وعانت أدامس باكرا، فعام 2000 ماتت والدتها (ليليكا نغاوامو من تونغا) بين يديها في المستشفى، حيث كانت تعالج من السرطان. كانت تلازمها وتتابع دورة الألعاب الأولمبية في سيدني عبر الشاشة الصغيرة.

كانت أدامس تسكن في إحدى ضواحي أوكلاند الفقيرة، وانتشلتها هيلييه من كآبة وضياع وهي في الخامسة عشرة من عمرها، لتصبح أفضل بطلات الرمي في جيلها.

حلت أدامس ثانية (70.‏20م) في دورة لندن الأولمبية عام 2012 خلف البيلاروسية ناديزيا أوستابشوك التي أظهرت الفحوصات المخبرية تنشطها، فعادت الذهبية إلى النيوزيلندية. وهي ترفض أن تقارن بالروسية ناتاليا ليسوفسكايا التي سجلت 63.‏22م عام 1987، أو القول إنه يستحيل الاقتراب من رقمها. وتلفت إلى أن أحدا لم يدن من حاجز الـ22م منذ أكثر من 20 عاما، مصرّة على أنها نسيج خاص، وبالتالي «لا أستطيع أن أقارن إلا مع نفسي، وهذا بحد ذاته كثير».