اليسار المتحد الإسباني يطالب بجعل مسجد قرطبة من تراث الدولة

جدل حول تبعيته يتحول إلى مواجهة مع حرسه

جانب من مسجد قرطبة جنوب إسبانيا
TT

يثير مسجد قرطبة، في مدينة قرطبة، جنوب إسبانيا، بين آونة وأخرى، مناقشات بين الإسبان حول تبعيته، فمنهم من يؤيد إدارته من قبل الكنيسة، وآخرون يذهبون إلى ضرورة تبعيته للدولة، وكان آخر مشادة حول هذا الموضوع قد وقعت يوم الجمعة، عندما عقد كبار مسؤولي تيار اليسار المتحد في إسبانيا اجتماعا، في مسجد قرطبة، للمطالبة بإنهاء تبعيته للكنيسة وجعله من التراث التابع للدولة.

وصرح مسؤول اليسار المتحد غايو لارا، في اجتماع ساحة البرتقال في مسجد قرطبة «نطالب بأن يعود ما للشعب إلى الشعب، ومن ضمنها مسجد قرطبة».

وكان ممثلو اليسار المتحد قد دخلوا إلى ساحة البرتقال في مسجد قرطبة متجاهلين دعوات رجال أمن المسجد بعدم عقد اجتماعهم فيها، وعندها تدخل رجال الأمن لمنعهم، أمام أنظار الصحافيين الذين تابعوا نشاطات الاجتماع، فقال أحد رجال الأمن لمسؤول اليسار المتحد «هل لديك تصريح من الكنيسة؟»، فأجاب غايو أن «التجار هم الذين طردوا السيد المسيح من المعبد وليس الناس».

ولم يستطع مسؤولو اليسار المتحد مواصلة اجتماعهم أمام إلحاح رجال أمن المسجد بإنهاء اجتماعهم، فلم يدم غير 12 دقيقة، لكن الاجتماع أثار الكنيسة الإسبانية التي قامت بتوزيع بيان إلى وسائل الإعلام احتجاجا على اجتماع اليسار المتحد في ساحة البرتقال في المسجد، قالت فيه إن (تيار اليسار المتحد لم يطلب إذنا لعقد الاجتماع، معتبرا عقد الاجتماع في هذا المكان من قلة الاحترام للكاتدرائية، وبالذات لأهالي قرطبة، فهدف الاجتماع الاستفزازي هو زرع الفرقة في المجتمع القرطبي من خلال استعمال مكان للتعايش من أجل اجتماع سياسي».

من جهته ناشد مسؤول اليسار المتحد، غايو لارا، الحزب الاشتراكي بأن يحذو حذو اليسار المتحد ويطالب المحكمة الدستورية بأن ينقل ملكية المسجد إلى الدولة.

معلوم أن الأمير عبد الرحمن الداخل ابتدأ ببنائه عام 170هـ / 786م، وتم توسيعه وتوسيع ساحته المعروفة بساحة البرتقال، عدة مرات، حتى غدا من أبرز التحف الفنية في أوروبا، وبدا وكانه غابة من الأعمدة، مصطفة بتنسيق ورشاقة مدهشة، واستمر المكان مسجدا حتى سقطت المدينة بيد الإسبان عام 633هـ / 1236 ميلاديا، فأزليت الكثير من معالمه، وأضيف إليه رموز دينية مسيحية. وفي عام 2006 قرر رئيس الوزراء الإسباني آنذاك خوسيه ماريا أثنار منح المسجد للكنسية الإسبانية، وسيصبح رسميا من ممتلكاتها بحلول عالم 2016.