المغرب يعلن إقليم كلميم منطقة منكوبة بسبب الفيضانات

أودت بحياة 36 شخصا وألحقت أضرارا بمعظم البنيات التحتية الأساسية

TT

أعلنت السلطات المغربية، أمس، أن إقليم كلميم بالجنوب منطقة منكوبة، نظرا للعزلة التي أصبح يعيشها جراء فيضان جميع الأودية الموجودة بداخله والمحيطة به، في حين لم يُعلن عن سقوط ضحايا.

وكانت الفيضانات، التي ضربت مناطق في الجنوب، قد أودت بحياة 36 شخصا، نهاية الأسبوع الماضي. وأفاد بيان لمحافظة منطقة كلميم السمارة بأنه «إثر الأمطار الاستثنائية التي عرفها إقليم كلميم، ونظرا للعزلة التي أصبح يعيشها جراء فيضان كل الأودية الموجودة والمحيطة به، وتضرر معظم البنيات التحتية الأساسية، فإن السلطات الإقليمية تعد هذا الإقليم منطقة منكوبة».

وتسببت الأمطار التي هطلت على الإقليم، الليلة قبل الماضية، في أضرار مادية كبيرة، خاصة بعد أن تسببت سيول جارفة في فيضان جميع أودية الإقليم، وغمرت عددا من الأحياء السكنية بمدينة بويزكارن. كما غمرت السيول أيضا أحياء سكنية بمدينة كلميم بسبب انهيار الحاجز الوقائي للمدينة، إثر فيضانات وادي «أم العشار»، مما أدى إلى تضرر الأحياء الجنوبية للمدينة بشكل أكبر.

وحسب السلطات المحلية فإن ارتفاع منسوب مياه وادي «أم العشار» أدى إلى عزل أحياء الرحمة، ومولاي يوسف، والكرامز، وامحيريش والحي الصناعي عن وسط المدينة، وقطع الطريق الوطنية رقم 12 المؤدية إلى سيدي إفني، وكذا الطريق الوطنية رقم 1 في اتجاه مدينة طانطان. وقالت إن السيول تسببت في عزل القرى التابعة للإقليم.

وتنقل، أمس، محمد حصاد وزير الداخلية المغربي رفقة عدد من المسؤولين، إلى منطقتي كلميم السمارة، وسوس ماسة درعة قصد تتبع الوضع في هذه المناطق التي تضررت من الفيضانات، ومتابعة تنسيق الإجراءات الضرورية لضمان حماية السكان وممتلكاتهم، وذلك تنفيذا لتعليمات أصدرها العاهل المغربي الملك محمد السادس، أول من أمس.

وعلقت أمس الدراسة بمنطقة الحوز داخل 83 مدرسة ابتدائية، و12 ثانوية وإعدادية كإجراء احترازي، بسبب الاضطرابات الجوية والسيول القوية التي ضربت الكثير من مناطق الإقليم. وشمل هذا الإجراء ما يقارب 6 آلاف تلميذ، أي نسبة 7 في المائة من مجموع تلاميذ المدارس الموجودة في الإقليم. كما تقرر توقيف حركة النقل المدرسي في غالبية المحاور المهددة بتعرضها للسيول.

وفي السياق ذاته، أجلت فرق التدخل سكان عدد من المناطق المهددة بخطر الفيضانات والسيول بفعل التساقطات المطرية الغزيرة التي هطلت على المنطقة، وتسببت في قطع حركة السير بكثير من الطرق. كما جندت وزارة الصحة طاقما طبيا بالجهات المتضررة من الفيضانات، ووفرت 300 سيارة إسعاف، خاصة بالتدخلات الطبية المستعجلة، بالإضافة إلى مروحية لنقل المتضررين في مناطق مراكش تانسيفت الحوز، وتادلة أزيلال.

وأعلنت المديرية العامة للوقاية المدنية، التابعة لوزارة الداخلية، أمس، أن معدل الأمطار التي سقطت في المناطق الجنوبية للبلاد خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 230 ملليمترا، غطت عدة مناطق جنوب البلاد، لا سيما في كل من تارودانت، وشتوكة آيت باها، وإنزكان آيت ملول، وتزنيت، إضافة إلى سدود توجد في المنطقة. كما شهدت منطقة الحوز سقوط ثلوج تراوحت ما بين 35 و45 سنتيمترا بسفوح جبلي أوكايمدن وتوبقال، وفي المرتفعات.

من جانبها، أعلنت أمس الشركة المغربية للطرق السيارة فتح مقطع الطريق السيار الرابط بين أمنتانوت ومدينة أكادير في الجنوب مجانا بشكل استثنائي، بسبب انقطاع الطريق الوطني الرابط بين المدينتين. وقالت إنها اتخذت هذا الإجراء باعتبارها «مؤسسة مسؤولة ومواطنة ومتضامنة».