بريطانيا: عقارات كيمبريدج «الأسخن» بعد لندن

أسعارها زادت بنسبة 12.2 % خلال العام الماضي

TT

مع احتمال استثناء منطقة وسط لندن، كانت كيمبريدج تتمتع بأسخن أسواق المساكن في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، على حد وصف الوكلاء، وسواء كان القياس وفقا للأسعار أو لتوقيت العقارات المعروضة للبيع. وقد أجرى استبيان من جانب شركة هومتراك في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وخلص إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 12.2 في المائة خلال العام الماضي، وبنسبة 52.3 في المائة منذ أدنى مستوى لها في الركود الذي شهده عام 2008. وبنسبة 25.6 في المائة عبر الارتفاع التي أعقبت مرحلة الركود. ويجري اقتناص أفضل العقارات على الفور، كما يقول الوكلاء، حيث صدر تقرير إخباري مؤخرا يشير إلى فترة 27 يوما لبيع أحد المنازل.

يقول جيمس ميلنر، وهو كبير الخبراء لدى شركة تاكر غاردنر العقارية «نعتقد أننا شهدنا خلال العامين الماضيين ارتفاعا بنسبة 30 إلى 40 في المائة. حيث يخضع كل شيء للعرض والطلب، وليس لدينا ما نعرضه».

كانت حروب العطاءات هي قاعدة، حيث يقول ميلنر «ولقد كانت عدوانية للغاية». ويقول الوكلاء إن السوق يستند على أسس سليمة، بدلا من التوقعات، حيث تسيطر جامعة كيمبريدج ذاتها على مستوى العرض، وصناعات التقنيات الحيوية والتقنيات الفائقة النابضة بالحياة، ثم تطورت على يد الجامعة وكلياتها، وقربها من مدينة لندن. وتتخذ عشرات الشركات من كيمبريدج ساينس بارك على الطرف الشمالي الشرقي من المدينة موطنا لها وقد شهدت المنطقة أول تطوير في فترة السبعينات بالتعاون مع كلية ترينيتي، والتي كانت تمتلك الأرض منذ القرن السادس عشر. ويأتي الحرم الجامعي للطب الحيوي كمحور جديد حول مستشفى أدينبروك إلى الجنوب من المدينة، حيث تخطط شركة استرازينيكا لبناء مركز جديد للبحث العلمي والتطوير، ويتوقع أن يضم آلاف الموظفين.

وبعيدا عن مجال التوظيف والعمالة، تعتبر جودة الحياة في كيمبريدج من مواطن الجذب الرئيسية. يقول السيد كاري «من الواضح، أن كيمبريدج معروفة بجامعتها وكلياتها. ولا يزال قلب المدينة كما هو لم يُمس - من حيث المباني التاريخية، وكنيسة كلية الملك، ونهر رام المتعرج من خلالها».

وتعتبر المدارس التي تديرها الدولة من أفضل مدارس البلاد، كما يقول الوكلاء. يقول السيد إد ماير، مدير العقارات السكنية لدى شركة سافيلس في كيمبريدج «إن المدارس هنا رائعة. فإذا ما أردت لأطفالك الذهاب إلى أوكسبريدج، فإن الفرص المتاحة لهم جيدة للغاية».

يتوقع المشترون أن يسددوا مبلغا لا يقل عن 600.000 دولار لقاء شقة من غرفتي نوم وحمام جديدة البناء في المدينة، كما يقول الوكلاء. تعتبر المنازل الفيكتورية ذات الشرفات هي «قلب المدينة النابض» على حد وصف السيد كاميرون أيور - مدير الوكالة السكنية لدى شركة ستروت وباركر العقارية في كيمبريدج – وتضم المنازل 3 غرف للنوم ويبدأ سعرها عند 950.000 دولار. أما المنازل التاريخية القائمة بذاتها، فهي من النوادر ولكن لا يزال الناس يرغبون فيها، ويبدأ سعرها عند 2 مليون دولار.

