النظام السوري يبلغ موسكو رفضه تشكيل هيئة حكم انتقالية

رمضان لـ(«الشرق الأوسط») : الروس لم يطرحوا أي خطة للحل

TT

قال عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري أحمد رمضان إن وزير خارجية سوريا وليد المعلم أبلغ المسؤولين الروس الذين التقاهم قبل أيام رفض النظام الخوض في أي مفاوضات حول تشكيل هيئة حكم انتقالية، وهو ما قام عليه مؤتمر «جنيف 1»، بجانب رفضه الجلوس مع معارضة الخارج، وحصره أي حوار بالمعارضين الذين يعيشون في دمشق.

وكانت مصادر روسية مطلعة كشفت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن أن موسكو طرحت على المعلم، خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا، العودة إلى مفاوضات جنيف للسلام، وتشكيل حكومة ائتلافية تضم المعارضة، والتفكير في عقد «جنيف 3». وأكد المعلم، في حديث لتلفزيون «المنار» التابع لـ«حزب الله»، استعداد بلاده لحوار مع «المعارضة غير المرتهنة للخارج»، واصفا لقاءه مع الرئيس الروسي بـ«الممتاز». واعتبر المعلم أن إطلاق حوار مع المعارضة لا يزال يحتاج إلى وقت، وقال «خضنا بحثا معمّقا وطويلا مع وزير الخارجية الروسي حول الأفكار الروسية بشأن حوار سوري – سوري، وقد خرجنا بنتائج مرضية للطرفين أبرزها إيجاد آلية للتشاور لوضع أسس الحوار وأهدافه والمضي قدما فيه».

وأوضح أنه لا مشكلة لدى النظام في اجتماع حوار تمهيدي بين السوريين يقود لحوار آخر في دمشق. وأضاف «الجانب الروسي يريد الحوار مع المعارضة الوطنية، بمعنى حوار سوري سوري بعيدا عن أي تدخل خارجي، وهو ما نصبو إليه، لكن العملية قد تحتاج إلى مزيد من الوقت، وإلى إعادة نظر من قبل مجموعات المعارضة بمواقفها الجامدة السابقة إذا كانت جادة في توصيل الحوار إلى نتائجه المرجوة».

وأعلن تلفزيون «المنار» أن المعلم توقف في بيروت فجر يوم أمس السبت مع وفد في طريق عودته من موسكو، وتابع سفره إلى دمشق.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، التقى أخيرا مع ممثلي المعارضة السورية في إسطنبول ومنهم بدر جاموس، فيما استقبلت الخارجية الروسية المعارضين السوريين معاذ الخطيب وقدري جميل وغيرهما في موسكو.

وشدّد رمضان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «روسيا ليست بموقع يخولها لعب دور سياسي بناء على ما يتعلق بتسوية الوضع السوري، أو أن تكون وسيطا، كونها تتموضع إلى جانب النظام وتمده بالسلاح بالتعاون مع إيران»، مؤكدا استمرار اللقاءات بين أفرقاء المعارضة السورية ومسؤولين روس «لكن من دون أن يعني ذلك أن هناك اتفاقا حول آلية معينة، علما بأنهم لم يطرحوا أي خطة أو رؤية لحل الأزمة السورية».

وذكّر رمضان بأن روسيا ساعدت في إفشال مفاوضات جنيف كونها لم تمارس أي ضغوط على النظام للإيفاء بالتزاماته، وقال «كما أنها تتخبط في أزمة إقليمية ودولية وتسعى لاستخدام الورقة السورية في هذه الأزمات، وهو ما لن نسمح به».

وفي مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية، قال المعلن إن «روسيا وجدت أن صيغة الحوار بين السوريين أنفسهم قد تكون أكثر جدوى مما جرى في جنيف، ومن هنا بدأت تظهر أفكار بعد حوارات تمت مع فصائل من المعارضة لتنطلق من ذلك فكرة عقد اجتماع حواري سوري سوري في موسكو». وأكد أن سوريا «مؤمنة ومتمسكة بالحل السياسي بين السوريين أنفسهم بعيدا عن أي تدخل خارجي وتعتقد أنه المخرج من الأزمة، إلا أن المشكلة هي في التآمر الذي يقوم به جيران سوريا ودول أخرى من خارج المنطقة».