ومع ذلك، كما يقول أيور «بمجرد انتقالك خارج المدينة، فإن الأسعار تنخفض قليلا. حيث يمكنك شراء منزل من 4 غرف نوم لقاء 600.000 إلى مليون جنيه إسترليني»، أو ما يساوي نحو 940.000 إلى 1.6 مليون دولار أميركي.

وفي حين أن غالبية دول العالم تناضل للتعافي من آثار الركود الاقتصادي لعام 2008، لم يكن ذلك بالنسبة إلى كيمبريدج إلا ومضة ضياء، كما يقول الوكلاء. عقب الازدهار بين عامي 1999 إلى 2008، يقول السيد ميلنر «خسرنا نحو 20 في المائة في الأسعار خلال عام واحد. فلقد اهتزت ثقتنا كثيرا بالسوق. ولكن خلال 18 شهرا تمكنت السوق من التعافي مجددا وبصورة جيدة».

وبالنسبة لتوقع حالة السوق لقاء العام القادم، كما يضيف «نعتقد أن السوق سوف تشهد ارتفاعا. ولن نرى أسعارا منخفضة، فلا أعتقد أن السوق قد حرقت نفسها بعد».

من يقوم بالشراء الآن في كيمبريدج؟

نسبة كبيرة من المشترين (75 في المائة) هم من الإنجليز، كما يقول الوكلاء. وجانب كبير من أولئك القوم هم أناس على اتصال بالجامعة هنا، سواء كانوا موظفين، أو أولياء أمور الطلاب الدارسين، أو الطلاب الخريجين. يقول السيد ماير من شركة سافيلس «هناك نوع من الروابط الوثيقة التي تجعل الناس يعودون إلى هنا مجددا».

خلال السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع الأسعار في مدينة لندن، اتخذ عدد متزايد من المشترين هناك قرارا بالعيش في منطقة كيمبريدج ومن ثم الانتقال منها إلى لندن يوميا، حسبما أفاد الوكلاء. وللوصول إلى وسط لندن، كما يقول السيد كريس كاري من شركة بيدويلز، وهي من الشركات العقارية في غرانتشيستر: «إن الانتقال من كيمبريدج إلى وسط لندن هو من السهولة كما هو الأمر من مناطق أخرى في لندن ذاتها».

أما المشترون الأجانب الذين يمثلون نسبة (25 في المائة) الباقية، فإنهم يميلون إلى العمل في الجامعة أو في صناعة التقنيات الفائقة سريعة النمو في المنطقة. ويأتي الكثير منهم من آسيا، وعلى الأخص من الصين، ومن تايوان، ومن شبه القارة الهندية، كما يقول الوكلاء، مع نسبة قليلة تأتي من أوروبا أو أميركا الشمالية.

وفي الوقت الذي يرى فيه المشترون الأجانب مدينة لندن من زاوية الاستثمار العقاري الحقيقي، كما يقول السيد كاري «فإنهم يرون كيمبريدج كمكان للعمل أكثر من كونها محلا لاستثمار الأموال».

أساسيات الشراء ليست هناك من قيود على شراء الأجانب للعقارات. هناك ضريبة دمغة متدرجة تبدأ عند 1 في المائة بالنسبة للعقارات المبيعة لقاء 125.001 جنيه إسترليني ثم تتزايد لتبلغ ذروتها عند 7 في المائة للعقارات المبيعة أعلى من 2 مليون جنيه إسترليني.

يقول أيور، من شركة ستروت وباركر: «من الضرورة بمكان» أن يتعاقد المشترون مع أحد المحامين لأجل المعاملات في منطقة كيمبريدج، نظرا لأن الكثير من العقارات تُباع من خلال تعهدات ترتبط بالجامعة هناك. وتتراوح رسوم المعاملات بين 500 إلى 2500 جنيه إسترليني، على حد قوله.

الضرائب والرسوم تُقدر الضرائب العقارية بنحو 4120 دولارا (2625 جنيها إسترلينيا) في العام.